الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

خطبة مؤثرة بالجامع الأزهر: العمل عبادة تقرب إلى الله وتبني وطنًا مزدهرًا

الدكتور عباس شومان
الدكتور عباس شومان

ألقى الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق والأمين العام لهيئة كبار العلماء، خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر  بعنوان: "بالإنتاج ترتقى الأوطان ويرضى الرحمن".

أكد الدكتور عباس شومان على أهمية العمل والإنتاج، مستشهدًا بتعاليم ديننا الحنيف التي تحثنا على بذل الجهد في شتى المجالات، وأشار إلى أن تقدم المجتمعات وازدهارها مرتبط بشكل وثيق بمدى التزام أفرادها بالعمل والإنتاج، من خلال منظومة العمل المتكاملة التي يكون لكل فرد فيها دور حيوي من أجل بناء مجتمع قوي ومتماسك، كما أن العمل ليس وسيلة لكسب الرزق فقط، بل هو عبادة يؤجر عليها العبد، يزاد أجره عليها بقدر نيته الحسنة وإتقانه للعمل. 
 

وبين أن العمل يشمل طيفًا واسعًا من المجالات، بدءا من رعاية الإنسان في التعليم والصحة، وصولًا إلى توفير سبل العيش من خلال الزراعة والصناعة والتجارة، ولا يقف الأمر عند ذلك، بل يتعداه ليشمل الخدمات المجتمعية والإصلاح بين الناس، وهي كلها أمور تساهم في بناء مجتمع آمن ومستقر ومتطور، أي أن كل عمل صالح يؤدي نتيجة إيجابية سواء كان في مجاله ماديًا أو معنويًا فهو في النهاية عمل يثاب عليه الفرد؛ إذا أحسن في أدائه وأخلص فيه. 
وحذر وكيل الأزهر الأسبق، من خطورة الغش والكذب في العمل، معتبرًا إياهما بمثابة سم ينخر في جسد المجتمع.

وشدد على خطورة الأعمال التي تتعارض مع قيم الإسلام، والتي لا يقتصر ضررها على صاحبها، بل تمتد لتؤثر على المجتمع ككل، وبخاصة في ظل ما يشهده زماننا من تطور تكنولوجي، الذي استغله البعض في الاحتيال على الشباب بدافع الربح السريع، من أجل أن يهوي بهم في أمور غير أخلاقية منافية لتعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الشرقية الأصيلة التي لا تعرف سوى العمل النبيل الذي يغني صاحبه عن الحاجة ويساهم في بناء وطنه، وعلى الشباب أن يعي أنه مطالب بالعمل النزيه والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى إسقاط قيم المجتمع.

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن شبابنا أصبحوا هدفًا سهلًا للمتربصين، الذين يستغلون التكنولوجيا الحديثة وأدواتها المتاحة بسهولة، في محاولة لجرهم إلى مستنقع الأعمال الضالة التي لا تبني الأمم بل تدمرها، وهذه المحاولات تستهدف إبعاد شبابنا عن قيم العمل الحقيقي والإنتاجية، بهدف شل عجلة التنمية والتراجع بأوطاننا التي كانت يومًا في مصاف الأمم المتقدمة وقت أن كان شبابها يدركون أن سواعدهم هي المحرك الأساسي لعجلة البناء والتقدم.

دعا عباس إلى ضرورة تضافر الجهود لمواجهة هذه التحديات، من خلال توفير البدائل الإيجابية التي تشبع طاقات الشباب وتوجههم نحو العمل النافع والمفيد لهم ولوطنهم.

وفي ختام الخطبة طالب وكيل الأزهر الأسبق بضرورة تضافر الجهود وتكامل الرؤى من أجل الحفاظ على ثروتنا الحقيقة وهم الشباب، وحمايتهم من الانجراف وراء الأفكار المنحرفة التي تستغل حماسهم، وعلينا دراسة هذه الظواهر ووضع حلول لها، تجعل التكنولوجيا آمنة في أيدي شبابنا حتى لا ينساق شبابنا وراء هذه المظاهر التي تخدعهم بوهم المكاسب.

تم نسخ الرابط