مفتي الجمهورية: المراهنات الإلكترونية محرمة.. والصوم سر بين العبد وربه والتقوى هي الحارس الأمين

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، على مجموعة من القضايا الدينية المهمة، حيث تَحدث عن حرمة المراهنات الإلكترونية، وأهمية الصوم في بناء الإنسان، ودور التقوى في حماية النفس من المعاصي.

المراهنات الإلكترونية محرمة شرعًا وتعرض الأمن المجتمعي للخطر

شدد مفتي الجمهورية خلال لقائه في برنامج "أسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق على قناة "صدى البلد"، على أن المراهنات الإلكترونية تختلف كليًا عن التجارة المشروعة، مؤكدًا أنها تقوم على التلاعب بأموال الناس، وتفتقد شروط البيع الشرعي كالتملك والقدرة على التسليم، مما يجعلها من المحرمات شرعًا. وأوضح أن خطورة هذه المراهنات لا تقتصر على الأضرار الاقتصادية، بل تمتد إلى تهديد الأمن الفكري والقومي والمجتمعي.

وأشار عياد إلى أن التجارة الإلكترونية، في المقابل، تعد مشروعة إذا التزم أصحابها بالضوابط الشرعية والقانونية التي تضمن عدالة المعاملات وتحفظ حقوق الأطراف.

الصوم سر بين العبد وربه وله أثر في بناء الإنسان

وفي حديثه عن دور العبادات في بناء الإنسان، أكد الدكتور نظير محمد عياد أن الصوم من العبادات التي تعزز العلاقة بين الإنسان وربه، حيث إنه سر خالص بين العبد وخالقه، لا يطّلع عليه أحد إلا الله. واستشهد بالحديث القدسي الذي ورد فيه: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به".

وأشار المفتي إلى أن أثر الصوم لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب، بل يمتد إلى سلوك الإنسان وتصرفاته، حيث يسهم في تهذيب النفس، ويجعل صاحبه أكثر قدرة على التحكم في شهواته وأهوائه، مما يعكس جوهر الإيمان القائم على التصديق بالقلب والعمل الصادق.

التقوى هي الحارس الأمين الذي يحمي الإنسان من المعاصي

وحول مفهوم التقوى، أوضح الدكتور عياد أنها ليست مجرد مظاهر أو طقوس، بل هي منهج حياة يرتكز على الخوف من الله، والرضا بالقليل، والعمل بأوامره، والاستعداد ليوم الحساب. 

وأكد أن التقوى هي "الملاك الحارس" الذي يعصم الإنسان من الوقوع في المعصية، ويوجهه دائمًا إلى قول الحق وفعل الخير، حتى لو كان ذلك على حساب مصلحته الشخصية.

واستشهد المفتي بموقف للفاروق عمر بن الخطاب، عندما سمع فتاة تخشى الله رغم وحدتها، ما يعكس كيف أن جيل الصحابة كان يعيش التقوى كواقع ملموس، وليس مجرد كلمات تُقال.

وفي الختام جاءت تصريحات مفتي الجمهورية في إطار تأكيده على أهمية الالتزام بالقيم الدينية الصحيحة، والابتعاد عن كل ما يهدد استقرار الفرد والمجتمع، مشددًا على أن الالتزام بالتقوى والصوم، والابتعاد عن المحرمات، هو السبيل إلى بناء مجتمع صالح وقوي.