بداية من سميرة موسى وانتهاءا بريم حامد اغتيالات علماء مصريين فى الخارج
تعرض العديد من العلماء المصريين في علوم عديدة لعمليات اغتيال بأشكال مختلفة،
سواء بالقتل أو بالخنق أو حوادث المرور المفتعلة أو سقوط الطائرة أو بالمتفجرات، كان أخرهم الدكتورة ريم حامد التي أُغتيلت في فرنسا بعد نشرها للعديد من التدوينات على حسابها تفيد بتهديدها بسبب أبحاثها العلمية.
ويستعرض «خلف الحدث أبرز الاغتيالات التي حدثت للعلماء المصريين والباحثين بسبب أبحاثهم العلمية منهم:-
الباحثة المصرية ريم حامد، تم اغتيالها في فرنسا بعد نشرها العديد من التدوينات على حسابها على موقع «فيس بوك» قالت فيها إنها «تتعرض لمراقبة سواء من أشخاص أو تجسس على أجهزتها، ويتم تهديدها فيما يخص الأبحاث التي تقوم عليها دون ذكر أي تفاصيل أخرى».
حصلت «ريم» على درجة البكالوريوس في البايوتكنولوجي من جامعة القاهرة، والماجستير في علم الجينوم بجامعة باريس ساكلاي، والتي كانت تجري فيها أبحاثها للحصول على درجة الدكتوراه.
كانت الدكتورة ريم حامد تركز في أبحاثها على ما يُعرف بالتعبير الجيني، وهو العملية التي يتم من خلالها استخدام المعلومات الجينية لخلق منتجات جينية صناعية، والتركيز على عملية إنتاج البروتينات بناءً على المعلومات الموجودة في المادة الوراثية، وتستهدف من خلال أبحاثها معرفة سبب انتشار بعض الأمراض وطرق مواجهتها.
ولم تكن الدكتورة ريم حامد هي الاولى في سلسلة الاغتيالات بل سبقها عدة علماء لقوا حتفهم بسبب إبداعهم وابحاثهم العلمية في مجالات عديدة ومنهم:
الدكتور يحي المشد
الدكتور يحي المشد، عالم ذرة مصري خبير في مجال التصميم والتحكم بالمفاعلات النووية، ولد عام 1932، رفض أطروحات الحركة الصهيونية بخصوص فلسطين، وعمل في العراق، وقام فيها بدور كبير في التسهيل لتأسيس برنامج نووي عراقي، وترأس البرنامج النووي العراقي الفرنسي المشترك، وذات مرة استدعى إلى فرنسا لمعاينة شحنة من اليورانيوم، وكانت هذه رحلته الأخيرة حيث حُصل على جثته مَذبوحًا في غرفته يوم 14 يونيو عام 1980، ووجهت العديد من الاتهامات إلى الموساد الإسرائيلي، ولكن لم تصل تحقيقات الشرطة الفرنسية لشيء وسجلت القضية ضد مجهول.
تعرضت طائرة للسقوط كانت متجهة من أديس أبابا إلى نيروبي، وكانت تحمل على متنها ثلاث علماء مصريين هما الدكتور أشرف تركي، رئيس التصنيف بمعهد وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية، والمهندسة دعاء عاطف عبد السلام والمهندس عبد الحميد فراج، باحثين مساعدين في مركز بحوث الصحراء، كان الباحثون في مهمة عملية عن التحسين الوراثي للإنتاج الحيواني والنباتي في العاصمة الكينية نيروبي.
كان الدكتور أشرف تركي، هو أحد أهم العلماء في تصنيف الحشرات المهددة للاقتصاد الزراعي في كل دول العالم، وسيرته الذاتية حافلة على شهادات تكريم ودروع من منظمات دولية مثل «الفاو»، إذ تخطت يحوثه العلمية 32 بحثًا علميًا، وأنشأ قاعدة بيانات للمجموعة الحشرية، وعرف 200 نوع من الحشرات الأجنبية، وشارك في 20 مؤتمرًا وكشف عن الآفات التي تهدد المحاصيل في مصر والسعودية.
الدكتور سمير نجيب
كان الدكتور سمير نجيب عالم ذرة مصري وأستاذ في جامعة ديترويت بالولايات المتحدة الأمريكية، قرر العودة إلى بلاده بعد حرب 1967 بين مصر وإسرائيل، فأغتيل في نفس العام في ليلة سفره وأثناء قيادته لسيارته اصطدمت به شاحنة كبيرة، فلقى مصرعه على الفور، واختفت سيارة النقل بسائقها، وقُيد الحادث ضد مجهول.
