ads
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الكرد فى الوثائق الأمريكية والبريطانية.. كتابان جديدان عن نضال شعب والدعم المصري له

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر كتابان جديدان، عن الكرد فى الوثائق الأمريكية والبريطانية، للكاتب الصحفي والمترجم والخبير بشؤون الشرق الأوسط شيركو حبيب.

يحمل الكتاب الأول عنوان "الحركة القومية الكوردية فى كوردستان العراق بعدد من وثائق الخارجية الأمريكية ووكالة الاستخبارات المركزية"، والثاني بعنوان "الكورد فى وثائق الأرشيف الوطني البريطاني- الجزء الخامس، الحملة العسكرية العراقية- البريطانية على بارزان 1931-1932 "، والكتابان تقديم ومراجعة الأستاذ الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني، وراجعهما لغويا الأستاذ الدكتور محمود زايد أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة الأزهر، و طبعا في جامعة صلاح الدين بأربيل.

يتناول الكتاب الأول المواقف الدولية تجاه القضية الكردية منذ اندلاع ثورة 11 أيلول عام 1961 وحتى ثمانينات القرن الماضي فى الحرب العراقية الإيرانية بين 1980 و 1988 ، ويوضح سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الكرد وحركتهم التحررية بقيادة الزعيم ملا مصطفى البارزاني، والسياسة التي تعامل بها الاتحاد السوفيتي مع الكرد فى ظل مصالحه وفق التقلبات الداخلية في العراق وإيران وتركيا.

كما يكشف الكتاب مواقف هذه الدول تجاه سياسة مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر الداعمة للحقوق القومية للشعب الكردي فى ظل الترصد الإيراني للموقف المصري، وتمدد النفوذ المصري إلى الحدود الإيرانية الغربية، في ضوء مشاريع الوحدة العربية بقيادة عبد الناصر ومؤيديه في الداخل العراقي، رغم معوقات واعتراضات بعض الأطراف السياسية العراقية في الأنظمة الحاكمة وقتئذ.

يذكر أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استقبل الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني بالقاهرة في الخامس من أكتوبر عام 1958 ، ورفض مشاركة القوات المصرية فى أي هجمات أو حروب على الكرد، وخصص ساعات منتظمة لبث نشرات كردية عبر إذاعة صوت العرب، وأعلن دعم مصر للحقوق القومية للشعب الكردي وأولها إنشاء دولة كردية، انطلاقا من بناء وتأسيس فكرة القومية العربية على اللغة والعرق الواسع الانتشار.

ويقدم المؤلف شيركو حبيب معلومات جديدة مدعومة بالوثائق تنشر لأول مرة، حول تاريخ الشعب الكردي، تؤكد العديد من المرتكزات السياسية فى فهم التعامل الدولي مع الكرد وقضيتهم، من حيث إن أي تحرك دولي لم يكن دعما إنسانيا ولا إيمانا بحقوق الشعب الكردي في العيش بحرية وكرامة، بل كان استغلالا للورقة الكردية لبسط نفوذ أكبر فى المنطقة على كافة المستويات.

يقول الدكتور عبد الفتاح علي البوتاني: الملفت للانتباه أن هذه الوثائق ترى أن هناك عداء وفجوة كبيرة بين العرب والكرد، حتى أنها تستخدم مصطلح "الحرب الأهلية"، مع أن الكرد عارضوا وحاربوا الحكومات العراقية المتعاقبة أكثر من قرن، ولم تخلق تلك السنوات عداء قوميا مع الشعب العربي في العراق. وفي هذه الوثائق شهادات حقيقية بحق الزعيم الكردي ملا مصطفى البارزاني، إذ تظهره بأنه كان دائما على حق وتشيد بصفاته القيادية وبأنه قائد الكرد وزعيمهم بلا منازع ويتمتع بالمواهب اللازمة، وهو سر التفاف عموم الكرد حوله وتأييده.

أما الكتاب الثاني؛ فيتناول الحملة العسكرية العراقية البريطانية على منطقة بارزان بين عامي 1931 و 1932 ، والتي تصدى لها المقاتلون الكرد بشجاعة نادرة وأسقطوا أكثر من طائرة حربية ببنادقهم العتيقة رغم عدم تكافؤ القوتين، كما يقدم الكتاب المعلومات الطبوغرافية والجغرافية عن منطقة بارزان، مع وقائع ووثائق نادرة، عن قمع حركة بارزان الوطنية بقيادة الشيخ أحمد البارزاني.

وتعترف الوثائق البريطانية والعراقية صراحة بأن خسائر سلاح الجو الملكي البريطاني كانت مرتفعة، وأن عددا من الكتائب فقدت خيامها وملابسها، رغم سهولة وتعدد أسلحتها، وإصرار القوات البريطانية والعراقية على محاولة فرض هيبة الجيش العراقي على الكرد وقتئذ، في مقابل معاملة كردية حسنة للطيارين الأسرى لدى الثوار.

ولد الكاتب الصحفي الكردي شيركو حبيب فى العام 1957 بمدينة أربيل لعائلة مرموقة، والده القاضى المعروف عمر حبيب، وحصل على بكالوريوس القانون والعلوم السياسية والدبلوم العالي فى الصحافة، وهو عضو نقابة الصحفيين فى كردستان ومسؤول العلاقات الخارجية السابق بالنقابة ومنسق الفيدرالية الدولية للصحفيين بشمال العراق.

صدرت له خلال السنوات الأخيرة 9 مؤلفات تتمحور حول القضية الكردية وموقف القوى الإقليمية والدولية منها، وهو مترجم وكاتب للمقالات السياسية باللغات الكردية والعربية والإنجليزية بالصحف العربية والعراقية، أقام فى مصر منذ العام 2018 ملتزما بمهامه كمسؤول لمكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في القاهرة، وأحدث طفرة كبيرة فى دعم العلاقات الثقافية والسياسية المصرية- الكردية، ودعم الجالية العراقية بكافة أطيافها فى مصر، خاصة الطلاب والباحثين الأكاديميين بالجامعات.

تم نسخ الرابط