الثلاثاء 03 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

تفاصيل محاكمة عضو تنظيم القاعدة في قضية التخابر والتخطيط لاستهداف السفارة الأمريكية

جنايات القاهرة برئاسة
جنايات القاهرة برئاسة القاضي حماده الصاوي

أيدت الدائرة الأولى بمحكمة جنايات مستأنف بدر، الحكم الصادر بمعاقبة محمد حميدة عضو تنظيم القاعدة بالسجن المؤبد في قضية التخابر، والتخطيط لاستهداف السفارتين الأمريكية والفرنسية، ومؤسسات الدولة.

قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة القاضي حماده الصاوي، وعضوية القاضيين محمد عمار ورأفت زكي بحضور أحمد هشام وكيل النيابة وأمانة سر محمد السعيد، إن وقائع الدعوى كما وقرت في يقين المحكمة واستقرت في وجدانها أخذا بما تضمنته الأوراق والتحقيقات التي تمت فيها وما دار في شأنها بجلسات المحاكمة، قد سبق وأن أحاط بها حكم محكمة جنايات أول درجة الصادر بجلسة ٢٠ من فبراير سنة ٢٠٢٤ ، ومن ثم تحيل إليه هذه المحكمة في ذلك الشأن، وتوجز منه بالقدر الكافي لحمل قضائها في أن المتهم المستأنف محمد عبد الحليم حميدة، وآخر سبق الحكم عليه، هو عمرو محمد محمد أبو العلا عقيدة، قد اعتنقا أفكار تنظيم "القاعدة" الإرهابي المتطرفة، الداعي لتكفير حاكم البلاد، وفرضية الخروج عليه بقتاله، على زعم واه من عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، وأنهما لذلك سعيا للالتحاق بمقرات لهذه المنظمة الإرهابية خارج البلاد، والتي تتخذ من الإرهاب والتدريب العسكري وسائل لتحقيق أغراضها، حيث ارتبط المتهم المستأنف بعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي خارج البلاد، وتواصل معهم عبر مواقع تبث وتروج أفكار هذا التنظيم بشبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، ثم سافر إلى دولة ليبيا في عام ۲۰۰۸، ومنها حاول التسلل إلى دولة الجزائر للالتحاق بالتنظيم هناك، إلا أنه تم ضبطه بالتنسيق مع السلطات الجزائرية، ورحل إلى البلاد حيث جرى اعتقاله إلى أن اندلعت أحداث الخامس والعشرين من يناير سنة ٢٠١١ في مصر، واقتحم سجن أبو زعبل الذي كان معتقلا فيه، فتمكن المتهم المستأنف من الهرب، بينما كان قد سافر الآخر، المحكوم عليه عمرو أبو العلا عقيدة، في أواخر عام ۲۰۰۸ إلى الإمارات ومنها إلى باكستان مرورًا بإيران ليلتحق بتنظيم القاعدة وحركة طالبان بمنطقة مسعود الباكستانية الواقعة على الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث تلقى تدريبات عسكرية كالتدريب على فنون القتال واستخدام الأسلحة النارية وتصنيع العبوات المفرقعة واستعمالها، وشارك بعمليات مسلحة ضد الجيش الباكستاني و الجيش الأمريكي في تلك المنطقة، ثم في غضون عام ۲۰۱۳ تعارف الاثنان عبر أحد المواقع الإلكترونية وتواصلا هاتفيًا، فتوطدت علاقتهما، ولتلاقي أفكارهما ودوافعهما المتطرفة، أسسا جماعة على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين وغيرها من الحقوق والحريات العامة التي كفلها الدستور والقانون، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، فأسسا جماعة تهدف لتغيير نظام الحكم في مصر بالقوة، وتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والمسيحيين ودور عبادتهم وممتلكاتهم، واستهداف المؤسسات والمنشآت العامة، ومصالح الدول الأجنبية وسفاراتها وممثليها الدبلوماسيين بالبلاد، كل ذلك بغرض الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، متخذين من الإرهاب وسيلة لتحقيق هذه الأغراض.

