صعد النتن ياهو من لهجته في الهجوم على مصر، في رد يحاول من خلاله إعلان نبرة تحد لمصر وللمجتمع الدولي والإصرار المصري على حتمية الخروج لكامل القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا و معبر رفح.
الغباء الإسرائيلي تواجهه القيادة المصرية بحكمة وصبر استراتيجي لأقصى مدى، لكن الرد المصري يقول في طياته إتقي شر الحليم إذا غضب، فالرسائل المصرية القوية التي أبلغتها لإسرائيل بإجبارها على جر ذيول الهزيمة الاستراتيجية التي تلقتها قواتها دون البحث عن شماعة جديدة لتعليق فشله.
الرسائل المصرية خلال الأيام الأربعة الأخيرة شنت هجوما لاذعا على نتنياهو، واتهمته بأنه يروج الأكاذيب للتغطية على فشله في غزة، وأن ترويجه لتهريب السلاح من مصر أكذوبة أخرى لتبرير فشل حكومته في السيطرة على تهريب السلاح من إسرائيل إلى القطاع، وأن الحكومة الإسرائيلية فقدت مصداقيتها بشكل كامل داخليا وخارجيا، وأن إسرائيل فشلت في القضاء على مافيا تهريب السلاح من كرم أبو سالم إلى قطاع غزة، وأن نتنياهو يمهد من خلال ادعاءاته بتهريب السلاح من مصر لإعلان فشله الأمني والسياسي خلال السنوات الأخيرة، وعدم العثور على الرهائن وعدم تحقيق أي انتصار عسكري بغزة أو بالضفة، فضلاً عن تأكيد استياء كافة الأطراف من استمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، في إفشال كافة جهود التوصل إلى اتفاق هدنة.
ومن الرسائل السياسية إلى أقوى و أهم رسالة عسكرية واضحة ومباشرة من القاهرة إلى تل أبيب ولكل العالم ليعلم الجميع أن مصر جادة في رفضها للوجود الإسرائيلي في محور فلادلفيا، حيث أعلن الجيش المصري زيارة مفاجئة لكبار قادو الجيش المصري، إذ تفقد الفريق أحمد خليفة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، إجراءات التأمين على الإتجاه الإستراتيجى الشمالى الشرقى، حيث بدأت الجولة بالمرور على القوات المكلفة بتأمين معبر رفح البري، مؤكدا أن المهمة الرئيسية للقوات المسلحة هى الحفاظ على حدود الدولة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية وأن رجال القوات المسلحة قادرون على الدفاع عن حدود الوطن جيلا ًبعد جيل، وكذا تفقد مركز عمليات قطاع تأمين شمال سيناء إجراءات فرض السيطرة وتأمين المشروعات التنموية التى تنفذ فى إطار خطة التنمية الإستراتيجية لشمال سيناء، وذلك برفقة عدد من كبار قادة القوات المسلحة المصرية من بينهم قائد قوات حرس الحدود ونائب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة وقائد الجيش الثانى الميدانى، والقائم بأعمال رئيس هيئة الإستخبارات العسكرية، وقائد القوات الخاصة.
رسائل مصر السياسية والعسكرية المباشرة المعلنة وغير المعلنة تلقفتها كافة القوى السياسية والعسكرية والاستخباراتية في كل من إسرائيل و أمريكا على السواء، ومارست هي الأخرى أوراق ضغط حاضرة على النتن ياهو، خاصة وأن الرفض المصري.
أكاذيب نتنياهو رد عليها جيش الاحتلال ذاته حين سرب تقارير عن الجيش للقناة 12 الإسرائيلية جاء فيها أن أنفاق محور فلادلفيا بين غزة ومصر وجدها الجيش مغلقة من جانب مصر منذ عدة سنوات، وأن حماس استطاعت أن تطور قدراتها العسكرية ذاتيا، وأقامت مصانع وورش لصناعة سلاح محلية تحت الأرض.
أكاذيب وافتراءات نتنياهو قوبلت ليس فقط بإدانة ورفض مصر، بل خرجت بيانات رسمية عن فلسطين والأردن والسعودية والإمارات وقطر وعمان والعراق والكويت وتركيا، فضلا عن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي، وشددت مصر مجددا على أن تصريحات نتنياهو تفتقد الواقعية ويسعى من خلالها تحميل الدول الأخرى مسؤولية فشله في تحقيق اهدافه في قطاع غزة الذي شهد إبادة جماعية ، وأن الأشهر الماضية اثبتت ان نتنياهو لايهمه عودة المحتجزين الاسرائيلين احياء طالما ذلك يتعارض مع اهدافه ومصالحه الشخصية، وأن مصر تملك القدرة والقوة على تحقيق ما يحفظ أمنها القومي، رغماً عن الجميع، وأن هذا الأمر يجب ألا يكون محل إختبار أو جس نبض من أي أحد كائن من كان.