الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

النيابة في قضية جنيت بطرس: الرضيعة البريئة

جنيت بطرس
جنيت بطرس

استمعت محكمة جنايات القاهرة لمرافعة النيابة في قضية خطف وهتك عرض وانهاء حياة الرضيعة السودانية جنيت بطرس، والتي قررت فيها المحكمة إحالة أوراق المتهم غلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه.

عقدت الجلسة برئاسة المستشار سيد عبد العزيز توني وعضوية المستشارين بولس رفعت ومحمد عاطف بركات، بأمانة سر عادل الشيخ.

الرضيعة البريئة

تخيل ممثل النيابة، أن المجني عليها جنيت بطرس الرضيعة البريئة تدخل من باب قاعة المحكمة، ويتوهج نور أبيض ناصع حولها مرتدية رداء أبيض، يعلوها تاج وتسير إلى القضاة، فلا تقوى فتتحامل على كفى يديها الصغيرتين ثم تقف إلى جوار والدتها التي تسألها وعيناها تبرق من اللهفة، إلى أين ذهبتي يا صغيرتي؟!.. يحترق فؤادي لأجل رؤياك كل ليلية؟!.. لم تركتيني؟!.. وبنار غيابك تعذبيني؟!.. ثم يسألها والدها بقهرة فادي المحبوبين، قالوا الابنة حبيبة أبيها.. فلم الحبيبة عن حبيبها قد غابت!
وقالوا هي دلاله في الحياة.. فلم تريني بغيابك الشقاء؟!..

وقالوا مؤسنة وحشته.. فلم تعذبيني بالفراق؟!

فتجهش المجني عليها بالبكاء.. وتتجه بالسير نحو المتهم خلف هذا القضبان اللعين وتنظر إليها، وتقول له" حملتني فنظرت إليك قائلة من أنت.. فلم تـأبه ولم تجب..أقضيتني عن أعين ذوي.. فتوسلتك أ، تعيدني إليهم.. فلم تأبه ولم تجب.. نزعت عني حفاضي، فبكيت أمامك عساك تشفق، فلم تأبه ولم تجب، نزعت عن ذاتك ثيابك، ففزعت وقلت لك إني رضيعة، فرأيتك تتوحش بعينيك وتستقوى بجسدك، أتيت الفاحشة حتى أفرغت شهوتك وصرخت فيك إني رضيعة، وجدتك غير مبال فرفعت صوتي بالصراخ إني رضيعة، كتمت أنفاسي وأنا أتوسل إليك إني رضيعة، فاضت روحي لبارئها فألقيت بجثماني بالحديقة مستغلا كوني رضيعة، وتركتني أرضا جثة هامدة ففاضت روحي لبرائها، ثم نظرت حولك، أراءاك أحد؟!
بينما والداي يهرعان يفتشان عني عساهما يجداني، إلا أني كنت طريحة أرضا بالحديقة كما ألقيتني، حتى وجدني أبواي فزعين يرتجفان يبكيان فحملاني منتحبين، وهنا وبعد أن قصت علينا الرضيعة ما شهدته من عدوان أليم، فإذا بها تستدير وتولي وجهها شطر باب تلك القاعة، إلا أن يدين تشبثتا بيديها يدي أختيها"أميرة، إيوان" وقد اتخذت دموع أعينها من الوجنتين سبيلا وتقهقرتا وتوسلا إليها قائلين.
يا أختاه ظنناك تواريتي عن أعيننا وستعودين، نبيت كل ليلة على فراش ثلاثتنا

وننظر لجدران الغرفة ننتظر قدومك.. نفيق بالصباح مشتاقين لابتسامتك البريئة

سألنا أبوينا عنك فلم يجيبا ردا.. فنسألك أن تعودي إلينا ولا تتركينا.. وتتساحب الأيدي رويدا رويدا حتى انفصلت وأكملت الرضيعة المسير حتى باب تلك القاعة، فإذا بأبويها يحضناها قائلين" غيابك غصة بالقلب.. ومرارة بالحلق، ولوعة بالنفس، فتلتفت الصغيرة وتشير إلى المتهم بالقفص فتقول" هذا خطفني.. والله شاهد.. هذا هتك عرضي.. والله شاهد.. كتم أنفاسي.. والله شاهد، رمي جثماني,, والله شاهد.

وأنهى وكيل النائب العام حديثه قائلا" تلك هي الواقعة، حاضرة غائبة بها ضحيتنا، المتهم الماثل مرتكبها، فلا نهي ديني عن آثامه قد منع، ولا عرف مجتمعي قد نفع، ولا وازع إنساني قد شفع، تلك الواقعة مأساة لأب لم يستطع الزود عن الأبنة الحبيبة، مأساة لأم فقدت ابنتها الرضيعة، مأساة لطفلتين فقدتا أختيهما نور حياتهما.

تم نسخ الرابط