الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الصاوي: ما حصل في أولمبياد باريس 2024إهانة للأديان كلها وليس للمسيحية فقط

د محمود الصاوي
د محمود الصاوي

أثار حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية بباريس، يوم الجمعة الماضي، غضباً كبيراً بين المؤمنين بالأديان السماوية كافة، والذين لديهم احترام للقيم والأخلاق الإنسانية،حيث قام مجموعة من الأشخاص المتحولين جنسياً،بتجسيد ومحاكاة لوحة العشاء الأخير، بشكل همجي وغير لائق، وبصورة مسئية للسيد المسيح عيسى عليه السلام، وتعد لوحة العشاء الأخير شئ مقدس في الديانة المسيحية، وهي من رسم الفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي وتعكس لوحة العشاء الأخير حالة الصراع الإنساني والمواقف المتباينة للناس عند تعرضهم لموقف ما، حيث تُصوِّر هذه اللوحة التلاميذ الإثني عشر في حضرة السيد المسيح، حيث حاول ليوناردي دافنشي تلخيص مواقفهم من خلال تعبيرات لغة الجسد المختلفة التي أظهرها كل واحد منهم، والتي تعكس شخصيتهم في حضرة الحالة المُقدَّسة التي تُمثِّلُها هذه اللوحة.

من جانبه أعرب الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية ووكيل كليتي الدعوة والإعلام سابقاً:عن حزنه الشديد إزاء ما حدث في أولمبياد باريس ٢٠٢٤م من إهانة للأديان كلها وليس للمسيحية وحدها، مؤكدا أنها إساءة بالغة للأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وتسليماته، وبخاصة سيدنا عيسي عليه السلام والحواريون معه مشيرا إلى أنه انحدار أخلاقي غير مسبوق، تجاوز كل الخطوط الحمراء ويعد تعدياً سافرا علي القيم الروحية والمبادئ الإنسانية وإساءة لمشاعر جميع المؤمنين بالله تعالي ورسله وإهانة لأعمق قناعاتهم.

وأضاف "الصاوي ":أنه من أول ما نتعلمه نحن المسلمون من مبادئ عقيدتنا الإسلامية السمحة، أننا نؤمن بكل الأنبياء والمرسلين، و نقرأ في كتاب الله صباحاً ومساءً  قرآنا يتلى إلى يوم الدين قال تعالى ( آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله  لا نفرق بين أحد من رسله...) وكما انتفضت الأمة الإسلامية كلها في فترة سابقة جراء الإعتداء المجرم و الإثم والإساءة التي حصلت في الدانمارك، وغيرها للجناب النبوي الشريف سيدنا ومولانا محمد فإننا وبنفس القدر ومشاعر الغضب ننتصر وننتقض لأي إساءة لسيدنا للمسيح عليه وعلي نبيبنا الصلاة والسلام قال الله تعالى في كتابه ( لا نفرق بين أحد من رسله ) كلهم رسل الله و أنبياؤه  وفي ديننا  وشريعتنا،و الإيمان بكل الأنبياء والمرسلين فريضة من الله ولا ينعقد و لايكتمل إيمان المسلم إذا كفر بنبي واحد من أنبياء الله ورسله.

وأوضح  الصاوي قائلاً:نؤيد بيانات الأساقفة والمطارنة عبر العالم، الذين أدانوا وعبروا عن استيائهم العميق، وإدانتهم  لتصوير العشاء الأخير بهذا الشكل الساخر والمهين لسيدنا عيسي وتلامذته، مضيفاً أن الإساءة لسيدنا المسيح عليه السلام هي إهانة لسيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم لانفرق بين أحد من رسل الله و انبياءه، إذ أنه من قمة السخرية والانحطاط الأخلاقي عندما يقوم مجموعة من المتحولين جنسياً في عرض فيديو مطول بتجسيد الشخصيات المرسومة في لوحة ( العشاء الأخير ) التي رسمها ليونارد دافنشي أواسط القرن ١٥ الميلادي...  وقيام أحد المتحولين جنسياً بتجسيد شخصية المسيح وكان يرقص ويقفز و يزحف و يتمايل،  ويطلق إيماءات جنسية على حد تعبيره لا تمت باي صلة للدين.

وتابع الصاوى : لوحة العشاء الأخير هي للفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي وتعد واحدة من أشهر الأعمال الفنية في التاريخ رسمت ما بين ١٤٩٥  /  ١٤٩٨ وتصور اللحظة التي أعلن فيها يسوع أن أحد تلاميذه سيخونه،  وهذه اللوحة تحمل أهمية كبري في تاريخ العقيدة والإيمان المسيحي، وفي استنكار واضح قال مجلس كنائس مصر في بيان رسمي علي موقعه( هذا العرض تجاوز حدود الحريات المشروعة وأساء إلى مشاعر ملايين المسيحيين حول العالم الذين يعتبرون لوحة العشاء الأخير رمزاً للتضحية والمحبة والتجمع حول مائدة السيد المسيح ).
وتابع قائلاً: أطالب كافة المؤسسات الدينية المسيحية والإسلامية والقادة الدينيين عبر العالم بتقديم مشروع ملزم تعتمده الأمم المتحدة وتفعيل هذا القانون دولياً لمنع ازدراء الأديان،داعيا جميع دول العالم باحترام الآخرين و أديانهم،وعدم إذدراء الأديان بأي شكل كان بدعوة أن ذلك حرية، وأين هذه الحرية في الإستهزاء بالأديان و مقداساتهم والخروج عن القيم والأخلاق الإنسانية،نخاطب الجهات الدولية المعنية بالتعامل مع هذه المواقف والحد منها كي تتماسك الشعوب، تزدهر القيم والمبادئ في أرضها

تم نسخ الرابط