الأربعاء 03 يوليو 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

البعض يحضر عقود قران ويسمع المأذون وهو يقول :"على كتاب الله وسنة رسول الله"،جملة تقال والقليل من يعي معناها ولو علم البعض معناها لِما استهان بالزواج ولِما زادت حالات الطلاق! فقبل الشروع في هذا العقد، يجب أن يعي الطرفان ما في كتاب الله وما في سنة رسوله من توجيهات للزوجين؛ وحينما يحدث ذلك تتحق  السعادة الزوجية، قال سبحانه و تعالى :"خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً"، فبحثت كثيرًا عن المقصود بالسكن؟ وعَلمت أنه الراحة، الطمأنينة، السعادة، سكن إليه أي ارتاح إليه، والزوجان في الحقيقة العلمية متكاملان وليسا متشابهين، الصفات إما متوافقة أو متكاملة بين الزوجين، الشيء المختلف متكامل وهذا أدعى إلى الانسجام والسكنى، فالحب شعور جميل ولكن التعبير عنه يكون بالمودة وتظهر في صورة سلوك كالثقة ،الاحترام، الامان، الاحتواء،الصدق، فكل مودة فيها حب، لكن ما كل حب فيه مودة، إذاً المودة أبلغ.

فنلاحظ البعض يتحدث عن الزواج على أنه أمر سيء وشر لابد منه ، ويتداول الجميع عبارات كلها تصف الزوج والزوجة بأسوء العبارات، ولكن ليس هناك أمر شرعه الله الا وفيه الخير والسعادة كما أن البعض أيضًا يصف الحب بأوصاف بغيضة ، حتى وصل الأمر عند مشاهدتنا لاي اثنين يحبوا بعضهما البعض انه أمر عجيب ونسينا ان الأساس هو الحب والعكس هو ما يثير العجب! ونسينا أيضًا أن أحد أسباب السعادة الزوجية التعبير عن الحب لذا يعيش البعض في تعاسة بسبب عدم إظهار محبتهما لبعض،كما أن  99% من حل اي مشكلة في الحياة معرفة ما السبب الأساسي للمشكلة، فسبب فشل العديد من الزيجات هو الاختيار الخاطيء لشريك الحياة! فالكثير يتعاملوا مع الزواج على أنه شر لابد منه اي اختيار بدون تريث فينتهي الأمر به الى عدم السعادة ، كمن يعمل في وظيفة كانت حلم عمره وسعى الى أن حصل عليها وليست مجرد وظيفة تجلب له المال فقط!كمن يتزوج من أجل الإنجاب فقط! فلو تمت المقارنة ما بين اثنين أحدهما يعمل في وظيفة يحبها تجده يذهب للعمل وهو سعيد تجده يبتكر دائمًا ويجدد من نفسه بعكس من يعمل في وظيفة من أجل المال فقط فتجده طيلة الوقت نائم وكاره للعمل ومن يعمل معه، وسؤاله طيلة الشهر عن ميعاد مقاضاته للمرتب؟.

 فنحن حينما نجهل ما شرعه الله وعدم معرفة شرع الله ينبغي أن نستعد للبلاء، وقد يكون البلاء بانهيار الأسرة، والأسرة جزء من المجتمع، إذا انهارت انهار المجتمع، وانهيار المجتمع يعني انهيار الدولة، فرئيس أقوى دولة في العالم قال:"هناك خمسة أخطار تهدد أمريكا، وإن أكبر خطر هو تفكك الأسرة"!فإحدى الإحصائيات في أمريكا تقول: أن 90% من حالات الزواج من غير عقد، ولا اتفاق، ولا ورق، ولا تسجيل، إنما هي مساكنة تستغل كزوجة، وقد يركلها متى شاء!، لذلك هناك انهيار في المجتمعات الغربية كما أن العالم الغربي يسعى لتحطيم حياتنا والقضاء على معتقداتنا وعاداتنا وليس كما يظن البعض القضاء علينا عسكريا ؛ فالحرب اليوم نفسية وفكرية اي تفجير حياتنا من الداخل من خلال إدخال مفاهيم لا تتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا وديننا ! فظهر بجانب الارهاب التقليدي المُتعارف عليه أنواعًا آخرى كالارهاب الفكري والنفسي، بمعنى أن يهدم قواعد الأسرة المبنية على الشرع، فنشاهد اليوم الكثير من الشباب يرغب في تقليد الغرب ؛ كما أن بعض الأعمال الدرامية تركز على ذلك؛ ففي عيد الحب ادعو الجميع أن يتريث عند اختيار شريك الحياة وأن يبحث عن تؤأم روحه وليس مجرد زواج لتكملة الصورة الاجتماعية أو لمجرد الإنجاب وكأنه واجب وطني؛ فالله سبحانه وتعالى عندما تحدث عن الزواج ذكر المودة والرحمة وهي أهم واشمل من الحب بل هي تجسيد للحب ؛ ويجب ان يُبنى على اسس وقواعد صحيحة يجب أن يضع كلا الطرفين في مخيلتهما ان لا هناك تغيير في المستقبل وليس كما يقول البعض تستطيع خرق العهد والميثاق واستبداله بميثاق آخر!لذا اعتقد انها أصعب مرحلة في حياة كل انسان يرغب بحق اعتباره ميثاق غليظ! وبغير هذا الحب لا تكن .

تم نسخ الرابط