الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

إطلاق الصاروخ "فيغا" خطوة ثانية نحو استعادة أوروبا استقلاليتها الفضائية

الفضاء، صورة أرشيفية
الفضاء، صورة أرشيفية


بعد شهرين من الرحلة الأولى لصاروخ "أريان 6"، سيتعين على أوروبا أن تؤكد استعادتها سيادتها الفضائية بإطلاقها في 3 أيلول/سبتمبر صاروخ "فيغا" الصغير الذي سيضع في الفضاء قمرا اصطناعيا تابعا لبرنامج "كوبرنيكوس" الأوروبي.
 

ويُتوقع أن يُقلع الصاروخ الإيطالي "فيغا" التابع لشركة "أفيو" من قاعدة كورو في غويانا الفرنسية في الساعة 22,50 بالتوقيت المحلي من يوم 3 أيلول/سبتمبر (01,50 ت غ من يوم 4 أيلول/سبتمبر) في آخر مهمة لهذه المركبة الموضوعة في الخدمة منذ عام 2012، قبل اعتماد صاروخ "فيغا سي" المحسّن والأقوى الذي علّقت الاستعانة به منذ على إثر تعرضه لحادث عام 2022. 
 

وقال رئيس المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء فيليب باتيست لوكالة فرانس برس إن هذه الرحلة "هي الجزء الثاني من استعادة الاستقلال الفضائي والاستراتيجي الأوروبي".
وتتمثل مهمة "فيغا" التي أطلقت عليها تسمية "في في 24" VV24، في وضع القمر الصناعي "سنتينيل-2 سي"  Sentinel-2C التابع لبرنامج الاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس" في مدار متزامن مع الشمس على علوّ نحو 780 كيلومترا بعد 57 دقيقة من الإقلاع.
ويندرج "سنتينيل-2 سي" ضمن برنامج مراقبة الأرض الفضائي الذي تتفوق فيه أوروبا، وسيدعم هذا القمر الاصطناعي مجموعة واسعة من التطبيقات التشغيلية، من بينها الزراعة ومراقبة جودة المياه وإدارة الكوارث الطبيعية كحرائق الغابات والزلازل والفيضانات بالإضافة إلى رصد انبعاثات الميثان.
 

وأوضحت مجموعة "أريان إسباس" الفرنسية التي تدير عملية الإطلاق في بيان أن المهمة ستحقق "التزام المجموعة ضمان وصول أوروبا بشكل مستقل إلى الفضاء". 
ومنذ الرحلة الأخيرة لصاروخ "أريان 5" في تموز/يوليو 2023، لم يعد الأوروبيون قادرين على وضع قمر اصطناعي في المدار بجهودهم الذاتية.

 

إلا أن نجاح أول رحلة لصاروخ "أريان 6" في مطلع  تموز/يوليو الفائت بعد تأخر أربع سنوات، شكّل خطوة على طريق تمكين الأوروبيين من وضع حد للعام "الأسود" الذي حُرمت خلاله القارة العجوز من الوصول إلى الفضاء.
 

وتكتسب معاودة أوروبا إطلاق صواريخها أهمية استراتيجية بالنسبة لقطاعها الفضائي في ظل المنافسة مع شركة "سبايس اكس" الاميركية التي تطلق صواريخ "فالكون 9" القابلة لإعادة الاستخدام بمعدل عمليتين أسبوعياً. 
 

لكن التفاؤل يبقى مشوبا بالحذر في ما يتعلق بالصاروخ "فيغا سي" الذي أدى فشل رحلته التجارية الأولى في كانون الأول/ديسمبر 2022 إلى فقدان قمرين اصطناعيين لشركة "إيرباص"، في وقت كانت أوروبا في انتظار وضع "أريان 6" في الخدمة ولم يعد باستطاعتها الاعتماد على صواريخ "سويوز" بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
 

وقال مدير النقل الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية توني تولكر نيلسن لوكالة فرانس برس “أنا واثق من أننا سنكون جاهزين اعتبارا من نهاية تشرين الثاني/نوفمبر لإطلاق "فيغا سي"، مضيفا أن تصميم المحرك الذي كان سببا لمشاكل عدة خضع "إعادة نظر كاملة" وأن الاختبارات الأخيرة كانت حاسمة.
وطمأن إلى أن "لا سبب يمنع سير الأمور على ما يرام" رغم “وجود الكثير من الضغط على "فيغا سي"
 

وأشار إلى أن وكالة الفضاء الأوروبية تتهيأ راهنا لرحلة ثانية لـ"أريان 6" في كانون الأول/ديسمبر، بالإضافة إلى ست عمليات إطلاق لهذا الصاروخ وأربع عمليات إطلاق لـ "فيغا سي" سنة 2025.
 

وقال مدير الأبحاث في تجمّع "يوروسبيس" لشركات الصناعات الفضائية الأوروبية بيار ليونيه لفرانس برس "لقد خرجنا من أزمة صواريخ ذات طابع فني وسياسي".
 

وأضاف "في المقابل، فإن السؤال الكبير هو من سيشتري ما يكفي من عمليات الإطلاق حتى يتمكن المشغّل والمصنعون من تقديم الخدمات بسعر مقبول للزبائن بما يتيح للسلسلة الصناعية بأكملها تحقيق الربح".
وخلص إلى أن أوروبا هي من بين كل القوى العالمية "أصغر زبون لاحتياجات الإطلاق" وينبغي أن تجد مكانها في السوق "التي تغيرت جذريا".
 

أما توني تولكر نيلسن من وكالة الفضاء الأوروبية، فتوقع أن يستغرق الأمر "عشر سنوات" على الأقل حتى تصبح أوروبا قادرة على منافسة الولايات المتحدة في هذا المجال.
 

تم نسخ الرابط