الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

"اسمها فلسطين".. مناقشة كتاب شريف قنديل بنقابة الصحفيين.. الأحد

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين تنظم ، في السادسة من مساء الأحد المقبل، ندوة لمناقشة كتاب "رسالة إلى حفيدى زين.. اسمها فلسطين"
للكاتب الصحفي شريف قنديل.
يناقش الكتاب؛ الكاتب الصحفي الكبير عبد الله السناوي، وتدير الحوار الإذاعية الدكتورة نهى الرميسي كبيرة مذيعات البرنامج العام.
يقدم الكاتب الصحفي شريف قنديل كتابه الجديد رسالته إلى حفيديه زين الدين خالد وكاميليا قنديل، اسمها فلسطين، ومن خلالهما يمضي في نوعية النشء العربي بالقضية الفلسطينية، فجاء في رسالته لزين: عفوًا إن أصبحت جدًّا في زمنٍ حزين.. الزمن الذي اعترف بعضهم بالقدس عاصمة لإسرائيل وليس لفلسطين. عذرًا يا «زين»، هكذا أسميتك.. فلا تُحبَط ولا تَقْنَط ولا تبتئس ولا تيأس ممن ساس أو سيس! ممن رضي من آبائك أو أجدادك العرب والمسلمين بما حدث ويحدث.
أعرف يا بني أنه قضاء.. وأنها أيام وينفضّ العزاء.. لكني أوقن الآن -أكثر من أي وقت مضى- أنها لن تكون في زمنك المقبل سرًّا أو مدعاة للهمس في المكاتب وفي المطارات وفي البيوت.. فالقدس حمامة عربية بيضاء.. أزيح عنها العنكبوت.. أسمعها تقول في سرادق العزاء: شكر الله سعيكم.. ولكن بيننا حساب!
واعلم بني أنني لم أبع ولم أشارك في بيعها.. لم أخن حتى لا تقول يومًا، إنني خنتها.. أموت كل يوم مرتين.. إن نسيتها. أعرف أنها قد تقول لك بنبرةٍ ملتاعة: أموت في اقتراني باسمهم كل ساعة.. لكنني أكاد أسمعها تهمس الآن في أُذنك من داخل الأقصى بالأذان.. أسمعها تقول في يقين وفي ضراعة: صبرًا فإن النصر ساعة. 
أكذب يا زين عليك إن قلت: كانت في قلمي طوال الوقت.. اسمع مني: الحق يقال.. لسنين طوال.. قد تهت عنها.. لكنها يومًا ما تاهت عني. المهم في كل الأحوال ألا تستمع لمن يقولون لك: إنها «انتهت»، وإن نورها العربي قد «بهت».. لا تلتفت لمن يقولون لك: إن عودتها محض حلم.. قل لهم أبدًا لم تمت.
ويمضي الكاتب يقول: يعلم الله يا زين! أنني حاولت طوال السنين أن أكون دائم التذكير والتحذير حد النفير.. حتى لا تكون القدس في خبر كان.. وحتى لا تكون غابة من الدموع، ودربًا من الأوهام. كنت طوال الوقت أكشف مَن يُثرثرون عن حتمية التسليم.. يكتبونها تارةً في الصحف وأخرى في الكتب.. ينكرون مبنى الأقصى، ويسبّون صلاح الدين.. كنت أُدرك أنها طوال هذه السنين تكاد تنتحب. 
والآن يا زين اطمئن! سيظل وجه الأقصى يشتاق لكم ويُناديكم في العلن.. فارسمه على جدران منزلنا القديم.. وارسم القدس كلها بألوان الحنين. ارسم وجهًا للإرهاب في إسرائيل، ووزّعه على أقرانك وأنت تقول: تبًّا.. بل بُعدًا يا هذا الغول! فإن سألوك فقل لهم: جدي كان يقول. اصنع قاربًا عربيًّا وراء قارب من الورق.. وكلما رأيت واحدًا منها بفعل الموج ينزلق.. لا تقل مثلنا: سيّان عندنا.. إن عام أو غرق! اكتب عندك يا زين: القدس وحيدة الوحائد.. وجوهر اللغات.. وومضة الجمال في الصور وفي الجرائد. والمهم يا بني أن تنتبه.. لمن يلعبون بالألفاظ وبالمصطلحات وبالمفردات.. ومن يأخذون جيلك كله إلي الشاردات.. وأن الحياة -كما يقولون- «خذ وهما.. وهات». أي بني!.