تدريبات لياقة بدنية

وتمكنا من استقطاب عناصر لهذه الجماعة وضمهم إليها، كان من بينهم المحكوم عليه محمد مصطفى بيومي، وتوليا إعدادهم وتأهيلهم فكريًا وبدنيا لتنفيذ أعمالها الإرهابية،ذ لقنوهم بالأفكار المتطرفة العدائية لترسيخها في أذهانهم، ودربوهم لرفع لياقتهم البدنية والقتالية، ثم في إطار تحقيقهما أغراض الجماعة التي أسساها، تخابرا مع أشخاص يعملون لمصلحة منظمة إرهابية مقرها خارج البلاد للقيام بأعمال إرهابية داخل مصر، فتواصل المتهم المستأنف مع قيادي بتنظيم القاعدة الإرهابي" كنيته التركمان" عبر شبكة المعلومات الدولية باستخدام هواتف محمولة، وتواصل المحكوم عليه عمرو أبو العلا عقيدة بذات الوسيلة مع قيادي آخر بذات التنظيم كنيته "داود الأسدي، وهو كردي الأصل)، وعناصر أخرى من هذا التنظيم بدولة باكستان، واتفق المتهم المستأنف والمحكوم عليه عمرو محمد محمد أبو العلا عقيدة مع المذكورين وتفاهما معهم على التعاون فيما بينهم لتنفيذ أعمال إرهابية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة بشبه جزيرة سيناء، وضد السفارتين الأمريكية والفرنسية وممثليها الدبلوماسيين بالبلاد، وبناء على هذا التفاهم كلف المتهم المستأنف من قبل تلك العناصر يجمع معلومات عن نشاط الجماعات التكفيرية بالبلاد، لبحث مدى إمكانية التعاون معها لتنفيذ بعض من العمليات الإرهابية التي يسعون إليها وتحديدا بشبه جزيرة سيناء، وكذا جمع معلومات عن أفراد القوات المسلحة ومواقع انتشارها بمنطقة السويس، وجبل عتاقة، والعريش، والقسيمة، لمد تنظيم القاعدة الإرهابي بها تمهيدًا لاستهداف هؤلاء الأفراد وتلك المواقع بناء على التعاون المتفق عليه فيما بينهم "موضوع التخابر".

أكناف بيت المقدس

 

أوضحت المحكمة في حيثيات حكمها، أنه تحقيقا لأغراض التنظيم والجماعة الإرهابية التي تم تأسيسها، ونفاذًا لذلك أمد المتهم المستأنف وشريكه هؤلاء العناصر بمعلومات وبيانات لتنفيذ الأعمال الإرهابية المتفق عليها، منها ما يتعلق بأفراد القوات المسلحة ومواقع انتشارها بسيناء، وخرائط تفصيلية عنها وعن أنشطة الجماعات التكفيرية المتطرفة بها، كان منها معلومات عن جماعة تسمى "أكناف بيت المقدس"، وأخرى تعمل تحت إمارة متطرف محكوم بإعدامه في قضية الهجوم على قسم ثان العريش وبنك الإسكندرية المدعو أحمد زايد كيلاني، وفي سبيل تنفيذ الأعمال الإرهابية موضوع جريمة التخابر، المتفق عليها مع هذه العناصر الإرهابية ضد الدولة المصرية، خطط المتهم المستأنف والآخر المحكوم عليه عمرو محمد محمد أبو العلا عقيدة لاستهداف السفارتين الأمريكية والفرنسية وممثليها الدبلوماسيين بالبلاد، وفي سبيل تنفيذهما مخططهما، اشترى المتهم المستأنف كمية من مادة نترات الأمونيوم، وكلف عضو الجماعة التي شارك في تأسسيها المحكوم عليه محمد مصطفى بيومي بإخفائها حتى يستخدمها لاحقا المحكوم عليه عمرو أبو العلا عقيدة في تصنيع عبوات مفرقعة لاستعمالها في الأعمال الإرهابية المخطط لها، وآنذاك ونفاذًا لإذن النيابة العامة، تمكن النقيب أحمد المشد الضابط بقطاع الأمن الوطني، بتاريخ 10 مايو 2013، من ضبط المتهم المستأنف محمد عبد الحليم حميدة، وبحوزته هاتفين محمولين، وحاسب آلي محمول، خاصين به، حووا مواد ومعلومات عن أعضاء الجماعات متطرفة داخل البلاد، وعن كيفية تأهيل هذه العناصر في مختلف النواحي، وكيفية تنفيذهم العمليات الإرهابية، ومعلومات أخرى جغرافية وعسكرية من داخل البلاد، وبيانات محادثات ورسائل متبادلة مع عناصر إرهابية متطرفة خارج البلاد، ولإقرار المتهم المستأنف للضابط الذي ألقى القبض عليه بإخفائه مادة نترات الأمونيوم التي اشتراها - لدى عضو الجماعة المحكوم عليه محمد مصطفى محمد  بيومي، انتقل الضابط إلى حيث الأخير، وألقى القبض عليه وبحوزته كيس يحوي تلك المادة.

تم نسخ الرابط