ضمن ملتقى "أهل مصر" بالإسكندرية.. زيارة لحديقة أنطونيادس ومناقشة كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية
استقبلت حديقة أنطونيادس بسموحة، آخر الجولات الميدانية لملتقى السابع عشر لثقافة وفنون المرأة والفتاة، ضمن مشروع "أهل مصر" المنعقد بمحافظة الإسكندرية، برعاية د. أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، تحت شعار "يهمنا الإنسان"، حتى 14 أغسطس الحالي.
تفقدت فتيات المحافظات الحدودية المشاركات بالملتقى أرجاء الحديقة، للتعرف على الأشجار الفريدة والنادرة الموجودة بها، بجانب مجموعة التماثيل الرخامية، منها تمثال فينوس معبود الجمال، وتمثال فاسكو دي جاما، وكريستوفر كولومبس، وماجلان، واختتمت الجولة بالتقاط بعض الصور التذكارية.
ويرجع تاريخ الحديقة إلى عصر محمد علي باشا، وفي عهد الخديوي إسماعيل تم إقامة توسعات بالحديقة لتبلغ مساحتها 50 فدانا وإضافة النباتات النادرة لها، ثم انتقلت إلى أحد الأثرياء وهو البارون اليوناني "جون أنطونيادس" عام 1860 وسميت الحديقة على اسمه فيما بعد، وبعد وفاته نفذ نجله وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية عام 1918.
مناقشات حول كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية
وشهد قصر ثقافة الأنفوشي، لقاء بعنوان "كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية"، أوضحت خلاله د. هاجر مرعي، استشاري العلاقات الأسرية وعضو المجلس القومي للمرأة، أشكال الضغوط النفسية التي يتعرض لها الشخص ومنها العنف، الإحساس بالفشل في الدراسة، التعرض للنقد وعدم التقدير، وغيرها.
وعن أسباب الشعور بالأزمات قالت: "هناك الكثير من الأمور التي تتسبب في ذلك منها جَلد الذات بتذكر الشخص المواقف المؤلمة، وعدم الالتفات للإيجابيات، الأمر الذي يزيد من درجة الإحساس بالفشل، ويفقده ثقته بنفسه، وهناك أيضا النظرية النفسية المعروفة" هنا وهناك" والتي تعني انشغال تفكير الشخص بأكثر من أمر في آنٍ واحد مما يعوق تحقيق الأهداف بشكل سليم.
وأضافت "مرعي" أن الشعور بالخوف الدائم نتيجة الوحدة، أو الفشل، أو الفقر، أو الفقد، أو الخوف من المستقبل نفسه يؤثر أيضا على نفسية المرء بشكل كبير.
وقدمت "مرعي" خلال اللقاء مجموعة من النصائح للفتيات حول كيفية التعافي من الأزمة أهمها: تقبل الواقع ومعايشة الأزمة ومواجهتها بالبحث عن السبب الرئيس، وأيضا البحث عن المشورة من خلال الاستعانة بأشخاص مروا بتجربة سابقة ناجحة، ويتعاملون بالمنطق وليس بالعاطفة، مع إعادة النظر في المشكلة وخاصة في حالة تكرار نفس الموقف و وضع خطط مستقبلية لمواجهة الأزمة وخطط بديلة لعدم التعرض لصدمة، هذا بالإضافة إلى استثمار الوقت والتواصل الاجتماعي بشكل جيد لتوطيد العلاقات مع الآخرين.
وأكدت د. دينا هويدي مدير عام الإدارة العامة لثقافة المرأة، على ذلك مشيرة إلى أن فكرة تنظيم الوقت وترتيب الأولويات تساعد بشكل كبير على إنجاز المهام اليومية وتخطي العقبات، ونصحت الفتيات بضرورة الحصول على قسط من الراحة عند القيام بإنجاز أية مهمة لاستعادة النشاط، وتطبيق ذلك بشكل بسيط من خلال بعض تمارين الاسترخاء.
واختتم اللقاء بفتح باب النقاش مع الفتيات ودارت الأسئلة حول كيفية التعامل مع المشكلات التي تعرضن لها خاصة خلال فترة الدراسة، مع طرح حلول مناسبة لتجاوزها.
الملتقى تنظمه هيئة قصور الثقافة من خلال الإدارة العامة لثقافة المرأة، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى رئيس اللجنة التنفيذية لمشروع أهل مصر، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة أحمد درويش وفرع ثقافة الإسكندرية برئاسة عزت عطوان.
ويستضيف الملتقى 120 سيدة وفتاة من المحافظات الحدودية شمال وجنوب سيناء أسوان البحر الأحمر "الشلاتين وأبو رماد وحلايب الوادي الجديد مطروح بالإضافة إلى عدد من الفتيات من محافظة القاهرة.
ويشارك بفعالياته فتيات من جمعية "أصداء" للصم والبكم، وعدد من رواد قصور الثقافة ووحدة مناهضة العنف بجامعة الإسكندرية.
وشهد الملتقى طوال فترة إقامته عدة لقاءات توعوية وتثقيفية حول عدد من القضايا المتنوعة، بالإضافة إلى الورش والعروض الفنية، وورش حكي عن العادات والتقاليد بالمحافظات الحدودية، ودور المرأة في الحفاظ على التراث، بجانب الزيارات ميدانية لأشهر الأماكن السياحية والأثرية بالإسكندرية.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذي يهدف لتشكيل الوعي، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن، ورعاية الموهوبين وتحقيق العدالة الثقافية.