الدور الإنساني للأزهر الشريف علي طاولة مؤتمر تربية الأزهر الدولي التاسع
الدور الإنساني للأزهر في القلب من أعمال المؤتمر الدولي التاسع لكلية التربية جامعة الأزهر للبنين بالقاهرة ( التربية وبناء الإنسان لعالم متغير : رؤية أزهرية استشرافية). تناول المؤتمر ضمن بحوثه التي بلغت (118)بحثا من زوايا متعددة لبناء الإنسان وتربيته لعالم متغير، تحكمه ثورات صناعية متسارعة ومتلاحقة تضرب بآثارها في جميع مناحي الحياة، وتحمل بين طياتها العديد من التحديات والفرص، وتستلزم حضورا تربويا يمنع من العزلة العصرية في زمن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ويعصمه في الوقت ذاته من الذوبان والطمس لهويته.
وقد جاءت بحوث المؤتمر معبرة عن هذا التوجه، فتناولت تربية الإنسان: نفسيا وخلقيا ومعرفيا واجتماعيا وتقنيا .... وقد ركزت البحوث على دور المؤسسات التربوية في بناء الإنسان وتأهيله للمتغيرات المستقبلية : استشرافا ومساهمة .
وفي هذا الصدد جاءت بحوث المؤتمر شاملة للجوانب التي تمس الشخصية الإنسانية في جميع جوانبها، ويظهر ذلك جليا في تناولها لدور الأزهر في بناء الشخصية الإنسانية بزوايا متنوعة : تعليمية وتثقيفية، خاصة بالطلاب والمعلمين، كما أنها لم تغفل ذوي الاحتياجات الخاصة، والسعي نحو تنمية الكفايات التكنولوجية والكفاءة التواصلية. هذا فضلا عن العناية بتعليم الوافدين وأبناء الأقليات المسلمة، وتناولت كذلك : تنمية المهارات الناعمة في ظل تنامي الذكاء الاصطناعي، والعوامل الداعمة للتحول الرقمي، والذكاء الاستراتيجي والجدارات القيادية، كما عنيت بتطوير برامج التنمية المهنية، والاعتماد البرامجي، وقد ركزت بحوث المؤتمر في هذا الجانب على فاعلية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية والبحثية، وقد عرضت لبعض مؤسسات الأزهر ودورها في بناء الإنسان لعالم متغير ومن بينها: دور مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في بناء الإنسان.
والبحوث المشار إليها تؤكد على دور الأزهر في قيامه بالمسؤوليات المنوطة به، وذلك انطلاقا من رسالته التي لم تقف يوما عند المحلية أو الإقليمية، وانما تتوجه دوما نحو العالمية، ولقد ضربت بجذورها في العمق الافريقي والآسيوي والأوروبي من خلال البعثات والوفود العلمية التي تنشر الفكر الوسطي، وتحمل رسالة الأزهر بوسطية الإسلام وتعاليمه الخالدة إلى الدنيا كلها، في توازن واعتدال وانضباط وشمول وتكامل، وهي بذلك تسهم في تحقيق السلم المجتمعي والعالمي بمنظومة قيمية شاملة، تحمل بالإضافة إلى الجانب الوقائي، بعدا علاجيا تواجه من خلاله الفكر المنحرف والمتطرف بميزان علمي عقلاني قائم على الحجة والبرهان، تقمع فيه الحجة بالحجة. والرأي بالرأي. ومؤسسة الأزهر الشريف تعتمد في القيام برسالتها التربوية على ميزان النقل والعقل معا.