حيث
التصحر يهدد الوطن العربي
التصحر غول يلتهم موارد الوطن العربي الطبيعية تلك حقيقة يفرضها الأمر الواقع ويكفى أن ٩٠% من أرض الوطن العربي مناطق جافة أو شبه جافة.
ومعظم الدول العربية تعانى تلك الظاهرة وفى مقدمتها الأردن بسبب الرعي الجائر والممارسات الزراعية الخاطئة كما أن هناك عوامل طبيعية تسهم في زيادة تلك الظاهرة في الأردن أهمها قلة الأمطار في المناطق الشرقية «المتصحرة» وتبذل الحكومة الأردنية جهوداً مكثفة المواجهة التصحر منها زيادة الرقعة الزراعية الخضراء وزراعة المحميات الرعوية واستصلاح الأراضي المتملحة وتوطين البدو واستثمار مساقط المياه وصيانة الأراضي الجبلية.
وبرغم أن البحرين كانت معروفة بأنها بقعة الخليج الخضراء فإن التصحر زحف إليها مع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي وتحاول الحكومة هناك مكافحة تلك الظاهرة بتوجيه الاستثمارات نحو الزراعة وإقامة المحميات مثل محمية العرين».
الجزائر أيضاً تظهر فيها تلك المشكلة بوضوح إذ أن الجانب الأكبر من أراضيها يقع في الجزء الشمالي للصحراء الكبرى وتمثل المناطق الصحراوية والمتصحرة حوالى 83% من مساحتها ومن أهم إجراءات مكافحة التصحر هناك مشروع إقامة السد الأخضر الذي أنشيء عام ١٩٧١
أما السودان فهو البلد الذي ظل مختبراً عالمياً طوال نصف قرن مضت لتجارب مكافحة الجفاف والتصحر لأسباب عديدة أهمها وجود صحراء تحت التكوين ذات مساحة شاسعة وتبلغ المساحة «المتصحرة» فعلياً ۲۹% من مساحة السودان وأهم التأثيرات السلبية للتصحر هناك إنخفاض القدرة الإنتاجية للأراضى وقلة إنتاج الصمغ العربي لموت معظم الأشجار التي تفرزه
وفى العراق نجد أن 85% من أراضيه تتأثر بشكل أو آخر بالتصحر مما أسهم في تناقص الرقعة الزراعية بدرجة كبيرة وتدنى إنتاجية الثروة الحيوانية لذلك سارعت الجهات المختصة بالاهتمام بالإنتاج الزراعى وحماية وتطوير المراعي الطبيعية والغابات . والوضع مختلف تماماً في الأراضي الفلسطينية حيث يتم استنزاف حوالي ۸۰% من مصادر المياه والتوسع في بناء المستوطنات لاستيعاب المهاجرين على مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتستخدم المبيدات الحشرية الزراعية بكثافة كل هذا أدى إلى مظاهر سلبية عديدة مثل التصحر وتلوث البيئة وانخفاض إنتاجية المواد الغذائية وانخفاض منسوب المياه الجوفية.
مصر أيضاً لم تسلم من التصحر فالمناخ فيها معروف بصفة عامة بأنه مناخ صحراوي جاف ومن أهم مظاهر التصحر في مصر انجراف التربة بفعل مياه السيول وزحف الرمال والتوسع العمراني في البناء على الأراضى الزراعية الخصبة وتجريف وتبوير الأرض الزراعية وتلوث التربة بمياه الصرف الصحي والمبيدات الزراعية والأسمدة الكيماوية وتحاول الحكومة المصرية أخيراً ترشيد استغلال المياه وحماية الأراضى الزراعية من التجريف وحماية المحميات الطبيعية والتوسع فى مشروعات التشجير وتحسين المراعي والاهتمام بالبحوث والدراسات في مجال التصحر