ads
الخميس 26 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

كيفية التحرر من متلازمة ستوكهولم.. دليل شامل للتعافي واستعادة الحياة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تعد متلازمة ستوكهولم واحدة من الظواهر النفسية المعقدة التي تُمثل تطور ارتباط عاطفي أو مشاعر تعاطف لدى الفرد تجاه الشخص الذي يُسيء إليه.

ووفقًا لما نشره موقع "Sharjah" تحدث هذه المتلازمة عادة نتيجة لتعرض الشخص لفترات طويلة من القلق، والخوف، والعزلة، حيث يبدأ الفرد في بناء روابط مع الشخص المسيء كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.

 

 وقد استمدت هذه المتلازمة اسمها من حادثة سطو وقعت في ستوكهولم بالسويد عام 1973، عندما احتجز اللصوص عدداً من موظفي البنك كرهائن لمدة ستة أيام، وخلال هذه المدة، طور بعض الرهائن مشاعر ارتباط قوية مع الخاطفين، بل رفضوا تقديم الشهادة ضدهم بعد أن تم إطلاق سراحهم.

 

خطوات التعافي من متلازمة ستوكهولم

 

فيما يلي بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع متلازمة ستوكهولم والتعافي منها:

1. الاعتراف بالمشكلة وفهم المشاعر: أول خطوة نحو التعافي هي الاعتراف بوجود المشكلة وفهم المشاعر التي يمر بها الشخص. يتطلب هذا الوعي الذاتي حيث يساعد الفرد على إدراك مشاعره والتعامل معها بشكل صحيح. عندما يعترف الشخص بمشاعره ويفهم دوافعها، يصبح لديه القدرة على تحديد المحفزات التي تؤدي إلى تعلّقه بالشخص المسيء، مما يفتح المجال لاتخاذ قرارات أكثر صحة من أجل الشفاء. الذكاء العاطفي يلعب دورًا كبيرًا في هذه العملية، حيث يسمح للفرد بالتعبير عن مشاعره بشكل صحي وبناء، ويمهد الطريق لطلب المساعدة والتعامل مع المشكلة.


2. التصالُح مع الذات وتعاطف الذات: يتضمن التصالح مع الذات تجنب إلقاء اللوم على النفس بسبب المشاعر التي تسببها الظروف المحيطة أو الشخص المسيء. قد يشعر الشخص بالخجل أو العار بسبب تعلقه بالمسيء، لكن من المهم تذكير الذات بأن ما يحدث يمكن أن يتعرض له أي شخص، وأن التعافي أمر ممكن. التركيز على العطف والرحمة تجاه النفس يساعد في تقليل مشاعر العار، ويعزز القدرة على الشفاء من هذه التجربة.


3. الحصول على دعم الآخرين: يحتاج الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم إلى الدعم والتفهم من الأسرة والأصدقاء. إن وجود شبكة دعم قوية من المحيطين يمكن أن يساعد على تعزيز ثقة الفرد بنفسه. من المفيد تبادل التجارب والاستفادة من نصائح الآخرين الذين مروا بتجارب مشابهة. كما يمكن أن يكون الحصول على مشورة من معالج نفسي مؤهّل خطوة هامة نحو التعافي، حيث يمكن للمحترف أن يساعد الشخص على فهم مشاعره وتطوير استراتيجيات مناسبة للتعامل مع الوضع.


4. وضع حدود مع الشخص المسيء: من أهم خطوات التعافي هي وضع حدود صارمة بين الشخص المصاب وبين الشخص المسيء. يتطلب ذلك إبعاد النفس عن الشخص الذي يسبب الأذى، سواء كان ذلك من خلال قطع الاتصال أو الابتعاد عن الأماكن التي قد يتواجد فيها. وضع هذه الحدود يمكن أن يساعد في الحفاظ على السلامة النفسية والعاطفية، ويعطي الشخص مساحة أكبر لترتيب أفكاره ورؤية الأمور بشكل أكثر وضوحًا. الابتعاد عن الشخص المسيء يُعتبر جزءًا أساسيًا من عملية الشفاء.


5. التركيز على الرعاية الذاتية والنمو الشخصي: من المهم أن يولي الشخص اهتمامًا كبيرًا برعايته الذاتية وممارسة الأنشطة التي تعزز من رفاهيته العقلية والجسدية. يمكن أن تشمل هذه الأنشطة التأمل، وتمارين اليقظة الذهنية، والتنفس العميق، أو الكتابة اليومية، إلى جانب ممارسة الرياضة.

 هذه الأنشطة تساعد في تحسين المزاج وزيادة الاستقرار العاطفي، مما يسهم في عملية التعافي. الاهتمام بالنفس والابتعاد عن أي تأثيرات سلبية يعزز القدرة على التعامل مع المشاعر المعقدة ويحفز عملية الشفاء.


6. العلاج النفسي والدعم المهني: قد يحتاج الأفراد المصابون بمتلازمة ستوكهولم إلى مساعدة متخصصة للتعامل مع مشاعرهم. العلاج النفسي يُعد خطوة هامة جدًا في علاج هذه المتلازمة، حيث يقوم المعالجون بتقديم بيئة آمنة تساعد الضحية على اكتشاف مشاعرها وتطوير آليات صحية للمواجهة.

 من بين أساليب العلاج المتاحة: العلاج المعرفي السلوكي، العلاج بالتعرض، وجلسات الإرشاد النفسي، حيث تهدف هذه الأساليب إلى تغيير الأنماط السلوكية والفكرية التي تساهم في استمرار العلاقة غير الصحية.


7. التثقيف والوعي الوقائي: من أهم الطرق لتجنب متلازمة ستوكهولم هي التثقيف ورفع مستوى الوعي حول هذه الظاهرة. معرفة الأفراد بالعلامات المبكرة لهذه المتلازمة يساعد في الوقاية منها والتعامل معها بشكل استباقي. كما أن التثقيف يعزز قدرة الأفراد على التعرف على الحالات التي قد يتعرضون فيها لهذا النوع من الإساءة، وبالتالي اتخاذ إجراءات لحماية أنفسهم في وقت مبكر.

 

في النهاية، يجب أن يدرك المصاب بمتلازمة ستوكهولم أن طريق التعافي قد يستغرق وقتًا طويلاً ويتطلب جهدًا مستمرًا. الأهم من ذلك هو الإيمان بأن الشخص يستحق حياة خالية من الإساءة، وأنه قادر على بناء حياة جديدة أكثر صحة وسلامة نفسية.

تم نسخ الرابط