الإثنين 08 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لم أره منذ سنوات، كلانا مشغول فى عمله، مهموم بحياته، مكدود فى دنياه، واكتفينا بالتواصل تليفونياً تارة، وأخرى على صفحات "الفيس بوك" من خلال ما يسمونه بلغة "النت".. "كومنت" أو "لايك"، بعدما صارت مواقع التواصل الاجتماعى هى الوسيلة الأسرع للتواصل بين الأقرباء والأصدقاء والزملاء والأحبة رغم مساوئها أو قل بالرغم ممن أساءوا إليها وبدلوا حسناتها سيئات.
رأيته صدفة فى كافتيريا نقابة الصحفيين مساء ليلة الاحتفاء بذكرى مولده وآخرين من أنداده فى احتفالية هى الأولى من نوعها - لم تشهدها النقابة من قبل ــ احتفالاً بجيل الرواد، ابتكرها الزميل أيمن عبدالمجيد وكيل النقابة رئيس لجنة المعاشات، ودعمها الزميلان خالد البلشى نقيب الصحفيين وجمال عبدالرحيم سكرتير عام النقابة فى سنة حميدة تعهد مجلس النقابة باحيائها شهرياً لتواصل الأجيال.
ما أن تلاقت أعيننا تسابقت خطواتنا فى لهفة وحب للمصافحة والعناق.
وجدتها فرصة للإعراب عن اعجابى بما يتناوله على صفحته "الفيسبوكية" وايماناً بمقولة الإمام الشافعى (إن نصحتنى على انفراد فقد نصحتنى وإن نصحتنى أمام الناس فقد فضحتنى) همست  فى أذنه "خف شوية فى بوستاتك.. الدنيا مش مستحملة".
ابتسم "ضاحى" ابتسامته المعهودة التى لم تفارقه منذ تعارفنا فى بلاد #صاحبة الجلالة وقال:" هو أنا بنشر غير الذكريات، لم يعد يا "جمال" سوى الحنين للماضى".
كبر فى نظرى كما هو كبير فى أخلاقه.. صدق الشاعر: 
ملأى السنابل تنحنى بتواضع 
                          والفارغات رؤوسهن شوامخ 
قلت: كلامك صحيح يا"ضاحى".. لم يعد لنا سوى ذكريات الماضى وتركته، وعدت إلى مقعدى منفرداً بنفس أحدثها حديث الروح انتظاراً لبدء مراسم الاحتفالية التى دعانى إليها الصديق الزميل أيمن عبدالمجيد من منطلق تواصل الأجيال.
إلى مقعدى عدت أستعيد بعضاً من الماضى الذى أعادتنى إليه كلمات الزميل ضاحى عثمان فهو واحد من الزملاء المثقفين، المجتهدين حتى بلوغه الستين لم يستسلم للتقاعد، ذهب إلى مزرعته يحرث ويغرس ويروى ويحصد ثمار عرقه.. لم تفتر عزيمته، ولم يخبو أمله، فالإصرار على النجاح رغم كل المعوقات نجاح فى حد ذاته.
سبحت فى بحار الذكريات، غصت فى أعماق الماضى عندما كانت للصحافة هيبة، وللكلمة رونقها ولا داعى للمقارنة والخوض فى تفاصيل قد تثير شجون الكثيرين من أهل المهنة وربما القراء.
قبل أن يحين موعد الاحتفالية ضربت رأسى كلمات الشاعر حسام الدين جلجول.
*ما عاد فى هذه الديار تخصص 
                       *الكل فى هذه الديار مدرس 
*والكل فيها شاعر وأديب 
                    *والكل إن شئت البناء مهندس 
*والكل إن شئت الدواء طبيب 
اكتفيت بهذه الأبيات التى تترجم الحالة التى وصلنا إليها بعدما صارت الساحة سداحاً مداحاً دون أن ندرك "الغلط فين"؟!.

تم نسخ الرابط