الخميس 07 نوفمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

"المرأة وما أدراك ما المرأة
والنساء وما أدراك ما النساء..
إنهن حليفات الشيطان، ومدمرات القربى، وآكلات المودة، وهادمات العشرة، وعدوات الألفة."
وهنا قبل أن تصيبك مني فاجعة، فعليك أن تبصر هذه الأقواس التي وضع بينها الكلام، لتعلم أنه ليس بكلامي وإنما أنا مجرد ناقل له، فأنا ومن ورائي تاريخ قلم كثيرا ما أعلن احترامه للمرأة وتقديره لوجودها.
ولكن هذه العبارات نطق بها هذا العم الذي مررت عليه حينما رأيته جالسا في قارعة الطريق صبيحة يوم العيد، فتوجهت إليه وحييته لافاتحه في خلاف دب بينه وبين أخيه مرغبا إياه في الصلح والوئام، مذكرا إياه بشقيقه ابن أمه وأبيه، من تربى معه يوما تحت سقف واحد، وبين جدران واحدة.
نظر صاحبنا إلى الأرض، ولمحت دمعة تفلتت من جفنيه، واستقر هنيهة هادئا ثم سرعان ما مسحها ورفع رأسه وقال لي: اسمع يا بني.. وتأمل معي هذا العجب..
يظل الأخ في صحبة أخيه تربيا معا، ياكلان سويا ويلهوان سويا، يغدوان ويروحان سنوات طويلة، ورحلة عمر مديدة، يحب كلامها الآخر، ويعرف طباعه وأخلاقه، ويخاف عليه، وقد يفديه بروحه.. ويظل هذا حالهما حتى يتزوجا، ويقترن كل منهما بامرأة يكون فيها حظه ونصيبه، فإما أن يكون بها شقيا أو سعيدا، وما أكثر الأشقياء بحظوظهم في نسائهم.
انظر.. هناك لرجل يتزوج امرأة، ويسلم لها زمام أمره، فيتقوى بها ويجعلها سيدته بدلا من أن يكون سيدها، لايقطع أمرا دونها، ويسير بقولها وأمرها، فتلغي رجولته، وتمجو دوره، وتسلبه عقله، لتصير سيدة القرار، والآمر الناهي في البيت والحياة، والماضي والمستقبل.
وبين عشية وضحاها يتحول عدوا لإخوته، ويهدم هذا العمر الطويل الذي عاشر فيه أخاه وأحبه ولازمه، فيصير عدوا له، لأن زوجته هي التي قالت ذلك وأرادت ذلك، فأطاع أمرها وصدقها كالمسحور بين يدي ساحره.
كم من بيوت خربهتا النساء،
وكم من عائلات شردتها النساء
وهذا حالي مع أخي الذي لم يعد موجودا، ولم تعد له كلمة، ولم تعد له سيادة، حينما باع عقله وأسلم أمره لامرأة خبيثة الطوية، طباعها دنية.
لم أعرف ماذا أقول؟
ولكني تأملت كلامه، فهو صادق لم يأت بجديد، فقد علمت وشاهدت كثيرا من تلك الحالات والقضايا، وعرفت اسرا تفجرت فيها البلايا وجرفها أتون الكره والبغضاء، فلما تحققنا علمنا أنها المرأة سر المصائب ومبعث الشر والبلايا.
لكنني في حماسة الفكر سألت محدثي وقلت له: أنا أوافقك في كل ما قلته، ولكن هل ترانا نظلم المرأة كثيرا، ألا تعتقد معي أن الرجل بضعفه هو السبب في جلب هذ المصاب؟
انت ذكرت وقلت: إنها سحرته، فهل يمكن فعلا أن تسحر المرأة زوجها لتنزلق به إلى هذا الردى؟
-قال: اسمع يابني إن المرأة يوم أن تقتل ضميرها، وتئد دينها، يتعاظم على الشيطان أن يبلغ نصف أو ربع أو ثمن كيدها.
يابني إنهن حليفات الشيطان ألغين وجوده وقمن بدوره، ابحث في اي مشكلة في أي بيت أوعائلة، وانظر وتفحص بدقة، لترى المرأة نواة الشر وأس البلاء وسبب البغضاء.

تم نسخ الرابط