ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

كريمة يُشكك في حديث السيدة عائشة حول سحر النبي صلى الله عليه وسلم..وعبد الله رشدي يرد

الشيخ عبد الله رشدي
الشيخ عبد الله رشدي

علق الشيخ عبد الله رشدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، على حديث الدكتور أحمد كريمة بعدما قال أن من يقول أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر ولو تخيلاً إنما يهدم الاسلام؛ فكيف أخذ بالقرآن عن نبي سحر تخيلاً.


عبد الله رشدي يستنكر كلام كريمة عن سحر النبي صلى الله عليه وسلم

 

واستنكر رشدي على صفحته الرسمية" الفيس بوك"، حديث الدكتور كريمة قائلاً:"إن هذه سقطة لك يا دكتور، ما كان ينبغي لك أن تقع فيها بحال من الأحوال، ورفع الصوت لن يكسبك الحق ولن يقوي موقفك"، مضيفًا أن كلامه غير صحيح واسترشد بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت:( سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أن يفعل الشئ وما يفعله)" متفق عليه".

وذكر أن هذا الحديث الذي يزعمه كريمه أنه يهدد الاسلام موجود في صحيحا البخاري ومسلم، وأنهما اتفقا على واقعة سحر النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن الأئمة ابن الصلاح وغيره يقولون يعد من باب المقطوع، وأيضًا ما اتفق عليه الشيخان، فحينما تقول أن من ينسب إلى النبي السحر يهدد الاسلام كأنك تقول أن السيدة عائشة تهدم الاسلام أو أنها لم تقل ذلك، فلذلك الإمام البخاري ومسلم كاذبان أتوا بحديث موضوع وأقحمه البخاري ومسلم ثم تابعهما الشراح منهم الإمام الحافظ بن حجر العسقلاني الشافعي الأشعري، ومنهم الإمام الحافظ بن رجب الحنبلي والاثنين عملوا الشراح باسم فتح الباري.


وأشار أن البخاري ولا احد من الشراح قالوا أن حديث السيدة عائشة عن أن النبي سُحر  موضوع لكي يهدم الاسلام، حيث شرح هذا الحديث الامام المازري من كبار أئمة المالكية في كتابه المُعلِم بفوائد صحيح الامام مسلم وأتى بعده تلميذه القاضي عياض من أعراف الناس الذي يقول فيه ابن تيمية أنه غلا في حق النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه لا يقدر أحد أن يزيد عليه في الأدب النبوي.

 

وأضاف يوجد كتاب اسمه الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم لسيدنا الإمام القاضي عياض يذكر فيه كل ما يتمنى الإنسان ويرجو معرفته عن النبي صلى الله عليه وسلم من حيث الحقوق والواجبات، فجاء القاضي عياض تلميذ المازري كمل شرح شيخه المازري ولم يقل أن هذا الحديث يعارض الإسلام ولا ينقض الدين ولا يهدده كما قيل.

 

وأكد أن ما يقول هذا الكلام المبتدعة والملاحدة، والذي قال ذلك الإمام المازري شيخ المالكية في عصره وبلغ رتبة الاجتهاد قال أن هذا الحديث أنكره الملاحدة، حيث قال المازري في كتابه كمال المعلم" قال بعض أصحابنا: يمكن أن يكون تخيل إليه الشئ أنه فعله وما فعله ولكن لا يعتقد ما تخيله أنه صحيح، فيكون اعتقاداته كلها على السداد، فلا يبقى لاعتراض الملاحدة طريق"، فلذلك كيف تطعن في حديث وتقول إنه ضعيف ومكذوب فهذا غير موجود في المناهج الأزهرية، ولكن المناهج تقر بصحة هذا الحديث وتقر بوقوع ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

وأيضًا أوضح المُعلِم للمازري أن المبتدعة أنكروا هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها، فالذي ينكر هذا الحديث المبتدعة وليس أهل السنة، معلقًا أنه قد أعطى معلومة مغلوطة فاسدة على طبق من ذهب إلى كل ملحد ومنكر للسنة، وطلب رشدي منه أن يراجع نصوص الأئمة في الكتب قبل أن يتفوه فاك بأي شئ.

 

وقال أن الامام ابن القيم في زاد المعاد يقول" قد أنكر هذا طائفة من الناس، وقالوا: لا يجوز هذا عليه، وظنوه نقصًا وعيبًا وليس الأمر كما زعموا"، وأن ابن القيم الحنبلي تلميذ ابن تيمية أي كل الطوائف السنية متفقة على صحة هذا الحديث الذي في البخاري ومسلم.

 

ووصف رشدي كلام كريمة بأنه مغلوط، مضيفًا أن الإشكال عند الدكتور كريمة أنه فاهم سحر النبي يعني أن الشياطين تسلطت على الوحي والشرع والدين وهذا خطأ؛ لأن أئمة الاسلام فهموا معنى الحديث بمعنى صحيح.

 

السحر الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم

 

وأن السحر الذي أصاب النبي صلى الله عليه وسلم أصاب جوارحه ولم يصب قلبه ولا الوحي ولا الدين، حيث يقول القاضي عياض في إكمال المعلم" فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده"، وكذلك قال الله تعالى"قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" فهذا معناه سحر التخيل ودليل على أن السحر يجري على الأنبياء فهذا يوضح أن نص الحديث اتفق مع نص القرآن؛ فلذلك كلامك يفتح الباب لهدم السنة النبوية والتراث الاسلامي والقرآن الكريم.

وتابع: أن ابن حجر في فتح الباري يقول" وهذا كله مردود، لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ والمعجزات شاهدات بتصديقه، فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل"، فهذا قاطع على أن الوحي لم يمسه شئ من السحر او غيره لقوله تعالى" يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس" أي والله يعصمك من الناس أن يمنعوك من البلاغ وليس معناه عاصمك من أن يصيبك من الناس أذى؛ لأنه ثبت بالدليل القاطع بأن النبي صلى الله عليه وسلم أذى كثيرًا، قال تعالى" والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم" أي  يقع الأذى على رسول الله من أن الناس ممكن لهم أن تؤذي رسول الله.

 

وأكمل: قال الله تعالى" نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحورًا انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاً"، لما المشركون اتكلموا عن الوحي بأنه سحر قال القرآن أنتم ظالمون لأن السحر لا يتسلط على الوحي.

واختتم حديثه: أنه وصف كريمة بأنه هو الذي يهدم الاسلام وصحيح مسلم والبخاري، وأن كلامه باطل.

تم نسخ الرابط