الدكتور مصطفى مشرفة
هو عالم مصري ولد في 11 يوليو عام 1898 في حي المظلوم بمدينة دمياط، عرف سر تفتيت الذرة وحارب استخدامها في الحروب ورفض تطوير أبحاث صنع القنبلة الهيدروجينية، إذ أنّه عَلم تقنيات استخدام الهيدروجين في تصنيع القنابل المدمرة، وأَلّف الدكتور مصطفى، عدة كتب في المكانيا العلمية والنظرية والهندسة الوصفية والمستوية والذرة والقنابل الذرية.
توفي الدكتور مشرفة يوم 15 مايو في إثر ازمة قلبية، وكثرت الأقاويل وكان هناك شك في سببب وفاته، إذ اعتقد البعض أنه مات مسمومًا، ولكن نفى أخاه الدكتور عطية مشرفة، هذه الأخبار تمامًا مؤكدًا أنه مات على فراشه، وجاء ذلك في كتابه « دكتور علي مصطفى مشرفة.. ثروة خسرها العالم».
الدكتورة سميرة موسى
عالمة مصرية ولدت في 3 مارس عام 1917 في مركز زفتى بمحافظة الغربية، درست في بريطانيا الاشعاع النووي، وحصلت على شهادة الدكتوره في الأشعة السينية وتأثيرها، لذا حرصت الولايات المتحدة على الاستفادة من موهبتها وعلمها وعرضت عليه الجنسية ولكنّها رفضت وعادت إلى مصر.
أنشأت دكتور سميرة موسى هيئة الطاقة الذرية وعملت على تنظيم اللقاءات الدولية عن الطاقة الذرية وكيف يتم تسخيرها لخدمة الإنسان.
وفي يوم 15 أغسطس 1952 سافرت «سميرة» إلى كاليفرونيا لزيارة معامل نووية، كانت تمشي في طريق مرتفعات في كاليفرونيا، فصدمتها سيارة وألقت بها في المنحدر، حيث لقت حتفها.
دكتور جمال حمدان
الدكتور جمال حمدان، عالم مصري وباحث جغرافي وكاتب، تميز بقدرته الكبيرة على فهم الأبعاد الاستراتيجية للقضايا الكبرى، وأهتم بإسرائيل وتفكيك بنيتها الفكرية والاصول التي بُنيت عليها، ومؤلف كتاب «اليهود أنثروبولوجيًا» أثبت فيه أن اليهود ليس هم بني إسرائيل.
عُثر على جثته في بيته ونصفها محترق، يوم 17 إبريل عام 1993 وظن الجميع أن الواقعة سببها تسرب غاز، ولكن أكد أقربائه أن الحادثة وقعت بفعل فاعل.
العقيد المهندس سعيد السيد بدير
هو عالم مصري من روض الفرج بالقاهرة، ولد عام 1949، التحق بالدفعة التاسعة فنية عسكرية في عام 1967 وتخرج في عام 1972، تخصص «سعيد» في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي، إذ كان مجاله هو التحكم في المدة الزمنية منذ بدء إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء والمدة المستغرقة لانفصال الصاروخ عن القمر الصناعي، وأيضًا التحكم في المعلومات المرسلة من القمر إلى الأرض، واحتل الدكتور سعيد بدير، المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالمًا في مجال الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ، إذ سافر إلى ألمانيا لاستكمال مابدأه من أبحاث علمية.
رفضت تخصيص أبحاثه لصالح الجهات الأجنبية التي استخدمت كل السبل لإجباره أن يخضع لهم، ولكنه قرر أن يكون مصير أبحاثه لمصر، بحسب ما ورد في مذكرتت زوجته، إذ تقول أنه تغرض لمحاولة اغتيال بدهس سيارته في احد الشوارع في ألمانيا وبعدها توالت المكالمات الهاتفية بالتهديد وكان مضمونها إما الرضوخ لهم أو القتل، فقرر العودة إلى مصر وأرسل بخطاب إلى الرئاسة المصرية يطلب حمايته، وبعد صعوده للمكار حاولت الجهات منعه من السفر، ولكن كابتن الطائرة تصدى لهم وذكر أن الطائرة مصرية وسيادتها لمصر وأصر على ركوبه وعاد به للوطن.
وبعد عودته إلى مصر سافر إلى الإسكندرية ليستكمل أبحاثه العلمية، وفي 14 من يوليو هعام 1989 عُثر على جثة الدكتور مقطوعة شرايين الأيدي أسفل العمارة بشارع طيبة بالإسكندرية، وعثر على أنبوبة غاز فارغة في غرفة نومه، وكتب في التحقيقات أنه قام بثلاث محاولات انتحار في بضع دقائق، إذ أنه قطع شرايبن يده واختنق بالغاز وألقى بنفسه من الدور الرابع.