وفي رسالته الي حفيدته "كاميليا والتي جاءت بعنوان "مشكلة «عهد التميمي" اسمها فلسطين! يقول شريف قنديل:
اسمعيني يا كامليا! مشكلة الفتاة «عهد باسم التميمي» ليست في المعتقل، ولا في الحرمان من سنوات الدراسة! المشكلة أنها لم تجلس لتنتظر قرار مجلس الأمن ولا قرار الجمعية العامة ولا صياغة صفقة القرن! مشكلة «عهد» أنها أدركت أن الانتظار لنتائج المجالس وخُطب المجالسة لن تُفيد ولن تُعيد المدينة المقدسة. مشكلة «عهد التميمي» أنها سألت نفسها أثناء سير الحصة: ماذا تفيد الكلمات اليائسة والصيغ البائسة، ومطأطئو الرأس لا يملكون إلا المفردات المرتبكة والمواقف الناعسة. مشكلة «عهد» أنها أدركت مبكرًا أن كبرياءنا العربي مات في صحراء انكساراتنا المشمسة!.
مشكلة «عهد» أنها أدركت أن الخُطب لا تُعيد حقاً قد اغتُصب، ولأنها كذلك، فقد خرجت تُزيل العدوان على بيتها وأرضها ولو بقبضة اليد. المشكلة أن البنت لم يغوها الزبد، وأنها في دفاعها عن قدسها لا تعتمد على أحد، إلا على الواحد الفرد الصمد. مشكلة «عهد» أنها عندما تعود للبيت، تستبدل ضفائرها بأخرى من لهب.. وتهجر ثوبها المدرسي ومشيتها المدرسية وتحيلها عسكرية خوفاً على فلسطين.. خوفاً على الهوية.. يتحوّل صراخها إلي نيازك وشهب، ويتحوَّل وجهها لقرصٍ من الشهد. 
ومشكلة «عهد» أنها وردة أدركت في الزمن الألد، أنه لابد مما ليس منه بد.. وأنها لن تتنفس ولن تنتعش طالما في حلمها قيد
في ضوء ذلك؛ خرجت «عهد» لتركل الجندي المرتاب؛ بقوة وعزم وعناد.. بشرف طوح بالأصفاد. ولأن وجه «عهد» لم يعرف الأصباغ بعد؛ فقد بقي كلون الدم الحر.. 
تدرك الصغيرة أن الشهداء ينتظرون في الحديقة حتى تحين لحظة الحقيقة. يا أطفال فلسطين ويا كل الأطفال.. «عهد» تريد أن تقول: إنك لو طأطأت رأسك بعت.. ولو طأطأت أكثر قالت عنقك: سيدي القاتل المغتصب.. هيت لك!. 
وفي رسائله للنش العربي يتحدث قنديل عن هواة الإحباط الخائفين من سطوع القدس! فلسطين تمنح الأمل حق الإقامة! وعن التخت الكويتي الذي يعزف «في حب فلسطين»! مؤكدا أن ما يفعله المطبِّعون في سنة تبدده إسرائيل في يوم!  
الاستهانة وتكريس فلسفة المهانة! 
عبور جثة فلسطينية في ذكرى النكسة!
 في ذكرى نكسة 67 التي مرت منذ أيام أرى أن أفضل ما قدمته مصر لفلسطين في هذه الذكرى الأليمة هو فتح المعابر للعالقين، لقد بات الحديث عن السلام المستحيل كما هو عن الحرب المستحيلة، ومن ثم فإن أفضل ما تقدمه مصر والعرب الآن لفلسطين والفلسطينيين هو نسمة هواء عربية نقية من نسمات الماضي القديم. 
إسرائيل تؤكد الحقيقة: الدرة لم يمت! 
من حق الفتى العربي أن يعرف رائد صلاح!
أحذيةُ التوبيخِ تقهرُ مزيِّفي الوَعي والتاريخِ! 
شذى غزة في مصر.. ما رأي فاشست العصر؟! 
هل أتاك الخبر؟.. مصر قرَّرت فتح معبر رفح خمسة أيام في الشهر بدلًا من يوم.. ليتهم يفتحونه كل يوم. افتحوا المعبر صباحًا ومساء.. لعل الله يفتح علينا ويمدنا بمائدةِ خيرٍ من كل سماء.. افتحوه فلن يعبر منه سوى شذى غزة.. لا سهامها.. ولا قنابلها.. ولن يعود لغزَّة سوى نُبل مصر، وشهامتها وأصالتها. افتحوه كل ساعة منعًا للحصار والوقيعة. والفرص الضائعة والمضياعة. سيقولون لك: إنها التجارة.

تم نسخ الرابط