ads
الجمعة 22 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

 طيرٌ تُسافر كل يوم للسماء

وتستقرُ هناك بين الأنجمِ

*** 

طيرٌ من القدسِ الشريفِ دماؤها

ورؤسُها الزيتونُ يَنبت من دمِ

*** 

نَزفتْ على الأرضِ الحنونِ دماءَها

فتشربتها الأرضُ مثلُ البلسمِ

*** 

طيرٌ من الجيلِ القديم ترعرعت

أرواحُها في قلبِ دارِ الأرقمِ

*** 

صعدت بموكبِها المهيبِ لربها

تشكو قساوةَ غاصبٍ لم يرحمِ

*** 

تشكو الذين استعمروا أحلامَها

واستوطنوا في الأرض بعد تشرذمِ

*** 

تشكو من الإجرامِ فوق ترابِها

فكيانُ إسرائيلُ أكبرُ مجرمِ

*** 

في كل يوم يقصفون طيورنا

وكأن قصفَ الطيرِ غيرُ مُجرّمِ

*** 

تشكو من الأهلِ السكوتَ لقتلِها

ولربها تشكو الضميرَ العالمي

*** 

تشكو من الغرب انعدامَ ضميرِه

ووقوفَه خلف الكيانِ المظلمِ

*** 

القتلُ في كل البلاد مجرّمٌ ومحرّمٌ

لكنه في القدس غير محرّمِ

*** 

هم جرَّموا قتل النفوس بأرضهم

لكنهم عُميٌ بقتلِ المسلم

*** 

طيرٌ جميعُ لغاتِها عربيةٌ

مفهومةٌ من غير أي مترجمِ

*** 

لكنّ أحرفنا تغيرَ نُطقَها

ولسانُنا العربي صار كأعجمي

*** 

لو أنكم لم تفهموا كلماتِهم

فلتبحثوا عن أصلِها في المُعجمِ

 ***

أرواحُها صعدت إلى الرحمن

مثلُ ملائكٍ فوق الطريقِ الأعظمِ

*** 

أرواحُها تركت هنا أشلاءَنا

ما بين مهزومٍ وبين مسلّمِ

*** 

تركت هنا الأمواتَ تأكلُ بعضَها

وتعيشُ بين تذللٍ وتألمٍ

*** 

تركوا لنا الأقصى يبثُّ دماءَها

مستصرخاً من وضعنا المتأزمِ

*** 

تركوا لنا الحلمَ الجميلَ لعلنا

نشتاق للحلم الذي لم نحلمِ

*** 

تركوا صلاح الدين يسكن غزةً

متلثماً كالفارسِ المتلثمِ

*** 

الكلُّ يحشدُ جيشه وعتاده

وسلاحُنا العربي مثلُ الأبكمِ

*** 

ماعاد حتى الشجبُ نسمعُ صوتَه

قولوا لنا هل بالسكوت سنحتمي

*** 

هُزم الجميع بأرضنا وبلادِنا

والطير عند مليكهم لم تُهزمِ

 ***

فمتى سنرفعُ صوتَنا وسلاحَنا

ومتى سنخرجُ من ظلامِ القُمقُمِ

*** 

القدس عطشانٌ لماءِ بلادِنا

من نيلِنا وفراتِنا من زمزمِ

 ***

لا شيئ غير الشعر أملك فعلَه

"هل غادرَ الشعراءُ من متردمِ"

تم نسخ الرابط