يحتفل الصحفيون الكرد في أرجاء المعمورة كافة بعيدهم والذي يصادف 22 أبريل من كل عام، وهذه السنة هي الذكرى 126 لصدور أول صحيفة باللغة الكردية عام 1898 من قبل عائلة بدرخان، وطبعت فى دار الهلال العريقة.
صدر أول عدد من صحيفة "كردستان" في القاهرة عبر مطابع دار الهلال قبلة كل الألوان والأطياف ومنبع الثقافة والمعرفة فى القرن التاسع عشر، مع دورها نستذكر يوم الصحافة الكردية لنشير بكل احترام وتقدير إلى مصر التي فتحت ذراعيها لعائلة كردية لجأت إليها ناجية من بطش الدولة العثمانية، وهنا في القاهرة صدرت وطبعت أول صحيفة كردية في التاريخ، من قبل مقداد مدحت بدرخان، سليل عائلة بدرخان، التي حكمت إمارة بدرخان.
جاء إصدار صحيفة "كردستان" انعكاسا لإيمان مقداد مدحت بدرخان بأن الحقوق لا تؤخذ عبر الاقتتال والحروب وحدها، وإنما بنشر الوعي والثقافة واستدعاء تاريخ الشعوب الحرة فى مواجهة الطغيان والنهضة بمستقبل أجيالها، لذا تعتبر مصر ذات فضل كبير على القضية الكردية، ولمؤسساتها الصحفية الدور غير المحدود في نشر المعرفة حولها.
منذ ذلك التاريخ والصحافة الكردية تمر بحالات المد والجزر بسبب بطش الأنظمة التي سيطرت على كردستان، والتي منعت طبع الصحف أو الكتب الكردية وناهضت حديث الشعب الكردي بلغته الأم، ورغم كل ذلك صدر العديد من الصحف والمجلات الكردية داخل كردستان أو في المهجر، وكان لهذه الصحف التأثير على وعي الجماهير بحقوقهم، إضافة إلى نشر اللغة والثقافة الكردية حول العالم.
اليوم؛ يحتفل الصحفيون الكرد بعيدهم في جو من الحرية و الديمقراطية وسط قوانين تساند وتسهل عملهم الصحفي، ففي كردستان العراق نقابة للصحفيين تضم أكثر من 8 آلاف صحفي، يعملون فى المئات من الإصدارات متنوعة الملكية، بجانب القنوات الفضائية ومحطات الراديو، في ظل تجرية ديمقراطية لإقليم كردستان، خاصة بعد الانتفاضة الربيعية عام 1991 وانتخاب برلمان وتشكيل حكومة، حتى أصبح لكل مكونات كردستان إصداراتها الصحفية بلغاتها الخاصة تكتب وتنشر دون رقابة.
في كردستان قانون للعمل الصحفي يدافع عن ممارسي المهنة وينظم دورهم ويصون حقوقهم ويوفر لهم الحصانة، والعمل ليس حكرا على الصحفيين فقط، فهناك الصحفيات الناشطات في هذا المجال، كما أن الإعلام يتمتع بحيز واسع، وله دراسته المتخصصة في الجامعات التي تمنح فى فنونه وألوانه العديد من الشهادات العليا.
تمر الصحافة اليوم في كردستان بفترة ذهبية مع كم هائل من الصحفيين والأكادميين الذين لهم دور في تطوير الصحافة الكردية، وهناك حرية رأي حقيقية ربما دفعت زيادة مساحتها نحو ظهور بعض الأصوات الشاذة التي تغرد خارج السرب لأغراض ومصالح خاصة.
نستطيع القول بأن التجرية الصحفية في إقليم كردستان العراق فريدة من نوعها في المنطقة، وفيها يتمتع الصحفي بامتيازات لا مثيل لها، مع حصانة حقيقية فيما يخص عمله، ما جعل المهنة جاذبة لكثيرين.
إن إصدار صحيفة "كردستان" في القاهرة وطبعها في دار الهلال، تلاه إصدار صحيفة أخرى باسم "أوميد" في العام 1900 بالقاهرة أيضا، فقد تواجدت هنا مطبعة باسم "كردستان"، في القاهرة التي أسسها الشيخ فرج الله الكردي الذي كان ذاك طالبا في الأزهر حيث، طبعت العدد الرابع من جريدة "كردستان" و الأعداد الأخرى التي طبعت في القاهرة، بعد جنيف و المملكة المتحدة.
كما طبع الاحتلال البريطاني في العراق الصحف والجرائد باللغة الكردية لأجل أغراضه. كما ظهرت صحيفة (بانگی حەق – نداء الحق) على يد الشيخ محمود الحفيد ملك كردستان، و"شمس كوردستان" وصدر العدد الأول منها في مدينة السليمانية عام 1922، و (رۆژ کوردستان – شمس كوردستان)، والعديد من الصحف والمجلات، لكن تظل النشأة ويظل الميلاد لتاريخ الصحافة الكردية فى القاهرة عبر مطابع دار الهلال، لتاريخها ودورها كل التحية والتقدير.