ads
الأحد 22 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الحب عاطفة رقراقة تتبدى على صفحات القلب ..مشاعر وجدانية عليا تعلو بالمرء قدسيًّا بالروح إلى الملأ الأعلى ...وأصفى الحب وأنقاه حب الخالق المتفضل بالخلق والعطاء والمنح.. حب الله شعور يملأ النفس رضا فتتوالى سجداته باطمئنان ...وتهيم به النفس فتعلو في كل الأركان..وهذا الحب إذا امتلأت به النفس ووصل الحنايا وسويداء القلب استنار بأنوار الله العليا فرأى بنور الله ...حتى ولو الخطأ تتدمع العين ويئن القلب ..فيندم ويتوب ...فيبشر من المحبوب ...بغفران الذنوب .." والذين آمنوا أشد حبًّا لله " 
وإذا استنار القلب بنور الله عرف الفضل لأهله فأحب بحب الله رسول الله ، فاشتاق للقائه وتمنى رؤيته ، وأكثر ذكره بدوام الصلاة عليه ...وحب رسول الله ليس كما يقول البعض إنه الاتباع ...والحقيقة أن الاتباع ثمرة من ثمرات  الحب وليس الحب ...لذلك أما تراه صلى الله عليه وسلم وهو يقيم الحد على شارب خمر ...شارب خمر ...وأحد الصحابة يلعنه فيقول صلى الله عليه وسلم لا تلعنه ...إنه يحب الله ورسوله ...
شارب خمر ...ورجل زاني ...يقام عليهما الحد ومع ذلك يشهد لهما النبي أنهما يحبان الله ورسوله !!! 
والواقع يقول كم من تابع لم يذق طعم الحب، واتباعه اتباع مغشوش بغية المنفعة والمصلحة .. لكن الحب لا يعرف المصلحة أو المنفعة ..وهو ما قال عنه النبي محمد ...لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين ...ولا يكون هذا الحب إلا الحب المنزه عن الهوى المجرد من المنافع ...مثل حب الأم وحيدها ...الذي تحبه لذاته دون نظر إلى لما ترجوه منه ...فيحب رسول الله حتى لو قصر في بعض عمله ...فيصل بحبه ليكون رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...فالحب مطية الوصول  والعمل زاد الراكب  ...
والقلب إذا امتلأ بحب رسول الله أحب الصالحين من خلق الله ...فأخذ صاحبه إلى درجاتهم ...انظر إليه صلى الله عليه وسلم ... ورجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ...يا رسول الله : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم .والرسول يعطي له بشارة ...حتى قال رواي الحديث أنس رضي الله عنه فما فرح الناس بشيء بعد الإسلام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : أنت مع من أحببت !! 
وهذا أبلغ رد على من قصروا حبه على اتباعه ...

لم يأت الناس بعمل يرجى أفضل ولا أحسن من الحب ....الحب ينير القلوب ...وتخشع له الجوارح ...فيشتاق محبوبه ويلهج بذكره ...وكلما لاح له عارض من حدث أو زمن تذكر محبوبه فهاج شوقه وتحركت مشاعره
اللهم ارزقنا حبك وحب من أحبك وعملا صالحًا يبلغنا إلى حبك

تم نسخ الرابط