زعيم "حزب العمال" والمحامي السابق كير ستارمر رئيسا لوزراء بريطانيا
بعد فوز حزب العمال.. ما هي التحديات التي تواجه "كير ستارمر"
حقق حزب العمال البريطاني فوز ساحق على المحافظين بعد 14 عام من انفراد المحافظين بالسلطة، توجه البريطانيون الخميس إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات التشريعية التي شكلت منعطفا جديدا في تاريخ بلادهم جاء فوز "حزب العمال" بعدد مقاعد 410 مقعد من مجموع 650 ، وفق ما أظهرته النتائج، وتعتبر هذه أول مرة يحصل فيها حزب المحافظين على أقل من 30% من أصوات الناخبين البريطانيين في سابقة هى الأولى من نوعها في تاريخ الحزب منذ سنوات، حيث أقر رئيس الوزراء ريشي سوناك بخسارة تاريخية لحزبه متحملاً المسؤولية، قائلاً "أنا آسف"، ومعلناً أنه سيغادر منصبه.
قام ملك بريطانيا تشارلز الثالث رسميا بتعيين زعيم "حزب العمال" والمحامي السابق كير ستارمر رئيسا للوزراء الجمعة خلال اجتماع في قصر باكينغهام.
نشأ كير ستارمر بمنزل صغير في لندن، ولم يذهب إلى كلية خاصة وكان الأول من بين أربعة أطفال يلتحقون بالجامعة، والدته ممرضة مصابة بداء التهاب المفاصل ما يمنعها من التنقل، ووالده صانع أدوات، أصبحت إحدى شقيقاته ممرضة، والأخرى متخصصة في البستنة، فيما كان شقيقه الذي تقاسم معه غرفة المنزل يعاني من صعوبات في التعلم، درس ستارمر القانون في جامعة ليدز قبل أن ينتقل إلى أكسفورد.
لا يتوانى كير ستارمر، عن نشر هذه الرسالة بانتظام وإعلان انتمائه لطبقة العمال ومدى افتخاره بأصوله المتواضعة والتي تتناقض مع منافسه، في فيديو نشره في حساب حزبه على فيس بوك: "كان والدي صانع أدوات ووالدتي ممرضة" وأطلق عليه والديه اسمه تكريما لمؤسس "حزب العمال" كير هاردي، حيث أن كلاهما أصلا من الناشطين العماليين المتحمسين.
يقول عنه تيبو هارويس الأستاذ المحاضر في الحضارة البريطانية المعاصرة بجامعة السوربون : "رغم أنه ينحدر من الطبقة العاملة، فإن تكرار تلك المسألة بانتظام يسمح له بالتذكير بأنه أصلا ليس محترفا في عالم السياسة وأن لديه مسيرة مهنية طويلة". مضيفا: "يستطيع بهذه الطريقة أن ينشر صورة ذلك الرجل الموجود قبل كل شيء لخدمة وطنه، بعيدا عن الطموحات المهنية" وهو ما يعتبر ميزة لصالح ستارمر .
تأتي مجموعة من التحديات العامة التي تواجه حزب العمال في الحكومة البريطانية الجديدة، على رأسها التحديات الاقتصادية، والتي تعد من أبرز العقبات التي يتعين على الحزب مواجهتها، ذلك أن الاقتصاد البريطاني يعاني من تبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي ثم آثار جائحة كورونا ، نقص فرص العمل والحرب في أوكرانيا، مع ارتفاع معدلات التضخم وتراجع النمو الاقتصادي، مما يتطلب من الحكومة الجديدة العمل على هذه الملفات في مقابل التحديات الاجتماعية الداخلية المتعلقة بملفات الصحة والتعليم وقضايا الإسكان .
ولا تقتصر التحديات على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية فحسب، بل تشمل أيضًا قضايا سياسية وأمنية، مثل ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية ومعالجة الانقسامات السياسية الناتجة عن استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي حيث تعد مهمة ملحة، وفي التحديات الأمنية تبرز التغيرات المناخية والتي تحتاج اهتماما خاصا، بالإضافة إلى الأمن الوطني وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يعزز ثقة الشعب البريطاني في حكومته الجديدة.