النيابة: جريمة عقوق.. ابن ينهي حياة والده العاجز لسرقة بضعة جنيهات

كشف أحمد إبراهيم معوض وكيل نيابة أكتوبر في مرافعته، أمام محكمة جنايات الجيزة، في جريمة انهاء الابن حياة والده، بأن الضحية كان يعاني على مدار حياته، بينما اتسم الابن المتهم بالجحود والقسوة والنكران.

بدأ أحمد معوض أمام محكمة جنايات أول درجة بالجيزة برئاسة المستشار جلال عبد اللطيف وعضوية المستشارين عمرو وحيد وملهم مختار، بأمانة سر وجيه أديب وصلاح السيد، بوصف حال المجني عليه حسام السيد، بأنه رجل فات من عمره أكثر من خمسة عقود، عانى في الدنيا ما عاناه، وكغيره من الرجال تزوج بامرأة كي تعينه على أعباء الحياة، أنجب منها ابنين وأنجب منها فتاة، تمنى أن لو تشتد عرى المودة بين أفراد ذلك البيت كما اشتد فيه البناء، لكن هيهات لما تمنى فقد ألقى بذور المنى بأرض جدباء، إذ حل الطلاق بالبيت فتفرق عنه جمع الزوجة والأبناء، فعانى الوحدة، وبعدها أصابته رياح بؤس هوجاء، فما لبث أن فقد وظيفته فجف مصدر رزقه ليزداد البلاء.

المحكمة تحدد 3 نوفمبر للحكم على قاتل أبيه بالجيزة

استطرد أحمد معوض وكيل النيابة واصفا حال المجني عليه قائلا" أنه ورغم هذا ما أصابته ملالة وما سيم في طلب الرزق، فعمل في أحد الأعمال الشاقة وحال عمله سقط من أحد الأماكن المرتفعة فهوى أرضاً فأصابه ما يُشبه العجز عن الحركة فأضحى قعيداً، فلازم كرسياً متحركاً، فأصبح وحيداً عاطلاً عاجزاً بائساً ليس له إلا الله، وأهل اللين من جيرانه، جيرانه الذين تولوا بعض أمره وحنوا عليه بالماء والطعام، فعطفت على حاله القلوب الصوادف إلا قلباً واحداً ظل عليه قاسياً وهو قلب ولده فكان يبالغ في الميل عنه كلما بالغت قلوب الناس في الميل إليه.

قال أحمد معوض وكيل النيابة لهيئة المحكمة" جئتكم اليوم أمثل أمامكم لأصدع بصوت النيابة العامة وهي ممثلة المجتمع في دعواه العمومية، وهي الأمينة على الأنفس والأموال والأعراض، فإن انتهكت حرمات القوم ما ذاقت عيوننا نُعاسا ولا غماضا، وأضحى السهاد لنا رفيقا وما نمنا إلا غرارا، حتى يعود الحق لأصحابه راسي القواعد، مشيد الأركان ثابت الوطائد.

حضرات القضاة لطالما كنتم شموس حق تدمع ليل الباطل، وأكفَّ عدل تمحو رسم الجاهل، بحكمكم يُرفع القسط أعلى منازل، ويهبط الجور هاويا إلى السافل، لذا نلوذ بحماكم فأنتم بين الضعيف والظالم حائل، وأنتم جلاب حق بحق وليس بباطل.

مرافعة النيابة تكشف تفاصيل الجريمة البشعة لطالب قتل والده لسرقته

وعليه يا قضاتنا الأجلاء؛ جئناكم اليوم نسوق مجرماً قتل أباه سرقة لجنيهات معدودات، ولما كان عهدنا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام تلك الجرائم أو غيرها، فقد جئنا اليوم نطلب قصاصاً فيه للناس حياة، فالقتل أنفى للقتل وزاجراً للبغاة، فإنا إذا انتهكت حرمة الدم سقنا إلى ساحة العدل الجناة، لتؤخذ النفس بالنفس وتوكل حكم الله فيهم للقضاة.