رئيس اتحاد الصحفيين العرب:لا يمكن لأي عربي أن ينكر اعتزازه بمصر وتاريخها وشعبها العظيم
عبّر رئيس اتحاد الصحفيين العرب، مؤيد اللامي، عن سعادته الكبيرة وامتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، على استجابته السريعة بتخصيص مقر جديد لاتحاد الصحفيين العرب.
وفي حديثه مع <<وكالة أنباء الشرق الأوسط>> ، اليوم الخميس، قال مؤيد اللامي: "نحن في غاية الفرح لاستلام المقر الجديد في شارع عبد الخالق ثروت، بدلاً من المقر الحالي، وذلك بتوجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسي، نتوجه بالشكر والتقدير على هذه الاستجابة الكريمة، كما نشكر وزير التخطيط والتعاون الدولي، الدكتورة رانيا المشاط، على جهودها في تسهيل هذه العملية، سيتم إعادة تأهيل المقر وتجهيزه ليكون جاهزًا للعمل في أقرب وقت ممكن."
وعن رأيه في وجود الاتحاد في مصر، أضاف اللامي: "مصر هي أم الدنيا، وهي وطننا جميعًا مصر زعيمة العرب، وتحتضن العديد من العلماء والأدباء والفنانين وكبار الشخصيات السياسية والاجتماعية عبر التاريخ، لا يمكن لأي عربي أن ينكر اعتزازه بمصر وتاريخها وشعبها العظيم، وهي تستحق أن تكون مقرًا للاتحاد."
فيما يخص دور الاتحاد في دعم الصحفيين في مناطق النزاع، أوضح اللامي قائلاً: "على مدار 60 عامًا، يسعى الاتحاد لمساندة الصحفيين في هذه المناطق، حيث قدمنا الدعم للعديد من الصحفيين الجرحى وعائلات شهداء الصحافة في غزة ولبنان ودول أخرى، الاتحاد لن يتخلى عن أبنائه في مناطق النزاع، وسيظل دائمًا في مقدمة الجهود لتقديم الدعم والمساعدة".
تواجه الصحافة العربية تحديات غير مسبوقة
وعند سؤاله عن كيفية تدريب الصحفيين على التعامل مع المخاطر في مناطق النزاع، أجاب اللامي: "تواجه الصحافة العربية تحديات غير مسبوقة في هذه الأوقات الصعبة، لذا نقدم دورات تدريبية متخصصة للصحفيين العاملين في مناطق النزاع، نحن لا نقتصر على التدريب النظري، بل نقدم أيضًا تدريبًا عمليًا يساعد الصحفيين على مواجهة المخاطر بشكل أفضل، ونركز على تدريب مجموعات صغيرة من الصحفيين المتخصصين ليصبحوا معلمين لزملائهم في بلدانهم".
وفيما يتعلق برأيه حول مدى تمثيل الصحافة العربية للتنوع الثقافي والاجتماعي، أشار اللامي إلى أن "الصحافة العربية تعكس فعلاً هذا التنوع في بعض الدول، لكن في ظل الظروف الراهنة، خاصة في فلسطين ولبنان، تراجعت القدرة على تسليط الضوء على التنوع الثقافي بسبب الانشغال الكبير بقضايا الحرب والصراع، نأمل أن يستعيد التنوع مكانته في الصحافة العربية بعد انتهاء هذه الأزمات".
التغطية الإعلامية للأحداث في فلسطين ولبنان تفرض تحديات كبيرة على الصحفيين العرب
أما عن أبرز التحديات التي تواجه الصحافة العربية في الوقت الحالي، فقد أوضح اللامي أن "الاتحاد لا يقتصر على الصحافة الورقية فحسب، بل يشمل أيضًا الصحافة الإلكترونية والتطبيقات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. ومن أبرز التحديات التي نواجهها هو السبق الصحفي الذي أصبح يأتي من منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من الصحافة التقليدية، كما أن التغطية الإعلامية للأحداث في فلسطين ولبنان تفرض تحديات كبيرة على الصحفيين العرب، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة".
تشهد الصحافة الورقية تراجعًا ملحوظًا نتيجة الهجوم الكبير من الصحافة الإلكترونية
عند سؤاله عن قدرة الصحافة الورقية على مواجهة الصحافة الإلكترونية، قال اللامي: "للأسف، تشهد الصحافة الورقية تراجعًا ملحوظًا نتيجة الهجوم الكبير من الصحافة الإلكترونية، والتطبيقات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، ومع ذلك ستظل الصحافة الورقية تحتفظ بأهميتها الخاصة في المستقبل، لكن من المتوقع أن تستمر الصحافة الإلكترونية في النمو".
وفيما يتعلق بالرؤية المستقبلية لاتحاد الصحفيين العرب، أضاف اللامي: "تركز رؤيتنا على تطوير التدريب والتأهيل المستمر للصحفيين، بالإضافة إلى دعم أسر الصحفيين الذين استشهدوا في مناطق النزاع، نحن نعمل أيضًا على تحديث التكنولوجيا داخل الاتحاد وتقديم دورات تدريبية تعزز مهارات الصحفيين في العصر الرقمي".
أما عن تعاون الاتحاد مع المنظمات الدولية لتحسين صورة الصحافة العربية، فقد أكد اللامي أن هناك تعاونًا مستمرًا مع العديد من المنظمات الدولية مثل الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، والجامعة العربية.
قال: "كانت هذه المنظمات تعتمد على تقارير من مصادر لا تكن الود للعرب، لكننا استطعنا تغيير هذا الانطباع من خلال الدعوة لزيارات مباشرة إلى مختلف العواصم العربية، ليشهدوا الواقع بأنفسهم".
القضايا الأساسية تتمثل في فلسطين ولبنان
وعند سؤاله عن القضايا التي ينبغي أن تركز عليها الصحافة العربية في الوقت الراهن، أشار اللامي إلى أن "القضايا الأساسية تتمثل في فلسطين ولبنان، نحن نمر بمرحلة حاسمة، حيث يسعى البعض لتغيير خريطة المنطقة، وهذه معركة وجود للعرب، وليست مجرد صراع مسلح".
وفيما يتعلق بدور الصحافة العربية في تعزيز الوحدة العربية، أوضح اللامي أن "الوحدة العربية تواجه العديد من التحديات في ظل الظروف الراهنة، بما في ذلك الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة، كما أن الصحافة العربية تواجه تحديات كبيرة في الوقت الحالي".
أما عن رسالته للصحفيين العرب والشباب منهم، فقد قال اللامي: "لقد قدمتم الكثير لمهنتكم وبلدانكم، استمروا في هذا الجهد الذي نعتز به جميعًا، وبالنسبة لشباب الصحفيين، تعلموا من الأجيال السابقة التي واجهت ظروفًا صعبة، ولا تنجرفوا وراء الشهرة والظهور، بل استفيدوا من أخطاء الماضي وطوروا مهاراتكم في مجال الصحافة".