"وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة"
كثيرا ما نسمع تلك العبارة.. والحق أن من يرددها من الرجال، إنما يرددونها ضحكا على عقول نسائهم، أو محايلة منهم لكسب رضائهن ودفعهن لمزيد من التفاني في خدمتهم.
أما من يقولها من النساء، فبعضهن يحاولن الهرب من الحقيقة المرة، أو علاجا للتجاهل والنقص الذي يخيم عليهن من كل مكان، فلم تجد إلا تلك العبارة، لتواسي بها نفسها، وتردد بلسان حالها: ما باليد حيلة.
واسمع هنا للقول الصريح، فإن الحال والواقع، لا يشهد إلا بأنه ليس وراء الرجل العظيم إلا الرجل العظيم، أي هو نفسه بكفاحه وجهده وذوقه وعقله ومواهبه وقدراته.. هي التي أهلته لسدة العظمة، حتى ولو كانت وراءه زوجة تحرق نفسها من أجله، فلن يذكرها أحد ولن يسمع بتضحياتها أحد.
وكذلك العكس نجد المرأة العظيمة لا يقف وراء عظمتها إلا مواهبها وقدراتها، وليس الرجل الذي قد يحفزها إن كانت من السعيدات، أو يحقرها إن كانت من الشقيات.
المرأة العظيمة هي تلك التي لا تكتفي بالمكوث قابعة في الظل، او خلف الرجل العظيم كما يوهمها البعض، وإنما هي تلك التي تقول: هاأنذا، تعرض ما لديها من عقل ثاقب وإبداع ساطع وإمكانات مبهرة.
وأنا هنا لا أريد أن أصدم من النساء ممن ارتضين بهذا الشعار ورفعنه كمنهاج لهن في الحياة، وتظن إحداهن أن نجاح زوجها نجاحا لها، لأنها هي التي تطهو طعامه، وتغسل ثيابه، وتربي أبناءه، وإنما أنا هنا أريد لها أن تقف على الحقيقة.
عزيزتي المرأة أنت بهذا لاشئ في الدنيا..أنت مجهول لا يعرفك أحد ولن يعرفك أحد، مهما كان زوجك عظيما فلن يذكرك التاريخ بشيء فالتاريخ له وحده.
هناك امرأة واحدة في التاريخ كانت زوجة لعظيم، ولكنها أدركت هذا وعرفته، وصرحت به حينما قالت:
" طبيعي جدا أن ينصف التاريخ زوجي ، لقد اختاره التاريخ ليكون على رأس الأمريكان، وإذا رأى الأمريكان أن رئيسهم نظيف الملابس، فسوف يقولون: طبيعي أن يكون العظيم نظيفا، ولكنهم لن يذكروا إلا نادرا مت هي التي غسلت له ملابسه وقدميه"
إنها الواعية مارتا واشنطون
ترى بأي حال يمكن لك ان تفسر مقال هذا، هل هو ازدراء للمرأة، أم دفعا لها لبلوغ المعالي.؟