الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

تخلص من ابنه لمرضه.. والمفتي: القتل أنفى للقتل.. والمحكمة لم تجد له سبيلا من الرأفة

المحكوم عليه بالإعدام
المحكوم عليه بالإعدام ونجله

أودعت الدائرة الرابعة محكمة جنايات المنصورة، حيثيات حكمها بإعدام المتهم بقتل نجله ذبحا، بعدما استدرجه وتخلص منه في منطقة نائية.

قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة القاضي بهاء المري، في قضية النيابة العامة  رقم 7880 لسنة 2021 مركز المنصورة، المقيدة برقم 912 لسنة 2021 كلى جنوب المنصورة، بعد تلاوة أمر الإحالة وسماع طلبات النيابة العامة وأقوال المتهم والمرافعة الشفوية ومطالعة الأوراق والمداولة:

"وقائع القضية"

الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات، وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة، تتحصل في أن المتهم محمود ح في واقعة تَفرَّدَ بها الإنسانُ على الوحش والطير والحيوان - أعماه هَوَى الوجَاهة - الزائفة - فهوى في دياجير الجاهلية والظلام، وعصَفت به ريح القسوةِ وانعدام الرضا بقضاء الله، فرأي في تصرفات ابنه - فِلذة كبده - الصبي البريء المَريض أدهم، ما ينال من تلك الوجاهة المُدَّعاة، واعتبر تصرفاته في عصبية، وتغيبه أحيانًا عن المنزل عارٌ له بين جيرانه وذويه، ينال من سُمعته ووضعه الاجتماعي المزعوم، فتجرد من فِطرة الأبُوة، وعَربدت في حناياه الأنانية، وبرَباطة جأش، واطمئنان نفس، وهدوء خاطر، وسكون حواس، وإمعان نظر، فَكَّرَ وقَدَّرَ، وسَعَى وتَدَبَّر، وعقد العزم على قتله، فأطال الرؤية حتى نضجَ فكره وهو في حالة صفاء، متجردًا من شوائب التأثر والانفعال، وفي أيام سابقة على يوم تنفيذ جريمته وضع خطة تنفيذها في عدة خطوات: أولها: أنْ أنشأ حسابًا - وهميًا - على أحد تطبيقات التواصل الاجتماعي (تليجرام) وراح يُرسل منه لنفسه على هاتفه المحمول رسائل تهديد بقتل أحد أبنائه، ليتذرع بها لاحقًا في إبعاد الشبهة عن نفسه، ثم أزال البرنامج من بعد، وثانيها: أنه في يوم التنفيذ – 113 يناير 2021 - ترك حافظة نقوده ومفاتيحه عامدا قبل أن يُغادر المسكن، ثم اتصل بزوجته لترسلها له مع المجني عليه ففعَلت، ولما التقاه كلفه بأن يَسبقه إلى الطريق الرئيس للقرية ليأخذه في نزهة، وأركبه السيارة قيادته التي يستأجرها حفاظا على وجاهته بعد بيع سيارته، وبعد نصف ساعة اتصل بزوجته مرة أخرى يسألها عنه ويُخبرها بأنه انصرف بعد أخذ حاجاته منه، وفي السيارة أعطاه قُرصًا مُنومًا كان قد أعده لهذا الغرض كالخطة المرسومة في ذهنه؛ ليتمكن من ذبحه بيُسر، ثم تَجول بالسيارة حتى غلب الطفل النُعاس، فتوقف بالسيارة أمام صيدلية بقرية ميت خيرون واشترى مِبضعًا (مشرط جراحي) ليكون أمضَى من غيره من الأسلحة البيضاء في الذبح، وثالثها: أنْ تَخيَّر مكانا يَعزُ فيه المارة؛ فقصد مَدخل قرية ديبو عوام، وانتحى بالسيارة جانبًا في موقع يَنبتُ فيه الغاب (الهيش) ليتخذ منه ستارًا، وبقلب قُدَّ من حديد، وأيدٍ قُدت من نار، حَمل ابنه، يَدٌ من تحت إبطه وأخرى من خلفه، وسجَّاه أرضًا، وأخرج مِشرطه الجراحي المُعد سَلفًا، وجَزَّ به رقبته بجرح ذَبحي بأعلى منطقة العُنق صاحَبه تهتك بالأوعية الدموية العظمية مقابله، أدى إلى نزف دموي شديد وهبوط حاد بالدورة الدموية التنفسية انتهى بالوفاة، ومسح دم ابنه من على يديه بمنديل ورقي وضع فيه المشرط وألقاه في هذا المكان، وأرشد عنه بعد ضبطه وعُثر عليه، وثالثها:وإمعانا في حَبْكِ مُخَططه وبذات رباطة الجأش - حتى بعد ذبح ابنه - اتصل بأحد أصدقائه، مدعيا تغيب المجني عليه ومُستعينًا به ليَبحثا مَعًا عنه، ثم كتب مَنشورا على فيس بوك يُعلن فيه تغيبه - على الرغم من عدم نشره عن ذلك في مرات سابقة - ثم عاد إلى بيته بعد منتصف الليل، ولما لم يعد المجني عليه طلبت منه زوجته النزول للبحث عنه ومشاهدة كاميرات المراقبة الخاصة بالمحلات، فهَمَّ صباحًا مُسرعًا وسبقها بالنزول وعاد ليُخبرها بأنه شاهدها ولم ير فيما سجلته المجني عليه، ولما واجهها رجال الشرطة بالمقاطع المصورة من تلك الكاميرات شاهدت المجني عليه يجري والمتهم يسير من خلفه بالسيارة قيادته، ولما اكتشف الأهالي جثة ابنه، قصد مركز الشرطة مُتظاهرًا بالصدمة، وإذ دلت التحريات واجتمَعت عليه عناصر الاستدلالات، ومواجهته بها اعترف بارتكاب الواقعة على النحو مار السَرد. 

تم نسخ الرابط