في ختام ورشة عمل دولية.. وسائل التواصل الاجتماعي وراء الفتاوى العشوائية
أكدت ورشة العمل الدولية حول التصدي للفتاوى العشوائية، التي نظمتها دار الإفتاء على هامش مؤتمر الفتوى وتحقيق الأمن الفكري، أن 39% من المعلومات والفتاوى الفوضوية تعود إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي. في المقابل، تسعى 33% من فتاوى الجماعات المتطرفة إلى نشر الفوضى، تفكيك المجتمعات، وزعزعة الأمن الفكري.
في مستهل الورشة، التي أدارها الدكتور محمد عبد السلام أبو خزيم، أستاذ الشريعة بجامعة عين شمس، أشار إلى العلاقة بين الوسطية في الفتوى وبناء الإنسان، مقابل فوضى الفتاوى التي تهدد السلم الاجتماعي.
من جهته، أوضح الدكتور طارق أبو هشيمة، مدير المؤشر العالمي للفتوى، أن انتشار الفتاوى غير المنضبطة يعود إلى عدة أسباب منها الشخص القائم بالإفتاء، الشخص المستفتي، والوسائل الإعلامية. ولفت إلى أن التطور التكنولوجي، واتساع الفضاء الرقمي، وتصدر غير المؤهلين للإفتاء، والتسرع للحصول على الشهرة أو "الترند"، والتعصب المذهبي، وخدمة أجندات فكرية معينة، كلها عوامل أدت إلى تلك الفوضى. كما أكد أهمية التفرقة بين دور المفتي والداعية، مشدداً على أن الفتوى تتطلب شروطاً علمية صارمة.
اقرأ أيضاً
- عميد إعلام القاهرة الأسبق يدعو لتنظيم حملة تسويقية بعنوان: “للفتوى الصحيحة أهلُها”
- د. محمد عبد السلام: التصدي للفتاوى العشوائية ضرورة لإعلاء قيم العقل والفكر
بدوره، دعا الكاتب والباحث الدكتور محمد ثروت إلى إصدار قانون موحد للفتوى، وتدريب محرري الملفات الدينية، ومواجهة الفهم المغلوط لأحكام الشريعة. وأشار إلى أن التيارات المتشددة ساهمت في خلق بلبلة لدى العامة، مما أدى إلى عنف لفظي وتناحر مذهبي وصفه بـ"الانسداد المعرفي".
وفي مداخلته، طلب الدكتور سامي عبد العزيز، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، بإطلاق حملة للترويج للفتوى الصحيحة وتعريف الجمهور بمصادرها الأصلية.
وأكد الكاتب الصحفي حمدي رزق أن فوضى الفتاوى ليست عشوائية بل مخطط لها، بهدف استهداف الدول وأمنها الفكري.
أوصت الورشة بضرورة توعية الشباب، وتنفيذ حملات توعية دينية في المدارس والجامعات، وتعزيز الفهم الديني السليم من مصادره الرسمية.