الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

 الله سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ، لا ذات كذاته، ولا صفات كصفاته، ولا أفعال كأفعاله، فـ:هو موجود وأنت موجود، لكن وجودَه أزليٌّ غيرُ مسبوق بعدم، ووجودُك من عدم.

 وجودُه ـ سبحانه ـ لا يدركُه فناء، فهو الباقي، ووجودك مؤجل بالموت . 

 سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ،له فعلٌ ولك فعلٌ، لكن فعلَك محكوم بقانون، وهو يقول للشيء كن فيكون .

 لقد أجمع قوم إبراهيم على تحْرِيقه في النار، فأشعلوها، وقذفوا به داخلَها، ثم هو يخرج منها سالما؛ لأنه ـ سبحانه ـ قال للنار مُظهرا عظمَته وقدرته، وعجيب فعله:"كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ" سورة الأنبياء /69 ، فكانت كيف ؟..  سبحان الله .

  سُبُّوح قُدُّوس رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، سبَّحَ ذاته وقدَّسَها وأثنى عليها وأظهر قدرته وعظمته التي لا يحيط بكنهها عقلٌ، والتي يُعْلَمُ بها ألاَّ شيء قبله، ولا إله غيرُه فقال :"هُوَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡقُدُّوسُ ٱلسَّلَٰمُ ٱلۡمُؤۡمِنُ ٱلۡمُهَيۡمِنُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡجَبَّارُ ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ " سورة الحشر/23 

 سُبُّوح قُدُّوس رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، "يَقْبِضُ الْأَرْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟"رواه البخاري بسنده عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم /7382 ، وقال ـ سبحانه :" وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦ وَٱلۡأَرۡضُ جَمِيعٗا قَبۡضَتُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطۡوِيَّٰتُۢ بِيَمِينِهِۦۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ "سورة الزمر/67

  سُبُّوح قُدُّوس رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، تُسَبِّحُه الملائكةُ دون انقطاع ولا فتور ولا سآمة ولا تَكَبُّرٍ،" إِنَّ ٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِهِۦ وَيُسَبِّحُونَهُۥ وَلَهُۥ يَسۡجُدُونَۤ " سورة الأعراف /206 

سُبُّوح قُدُّوس "تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ" سورة الإسراء/ 44

 سُبُّوح قُدُّوس سبَّحهُ داوودُ ـ عليه السلام ـ فسبحت معه الجبال الراسيات، والطيور السارحات، يقول الحق:"وَٱذۡكُرۡ عَبۡدَنَا دَاوُۥدَ ذَا ٱلۡأَيۡدِۖ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٌ. إِنَّا سَخَّرۡنَا ٱلۡجِبَالَ مَعَهُۥ يُسَبِّحۡنَ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِشۡرَاقِ. وَٱلطَّيۡرَ مَحۡشُورَةٗۖ كُلّٞ لَّهُۥٓ أَوَّابٞ "سورة ص/17 ـ 19

 سُبُّوح قُدُّوس رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، ناداه في الظلمات من بطن الحوت يونس ـ عليه السلام ـ موحدا ومُقدِّسا ومعترفا فقال:" لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ. فَٱسۡتَجَبۡنَا لَهُۥ وَنَجَّيۡنَٰهُ مِنَ ٱلۡغَمِّۚ وَكَذَٰلِكَ نُـۨجِي ٱلۡمُؤۡمِنِينَ "سورة الأنبياء/87 ـ 88 ، أي مثل هذا الإنجاء العجيب، ننجي المؤمنين بتسبيحهم من غمومٍ وهمومٍ يحسَبُ من يقع فيها أن نجاته عسيرة . 

  لقد نجاه الله ببركة التسبيح ."فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ  لَلَبِثَ فِي بَطۡنِهِۦٓ إِلَىٰ يَوۡمِ يُبۡعَثُونَ "سورة الصافات/143 ـ 144

  سُبُّوح قُدُّوس، سبَّحه رسول الله فقال:" قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ وَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَمَآ أَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ" سورة يوسف/108

  إن أقواما منَّ الله عليه بعقل سليم، وإيمان قويم، يقرؤون ببصيرة عقولهم، ونور قلوبهم، عظمةَ الله، وكمالَ صفاته، فهم مداومون على ذكره، والتفكر في ملكوته، وتسبيحه، يقول سبحانه:" إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ . ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ " سورة آل عمران 190 ـ 191 

  إن التسبيح من أعظم أسباب شرح الصدور، فإذا اعتراك ما يضيق به صدرك من هم أو غم أو حزن فسبح الله . يقول الحق:"وَلَقَدۡ نَعۡلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدۡرُكَ بِمَا يَقُولُونَ .فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ ٱلسَّٰجِدِينَ " سورة الحجر/97 ـ 98 

 تقول الطاهرة المطهرة السيدةُ عَائِشَةُ رضي الله عنها :" إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ فِى رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ « سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ " صحيح مسلم/1119

 فسبحوا الله واحمدوه  تنشرح الصدور.

سبحوا الله وادعوه، فنحن لا حولَ لنا، ولا قوة، ولا قرار إلا به .

 سبحانك اللهم وبحمدك، سبحانك نستغفِرُك ونتوب إليك، لا إله إلا أنت سبحانك فاغفر لنا، واعف عنا، واسترنا .

واحفظنا وبلادنا من كل مكروه وسوء.  

تم نسخ الرابط