الجندي: بناء هوية الأمم يبدأ من لغتها ونحن مَّن الله علينا بلغة شرفت بانتسابها لكتاب الله
ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي خطبة الجمعة من مسجد الميناء الكبير بمدينة الغردقة بالبحر الأحمر، والتي جاءت بعنوان: (لغة القرآن والحفاظ على الهوية)، انطلاقًا من أن الهوية مفتاح الحضارة، الحفاظ عليها بناء والتخلي عنها هدم، على هامش مشاركته في القافلة التي أطلقها المجمع منتصف الأسبوع الجاري إلى محافظة البحر الأحمر.
وأكد الأمين العام خلال خطبة الجمعة، أن الهوية ضرورة من ضروريات الحياة التي لا يمكن الاستغناء عنها فهي ينبثق منها ضمانات استقرار مسارات الوجود كله من الذرة إلى المجرة، لكنه لابد وأن تُبنى الهوية على مجموعة من المسارات التي تعضد قيامها وتضمن بقاءها في الأجيال الحالية والمستقبلية، ولعلَّ من أولى وأهم هذه المسارات: المسار الأخلاقي والذي تبنى به الأمم بل إن هذا المسار هو الذي صنع الحضارات التي أقامت الأمم.
المسار العقدي
وتابع الأمين العام أن المسار الثاني من هذه المسارات والذي لا يقل أهمية عن سابقه هو المسار العقدي والذي يحتاج إلى جهود مضاعفة لضبطه والحفاظ عليه خاصة في ظل ما نعاني منه من محاولات مستمرة بائسة من زعزعة العقيدة السليمة وتلويثها بأفكار خبيثة، مشيرًا ألى أن المسار الثالث يتمثل في مسار السلم الكوني والاستقرار الوجودي والذي لا يمكن أن ينضبط بعيدًا عن المنهج النبوي الشريف الذي كرَّم الله به نبيه فبعثه بكتاب منير حوى كل مسارات انضباط هذا الوجود وكتب ضمانات الاستقرار والأمان للكون.
و أضاف الجندي خلال خطبة الجمعة أن بناء هوية الأمم يبدأ من لغتها، ونحن قد مَّن الله علينا بلغة شرفت بانتسابها لكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزل من حكيم حميد، داعيًا كل من أراد أن يحقق الأمان والتقدم والرقي والاستقرار في حياته الدنيوية والأخروية إلى التمسك بهذه الهوية القائمة على وحي السماء.