طيرٌ تُسافر كل يوم للسماء
وتستقرُ هناك بين الأنجمِ
***
طيرٌ من القدسِ الشريفِ دماؤها
ورؤسُها الزيتونُ يَنبت من دمِ
***
نَزفتْ على الأرضِ الحنونِ دماءَها
فتشربتها الأرضُ مثلُ البلسمِ
***
طيرٌ من الجيلِ القديم ترعرعت
أرواحُها في قلبِ دارِ الأرقمِ
***
صعدت بموكبِها المهيبِ لربها
تشكو قساوةَ غاصبٍ لم يرحمِ
***
تشكو الذين استعمروا أحلامَها
واستوطنوا في الأرض بعد تشرذمِ
***
تشكو من الإجرامِ فوق ترابِها
فكيانُ إسرائيلُ أكبرُ مجرمِ
***
في كل يوم يقصفون طيورنا
وكأن قصفَ الطيرِ غيرُ مُجرّمِ
***
تشكو من الأهلِ السكوتَ لقتلِها
ولربها تشكو الضميرَ العالمي
***
تشكو من الغرب انعدامَ ضميرِه
ووقوفَه خلف الكيانِ المظلمِ
***
القتلُ في كل البلاد مجرّمٌ ومحرّمٌ
لكنه في القدس غير محرّمِ
***
هم جرَّموا قتل النفوس بأرضهم
لكنهم عُميٌ بقتلِ المسلم
***
طيرٌ جميعُ لغاتِها عربيةٌ
مفهومةٌ من غير أي مترجمِ
***
لكنّ أحرفنا تغيرَ نُطقَها
ولسانُنا العربي صار كأعجمي
***
لو أنكم لم تفهموا كلماتِهم
فلتبحثوا عن أصلِها في المُعجمِ
***
أرواحُها صعدت إلى الرحمن
مثلُ ملائكٍ فوق الطريقِ الأعظمِ
***
أرواحُها تركت هنا أشلاءَنا
ما بين مهزومٍ وبين مسلّمِ
***
تركت هنا الأمواتَ تأكلُ بعضَها
وتعيشُ بين تذللٍ وتألمٍ
***
تركوا لنا الأقصى يبثُّ دماءَها
مستصرخاً من وضعنا المتأزمِ
***
تركوا لنا الحلمَ الجميلَ لعلنا
نشتاق للحلم الذي لم نحلمِ
***
تركوا صلاح الدين يسكن غزةً
متلثماً كالفارسِ المتلثمِ
***
الكلُّ يحشدُ جيشه وعتاده
وسلاحُنا العربي مثلُ الأبكمِ
***
ماعاد حتى الشجبُ نسمعُ صوتَه
قولوا لنا هل بالسكوت سنحتمي
***
هُزم الجميع بأرضنا وبلادِنا
والطير عند مليكهم لم تُهزمِ
***
فمتى سنرفعُ صوتَنا وسلاحَنا
ومتى سنخرجُ من ظلامِ القُمقُمِ
***
القدس عطشانٌ لماءِ بلادِنا
من نيلِنا وفراتِنا من زمزمِ
***
لا شيئ غير الشعر أملك فعلَه
"هل غادرَ الشعراءُ من متردمِ"