ads
الخميس 21 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

حكم الجمع بين الصلوات لعذر..الإفتاء تجيب

خلف الحدث

أوضحت دار الإفتاء المصرية، حكم الجمع بين الصلوات لعذر، مشيرة أن الأصل في الصلاة هو أداؤها في أوقاتها المحددة، وهو من أحب الأعمال إلى الله تعالى، أما الجمع بين الصلاتين، مثل الظهر والعصر أو المغرب والعشاء، بسبب المرض أو السفر فهو جائز شرعًا.

 

وأضافت: يمكن أيضًا الجمع لأسباب أخرى، مثل قضاء حاجة أو الانشغال بعمل، بشرط ألا يصبح ذلك عادة، ويجب على المسلم أن ينوي الجمع بين الصلاتين في وقت الصلاة الأولى إذا كان يجمع تأخيرًا، أو عند الإحرام بالصلاة الأولى أو في أثنائها إذا كان يجمع تقديمًا، مع ضرورة أن يكون الفاصل بين الصلاتين ليس كبيرًا.


حكم الجمع بين الصلوات لعذر مرض


وقالت: يجوز الجمع بين الصلاتين لعذر المرض، وهذه المسألة تعتبر من المسائل الفقهية المهمة التي تناولها الفقهاء بمختلف مذاهبهم. في هذا السياق، نجد أن الحنابلة وبعض الشافعية يجيزون الجمع بين الصلاتين في حالات المرض، مشددين على ضرورة مراعاة ظروف المريض.

 

الرأي الحنبلي

 

وأشارت: يُظهر العلامة البهوتي في كتابه "كشاف القناع" أن الجمع بين الظهر والعصر، وكذلك بين العشاءين، هو جائز للمريض الذي قد يلحقه عناء أو مشقة إذا ترك الجمع، يستند إلى ما ورد في الأحاديث النبوية، حيث جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين من غير خوف أو مطر.

 

وتابعت:  إذًا، تعتبر مشقة المرض سببًا قويًا يبرر جواز الجمع، بل يُعتبر أكثر شدة من السفر الذي أُجيز فيه الجمع، البهوتي يستدل بروايات متعددة في صحيح مسلم، منها ما يروي ابن عباس رضي الله عنهما، حيث يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد جمع في المدينة، وهو دليل على جواز الجمع دون حاجة لوجود مخاطر أو سفر.

 

الرأي الشافعي

 

وأكملت: على الجانب الآخر، نجد أن الإمام النووي في "روضة الطالبين" يوضح أن الرأي المعمول به في المذهب الشافعي هو عدم جواز الجمع بين الصلاتين بسبب المرض. ومع ذلك، يبرز أن بعض الأصحاب، مثل أبو سليمان الخطابي والقاضي حسين، قد أيدوا جواز الجمع في حالات المرض. هذا الرأي يُعتبر قويًا ويستند إلى حاجة المريض، حيث ينصح بترتيب الصلاة حسب ما يراه الأرفق به، فإذا كان المريض يشعر بالتعب في وقت الصلاة الثانية، يمكنه تقديمها إلى وقت الصلاة الأولى، وإذا كان يشعر بالتعب فيالوقت الأول، يمكنه تأخيرها.

 

الرأي المالكي

 

وأردفت: بالنسبة للمذهب المالكي، نجد أنهم يجيزون نوعًا من الجمع يُعرف بـ"الجمع الصوري"، في هذا النوع من الجمع، يُسمح للمريض أن يؤدي الصلاة الأولى في آخر وقتها، والثانية في أول وقتها، وذلك لتجنب المشقة التي قد تلحق به من جراء المرض، العلامة الخرشي في "شرحه على مختصر خليل" يوضح أن الحكم لا يقتصر على المبطون فقط، بل يمكن أن يشمل كل شخص تلحقه مشقة في الوضوء أو القيام للصلاة، وهذا يعني أن المالكية يعتبرون أن مشقة القيام لأداء الصلاة بمفردها تبرر الجمع، حتى لو كان ذلك بشكل صوري.


وأشارت: في النهاية، يظهر أن مسألة الجمع بين الصلاتين لعذر المرض تعتمد بشكل كبير على الاجتهاد الفقهي والمراعاة الإنسانية لحالات المرضى، مما يجعل هذا الموضوع ذا أهمية خاصة في حياة المسلمين اليومية.

تم نسخ الرابط