الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أحلم بيوم نعود فيه للأصل ونعاود التمسك بالأصول.. يوم تدركه أبصار عليها غشاوة تكحلت بالباطل وأعماها الفسوق.. يوم تتعافى فيه عقول أصابها الركود.. لوثتها الأفكار ووسوس فيها الخناس يوم تتطهر فيه قلوب ملأها الجحود.

أحلم باليوم الذى تعود فيه الأخلاق إلى قواعدها سالمة ـ كسابق عهدها ـ وتستيقظ فيه ضمائر طال غفوتها فى فراش الفساد بضع سنين.

اليوم الموعود الذى أحلم به قريباً كان أم بعيداً الحق فيه سوف يبلج وينبلج، والباطل فيه يلجلج ويتلجلج.. يومئذ تعود الأمور إلى نصابها والأسماء لمسمياتها.. الرئىس رئىساً ـ أياً كان موقعه ـ والمرؤوس مرؤوساً له حقوق وعليه واجبات.

اليوم الذى أنتظره وأتمناه.. كل منا فى موقعه بالعدل والمساواة والقانون.

اليوم الذى نحياه ولا أريد سوى رحيله بديلاً اختلطت فيه الكلمات، وامتزجت فيه المسميات.. الفوضى.. حرية، البلطجة.. "شجاعة"، الوقاحة.. "صراحة"، النصب.. "لقمة عيش"، الاحتيال.. "فهلوه"، الدناسه.. "عفة"، الخيانة.. "أمانة"، السرقة.. "خفة يد"، الرذيلة.. "فضيلة".

اليوم الذى نحياه.. اختلت فيه المعانى.. واندثرت المفاهيم.. الصحفى لم يعد الصحفى الذى يمسك بالقلم أو يجلس إلى جهاز الكمبيوتر ـ تمشياً مع الثورة التكنولوجية ـ ليكتب.. كثيرون تطفلوا على المهنة من مختلف المهن، ولم يعد الصحفى من يحمل كارنيه عضوية نقابة الصحفيين بعد أن حمل غيره "كارنيهات" من صحف بير السلم لا يعرفها القراء ولا يقرأها سوى أهلها!

المستشار لم يعد من يجلس على منصة العدل ويرتدى وشاح العداله لينطق بالحق فأصبح كل من هب ودب يحمل لقب مستشار.. كارنيهات اشتروها من منظمات مجهولة الهوية تحمل ألقاب مستشار تحكيم دولى.. مستشار إعلامى وغيرها من ألقاب المستشارين.

الإعلامى لم يعد من يقدم برامج تليفزيونية أو إذاعية بات كل من يهوى الشهرة يطلق على نفسه إعلامياً حتى امتلأت الساحة بالآلاف ممن يلقبون أنفسهم بإعلاميين ولم نعد نعرف من هو الإعلامى الحقيقى من المندس!

حتى الأطباء جار عليهم المتطفلون ورأينا حرفيين من أرباب حرف السباكة وميكانيكا السيارات وغيرها من الحرف يطلقون على أنفسهم لقب "دكتور" وعندما تسألهم يجيبونك نحن "دكاترة" فى مهنتنا!!

كثيرة هى الألقاب وما أكثر هذه المسميات حتى اختلط الحابل بالنابل ولم نعد نفرق بين الخطأ والصواب.. الحق من الباطل فى ظل غيبة القانون والرقابة وعدم المحاسبة.

هل يأتى اليوم الذى أظنكم تحلمون به كما أحلم يوم العودة إلى الأصل والأصول.. يوم تعود فيه الأسماء لمسمياتهم؟!

دعونا نحلم ونتمنى ونطلب ونريد والله على كل شىء قدير.

تم نسخ الرابط