ads
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

منذ بداية الألفية الثانية ونحن نسمع عن عصر السرعة والذي تميز بالتطور التكنولوجي مما أدى إلى تسارع وتيرة الحياة بصفه عامه فظهرت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، مما أتاح لنا الوصول إلى المعلومات وسهولة الاتصال بالآخرين في أي وقت ومن أي مكان.

وطفت على حياتنا شبكات التواصل الاجتماعي التي جاءت بنتائج سلبية على مجتمعنا وأسرنا فبدلاً من أن تكون وسيله تربطنا بملايين الأشخاص حول العالم وتسمح لنا بمشاركة اللحظات وتبادل الأفكار أصبحت أداة لتفرق تواصلنا المجتمعي وتهدد استقرارنا الأسري وتفضح سترنا. 

ولا يخفى على الكثير أن هذا التطور التكنولوجي أتاح للجميع التسوق عبر الإنترنت وجعله أسهل وأسرع من أي وقت مضى، مما يوفر لنا خيارات شراء واسعة ويوصل المنتجات إلى عتبات منازلنا في وقت قياسي. 

هذا التطور أباح جمع وتحليل البيانات، بما يساعد الشركات والحكومات على اتخاذ قرارات أفضل وفهم السلوك البشري بشكل أعمق. ولا يفوتنا التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي يؤثر على جميع جوانب حياتنا، من السيارات ذاتية القيادة إلى المساعدين الشخصيين الرقميين.

هذه السرعة والسهولة أثرت لا شك على سلوكنا فأصبح البعض يبحث عن الكسب السريع والغني السهل لم يكن ليتأتى هذا السلوك إلا مع هذا الكم من المشاهدات لأفلام يرى فيها المشاهد ما يراه من تحول في حياة كل من كان يعرض نفسه وبيته للعامه بالأمس على منصات "التواصل الإجتماعي" واليوم أصبح يمتلك من المال الكثير ويركب السيارات الفارهه في عدد قليل من الأعوام لو قضى عمره في العمل والكد لم يكن ليحلم بهذه الأموال لا يجنيها. 

إن هذه الأموال التي ينفقها الداعمون لنشر هذه الثقافات في مجتمعنا والتي وراءها أسباب خفية غير سوية هدفها هدم ثوابت هذا المجتمع فأصبحنا نرى المتمسك بعاداتنا وتقاليدنا الأصيله من الطراز القديم أو أنه غير متفتح.

لا شك في أن التساهل في الحصول على المال والمعلومات والشهرة دفع الكثير لإدمان التكنولوجيا مما دمر تفكيرنا الإبداعي وأشعل في أوقاتنا النار فتأكلت البركه من يومنا، وأصبحنا نقضي عدد كبير من الساعات على مواقع التواصل الإجتماعي مما أدى إلى قلة التركيز على تطوير قدراتنا وتواصلنا مع الآخرين بجديه، بل إن متابعتنا لكل ما يُنشر على هذه المواقع ولّد لدى الكثير ضغط نفسي لمقارنة الأحوال ببعضها، وإنعزالية البعض لعدم مقدرتهم على مواكبة التسارع الكبير في التطور المعلوماتي، إن هذا التطور الذي أباح للمخربين نشر الشائعات والأخبار الكاذبه.
إن روشتة الحل لهذه المعضلات المجتمعية تكمن في إيجاد توازن بين الحياة الرقمية والحياة الواقعيه، بالإضافه إلى رفع وعينا بآثار التكنولوجيا على حياتنا بل إننا يجب أن نُعيد الأمور إلى مسارها الصحيح ونستخدم التكنولوجيا في استخداماتها التي وضعت لأجلها ويجب أن نستمر في تطوير مهاراتنا ومعرفتنا لمواكبة التغيرات المستمرة، يجب أن نتدرب على كيفية التركيز على مهمة واحدة وتجنب الانشغال بأشياء متعددة في نفس الوقت هذا السلوك سيحقق لنا استقراراً نفسياً ومجتمعياً وبالتالي يجب أن نخصص وقتًا للاسترخاء والنوم الكافي للحفاظ على صحتنا النفسية والجسدية.

تم نسخ الرابط