قيمة العمل ترجع قبل كل شيء إلى طبيعة الدوافع التي تحض الإنسان عليه، بل وتدفعه إلى إجادته وتحسينه، وتغريه بتحمل التعب والمشقة فيه .
لذا كان صلاح النية، وإخلاص القلب لرب العالمين جناحين يرتفعان بمنزلة العمل البحت حتى وإن تقاضى عليه القائم به أجرا إلى مرتبة العبادات.
أما خبث الطوية، وإقفار القلب من الإخلاص فإنهما يُحيلان الأعمال، بل بالطاعات إلى معاصي لا ينال منها صاحبها إلا الفشل والخسار؛ لأنها أشبه ما تكون بالحجارة المكسوة ترابا لا تخرج زرعا، ولا تمسك ماء.
وبالمخلصين وحدهم أصحاب النوايا الصالحة، أصحاب المبادرات الهادفة يرتقي المجتمع وتتقدم مؤسساته ,
أما السلبيون فلا يرفعون راية ،ولا يقومون معوجا ، ولا يصلحون فاسدا ،
المجتمعات تنهض بعرق الفلاح في أرضه، وجهد الصانع في مصنعه، وقيادة السائق لقطاره أو شاحنته، ووقوف الخباز أمام النار في مخبزه ويقظة الجندي أو الشرطي في موقعه .بإصرار العامل على إنجاز عمله.
المجتمعات تنهض بقادة وإداريين يستشعرون وخذ الأشواك في كرسي الإدارة، فلا يجدون راحتهم إلا في ميادين عملهم، يدهم بيد الرجال الذين يعملون في صمت .
مثل هؤلاء إذا أعلنوا عن جهودهم ، فإنهم يُتهمون من ضعاف النفوس الذين اعتادوا على بخس الناس حقوقهم .
وتلك طريقة يرمي بها الباخس إلى إلقاء الشك في نفس كل مخلص أجهد نفسه في عمله وخدمة وطنه، ليوهمَه أن جهدَه وإخلاصه لا جدوى منهما، فتكسُل همتُه، فلا يزرع إن كان زارعا،ولا يُنتج إن كان صانعا، ولا يعمل إن كان عاملا ؛فتكون النتيجة:حرمان المجتمع من همتهم ، ووفرة نشاطهم .
لذا كان من الأمانة على كل وطني مخلص، أن ينوه بالجهود المخلصة التي تبذل في مدينته ، في حيه، في شارعه، لما لذلك من أثر إيجابي ليس على هؤلاء المخلصين فحسب، بل على نشر روح التفاؤل لدى الناس، وتعزيز الانتماء لدى النشء والشباب، وتأكيد الثقة في كل مخلص تحمل الأمانة.
أقول هذا وقد استوقفني في مدينة العاشر من رمضان جهودٌ أقل ما توصف بأنها ( جبارة )، تمتد فيها يد التطوير والتجميل إلى الأشجار، والأرصفة ، والطرق، والحدائق، حتى إنك تكاد تجزم ألا عامل ولا قيادي من جهاز العاشر من رمضان في مقر عمله أو مكتبه من كثرة ما ترى منهم في ميادين العمل بدءا من المهندس /علاء عبداللاه ومرورا بنوابه وانتهاء بالأبطال عمالا وفنيين .
وفي الداخل في مقر الجهاز، وتحديدا في مركز المعلومات، مكتب خدمة المواطنين الذي هو حلقة الوصل بين المواطن والجهاز، تجد اجتهادا وتنظيما في استقبال المواطنين وتلقي طلباتهم ، والرد على استفساراتهم دون كلل ولا ملل .
ولندع الصور تتحدث عن ذلك كله .
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وسوء ، ووفق قادتها لما فيه خير البلاد والعباد