شرخ في القلب: حكاية سائق التوك توك حاول إنهاء حياة والده.. والسبب!!
داخل قاعات المحاكم، تظهر قصص مؤلمة، تحكي عن شرخ في الروابط الأسرية، وعن حب ضائع بين أفراد الأسرة الواحدة، واحدة من هذه القصص، هي قصة سائق التوك توك أحمد إسماعيل الفقي، والذي عاقبته محكمة جنايات القاهرة، بالسجن المشدد 5 سنوات لشروعه في قتل والده بسبب قيام المجني عليه بطرده من منزل العائلة، وتحرير محاضر ضده يتهمه فيها بالسرقة.
تفاصيل القصة الإنسانية الحزينة
عائلة إسماعيل الفقي لم تكن استثناءً من الخلافات الأسرية التي قد تنشب في أي بيت ولكن، ما حدث في هذه العائلة تخطى حدود الخلافات المعتادة ليصل إلى محاولة قتل الابن لأبيه.
ففي عام 2023، طرد الأب زوجته من منزل الزوجية، مما أشعل فتيل الخلاف بين أفراد الأسرة، لم يكن الأمر مجرد خلاف عابر؛ فقد قام الأب بتحرير محاضر يتهم فيها ابنه بسرقة ممتلكاته، الأمر الذي زاد من توتر العلاقة بينهما.
تصاعدت الأحداث في الرابع من فبراير 2024، عندما قرر الأب طرد ابنه من المنزل وأخذ مفتاح باب المنزل منه، مما دفع أحمد للشعور بالظلم والحقد تجاه والده.
قرر أحمد إنهاء الخلافات بشتى الوسائل، حتى لو تطلب الأمر قتل والده، فاشترى أحمد سكيناً في مساء نفس اليوم، واحتفظ به بين ملابسه لأربع ساعات كاملة دون أن يردعه ضميره عن خطته المرعبة، تسلل إلى المنزل عبر "البلكونة"، وعندما شاهد والده، سدد له طعنة قاتلة في بطنه، مما أدى إلى إصابات بالغة ونزيف حاد.
الأمل في النهاية:
لكن القدر كان له رأي آخر؛ إذ تمكن شقيق أحمد من نقل والده المصاب إلى المستشفى في الوقت المناسب، حيث تم إنقاذ حياته.
لم تكن هذه النهاية السعيدة كافية لمحو الألم والندم الذي سيطر على أفراد العائلة، ولكنها كانت بداية طريق طويل نحو المصالحة والتعافي.
داخل المحكمة
تفاصيل القضية أودعتها محكمة جنايات القاهرة برئاسة القاضي محمد إبراهيم قنصوة وعضوية القاضيين محروس عبد الهادي آدم وجوزيف سمير بطرس بحضور صفي الدين محمد أسامة وكيل النائب العام بأمانة سر سيد نجاح، والتي قالت المحكمة في حيثيات حكمها أن الإقدام على قتل النفس من أكبر الكبائر وأعظم الجرائم، ولكن أمرها يكون أعظم وعقوبتها أشد في الآخرة، إذا كانت من الابن لأبيه، لمنافاة ذلك مع الطابع السيلم، ومخالفة أوامر الله عزوجل، والتي جاءت بالحث على بر الوالدين، والرفق بهما، والإحسان إليهما، وخفض الجناح لهما، ولما كانت الخلافات المتكررة التي نشبت فيما بين المتهم أحمد إسماعيل الفقي، ووالده المجني عليه بسبب طرد الأب لزوجته من منزل الزوجية عام 2023، وقيامه بتحرير محاضر ضد نجله، يتهمه فيه بسرقة منقولات مملوكة له من منزله، وبسبب دآبه طرد ابنه وقيامه بأخذ مفتاح باب المنزل منه يوم الواقعة، في 4 فبراير 2024، وطرده منه ومنعه من البقاء فيه، الأمر الذي حرك لدى الابن المتهم دوافع الشر وسيطر على أفئدته الحقد والكراهية لوالده، وتولدت لديه نية إزهاق روحه والخلاص منه حتى يتسنى له ولوالدته العودة لمنزلهما، فعقد العزم على إتمام جريمته وبيت النية على قتل والده، وفكر في هدوء وروية في الأمر وقلبه على كل الوجوه حتى وصل إلى عقيدة راسخة، وإصرار وتصميم لا رجعة فيه ورسم للتنفيذ خطته، واشترى في ذات اليوم 4 فبراير 2024 الساعة السابعة مساء سكين واحتفظ به بين طيات ملابسه قرابة الأربع ساعات لم يوقظه ضميره خلالها للتراجع عما أضمره في نفسه، وتسلل إلى داخل المنزل عبر النافذة، وما أ، ظفر بوالده حتى سدد له طعنه في بطنه في موضع قاتل فأحدث به الإصابات التي أدت لنزيف وخروج الأمعاء من موضعها، قاصدا ازهاق روحه، إلا أن أثر الجريمة أوقف بسبب لا دخل لإرادة المتهم به وهو نقل المجني عليه لمستشفى عن طريق شقيقه احمد اسماعيل ومداركته بالعلاج.