وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط مجددا
رفعت وكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2024 للمرة الرابعة منذ نوفمبر تشرين الثاني بينما يستمر تأثير هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر.
ولا تزال توقعات وكالة الطاقة الدولية أقل تفاؤلا بكثير من توقعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وفي السنوات الماضية اختلفت أوبك ووكالة الطاقة، التي تمثل الدول الصناعية، حول قضايا مثل توقعات الطلب على النفط في الأمد الطويل والحاجة إلى الاستثمار في إمدادات جديدة.
وقالت الوكالة في أحدث تقرير لها إن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بمقدار 1.3 مليون برميل يوميا في عام 2024، بزيادة110 آلاف برميل يوميا عن توقعات الشهر الماضي. وتتوقع الوكالة عجزا طفيفا في الإمدادات هذا العام بعد أن مدد أعضاء تحالف أوبك+تخفيضات الإنتاج، بعد أن كانت تتوقع فائضا في تقديرات سابقة
وارتفع سعر العقود الآجلة لخام برنت 80 سنتا إلى 85 دولار اللبرميل بعد صدور تقرير وكالة الطاقة، مسجلا أعلى مستوياته منذ نوفمبر تشرين الثاني.
وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى بنك يو.بي.إس "تقرير متفائل للغاية، مع تعديلات بالزيادة لتوقعات نمو الطلب، وتقديرات أقل لنمو المعروض".
وتوقعت وكالة الطاقة في يونيو حزيران نمو الطلب على النفط في 2024 بمقدار 860 ألف برميل يوميا.
وارتفع الطلب 2.3 مليون برميل يوميا العام الماضي.
وقالت وكالة الطاقة "تباطؤ النمو، الواضح بالفعل في أحدث البيانات، يعني أن استهلاك النفط يعود نحو مستوياته المعتادة بعد عدة سنوات من التقلبات الناتجة عن انتعاش ما بعد الجائحة".
وأبقت أوبك يوم الثلاثاء على توقعاتها لنمو الطلب عند 2.25مليون برميل يوميا، ما يعني استمرار التباعد بين تقديرات أوبك ووكالة الطاقة الدولية بنحو مليون برميل يوميا، وهو ما يمثل حوالي واحد بالمئة من الطلب العالمي يوميا.
وقالت الوكالة إن المؤشرات على تيسير البنوك المركزية للسياسات النقدية تصب في اتجاه الخروج من الركود الاقتصادي، لكن البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين لا تزال تشكل مصدر قلق.
وأضافت أن الاضطرابات في البحر الأحمر أجبرت المزيد من سفن الشحن على اتخاذ المسار الأطول عبر رأس الرجاء الصالح، مما أدى إلى ارتفاع شحنات النفط العائمة إلى ما يقرب من 1.9 مليار برميل حتى نهاية فبراير شباط.
وعززت الطرق الأطول الطلب على الوقود، إذ وصل حجم تزود السفن بالوقود في سنغافورة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
* عوامل غير مواتية
أشارت وكالة الطاقة الدولية إلى أنها لا تزال تعتقد أن التوقعات الاقتصادية الضبابية ستؤثر على الطلب، حتى في الوقت الذي توفر فيه التحديات التي تواجه الشحن دفعة في الأجل القصير.
وقالت الوكالة إن نمو الطلب سيظل يأتي غالبا من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، حتى مع تلاشي هيمنة الصين تدريجيا.
وتتوقع أن يتباطأ نمو الطلب الصيني إلى 620 ألف برميل يوميا من 1.7 مليون برميل يوميا في 2023.
وعلى جانب العرض، قالت الوكالة إن نمو المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك+ سيستمر في تجاوز نمو الطلب على النفط كثيرا في 2024، رغم أن تمديد تخفيضات الإنتاج من قبل بعض أعضاء أوبك+ تحقق بعض التوازن.
ومدد بعض أعضاء أوبك+ هذا الشهر الخفض الطوعي الذي أعلنوه في الربع الأول حتى نهاية يونيو حزيران.
وقالت وكالة الطاقة إنها تتعامل مع تلك التخفيضات على أنها سارية طوال العام، إلا إذا قالت أوبك+ غير ذلك.
وقالت الوكالة "على هذا الأساس، نتوقع أن يتحول الفائض إلى عجز طفيف، لكن صهاريج التخزين ستكون في وضع أفضل مع وصول الكميات الهائلة من شحنات النفط العائمة إلى وجهتها النهائية".