الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

من خلال متابعتي لبعض الأحداث اكتشفت أن في عالم السياسية هناك ما يسمى ب (ذروة الحدث) وهو فعل جلل وعظيم في قوته، و يساهم الاعلام بدور كبير في نقله و تتفاعل معه كل الشعوب والحكومات بقوة ثم يتناقص التفاعل تدريجيا بعد ما تحقق كل الأطراف صاحبة الحدث أهدافها، متجاهلة كل الأدوار والتحليلات، والأصوات ومن تلك الأحداث ما فعلته حماس يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ من هجوم على الجانب الاسرائيلي، وما تتبعه من إبادة إسرائيل للشعب وإحراق للأرض وخروج الشعوب للتنديد بما في ذلك مسرحية محاكمة إسرائيل برعاية دولة جنوب أفريقيا، فرغم تهليل الكثيرون لها، فلم تعد المحاكمة تلق أية اهتمامات، ومن وجهة نظري فإن غرض تلك المسرحية وهو امتصاص غضب الشعوب ووقف الاحتجاجات التي شهدتها الكثيرمن الدول الأوروبية على مدار الأشهر السابقة، فلم تمنع تلك المحاكمات الممارسات الاسرائيلية، ليبقى الوضع على ما هو عليه، ولا حديث إلا عن ثلاث : دخول المعونات، دور  الرئيس السيسي، الهجوم على مصر !!!  
وهكذا خفت الحدث وقل التفاعل واقتصر الشجب على مجرد ( بوستات ) قليلة نكتبها من حين لآخر، وعلى ما يبدو فقد تم التسليم بالأمر الواقع مع استمرار صاحب الهدف  في  السيطرة على الأراضي في فلسطين والاستمرار في عمليات الابادة، ولن يخرج من أطراف الصراع ( الفلسطيني والاسرائيلي والامريكي ) إلا فلسطين ليسدل الستار على القضية الفلسطينية .

حروب تمارسها أمريكا بالوكالة بدأت بخلق التنظيمات الارهابية بمنطقة الشرق الأوسط ثم باسقاط أنظمة الدول المستهدفة لتحقيق مسمى (مشروع الشرق الأوسط الكبير)!!! ثم باعادة توزيع خريطة الارهاب لتسقط سوريا وليبيا واليمن بعدما انهارت دولة العراق والآن جاء دور فلسطين حيث تعيد أمريكا ترتيب أوراقها ووضع الدول بشكل جديد كى تتصدر الدولة الاسرائيلية زعامة الشرق الأوسط وتصير لها الكلمة على المنطقة برمتها.

والآن نعود لذروة الحدث عندما جمعت الأحداث الأخيرة ثلاثة دول وهم (إسرائيل وإيران والقاسم المشترك في جميع الحوادث.. أمريكا) حيث أجمع الكثيرون على كونها مسرحية  وسخروا من الضربات الايرانية التي وجههتها لاسرائيل، ليختلف المحللون هل هي مسرحية؟ رغم ما أعلنه الجانب الاسرائيلي بكون الضربة كانت تهدف إلى إيصال رسالة إلى إيران مفادها بأن إسرائيل يمكنها تجاوز أنظمة الدفاع الإيرانية دون أن يتم اكتشافها حيث أصاب الهجوم الإسرائيلي جزءا مهما من نظام الدفاع الجوي  بقاعدة جوية إيرانية في أصفهان ، وكذلك  إتلاف رادار مستخدم في أنظمة الدفاع الجوي إس- 300بقاعدة شيكاري الجوية الثامنة بالقرب من نطنز، وهي مدينة إيرانية مركزية مهمة لبرنامج الأسلحة النووية السري للبلاد.

ورغم أن إيران قامت بالتقليل من ضربة إسرائيل ووضعها في خانة "الرد الذي لا يستوجب ردا" ورغم تصريح محلل الصور السابق لدى الحكومة الأميركية كريس بيغرز إن "الرادار عادة يكون محاطا بعدة مركبات، بما في ذلك 4 شاحنات تحمل صواريخ، وقبل الضربة شوهدت الصواريخ بجوار الرادار، وبعد الغارة تم نقلها ولم يبدو عليها أي ضرر واضح، ولم يتضح سبب نقل الصواريخ، ومع ذلك، فإن حقيقة أنها تبدو سليمة تشير إلى أن الهجوم كان له هدف دقيق للغاية".
وبناءا على هذا التصريح، فكيف أمكن لحماس اختراق أنظمة الأمن الأسرائيلية ؟ وكيف لأسرائيل القادرة على اختراق أنظمة دفاع دولة أخرى كايران لم تتمكن من رصد تحركات حماس؟ أم أن  هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 مسرحية كما يراها البعض؟ وهل نجحت حماس في إحياء القضية الفلسطينية أم أعطت إسرائيل المبرر الاعلامي على طبق من فضة للتحرك والاجهاز على القضية برمتها وحلم الدولتين؟

تم نسخ الرابط