حيثيات سجن سائق أوبر: حبيبة الشماع دفعت حياتها ثمنا لجريمته
أودعت محكمة جنايات القاهرة، حيثيات حكمها بمعاقبة المتهم محمود هاشم سائق أوبر، بالسجن المشدد 15 عاما، وتغريمه خمسين ألف جنيه، وإلغاء رخصة القيادة، وإحالة الدعوى المدنية للمحكمة المختصة، وذلك في القضية المعروفة إعلاميا بوفاة حبيبة الشماع.
قالت المحكمة في حيثيات حكمها برئاسة القاضي عاطف رزق وعضوية القاضيين محمد فرج السعدني وخالد شكري بحضور محمد شريف وكيل النيابة بأمانة سر شريف محمد، في قضية النيابة العامة رقم ١٠۱٦ لسنة ٢٠٢٤ جنايات الشروق والمقيدة برقم ٢٤٠ لسنة ٢٠٢٤ كلي القاهرة الجديدة، أن النيابة العامة وجهت للمتهم أنه في 21 فبراير 2024 بدائرة قسم الشروق محافظة القاهرة.
الاتهامات
**شرع في خطف المجني عليها حبيبة الشماع وذلك بطريق الإكراه رغماً عنها إذ أنها وحال استقلالها رفقته سيارة غية توصيلها لوجهتها بغي إقصاءها عن العوام - وفي سبيل ذلك أغلق نوافذ السيارة مقلتهما - ، إلا أنه قد أوقف أثر ما ابتغاه لسبب لا دخل لإرادته فيه ألا وهو مكنة المجني عليها من القفز من السيارة زوداً عن حريتها ، على نحو مما ورد بالتحقيقات.
**حاز بقصد التعاطي جوهراً مخدراً (حشيش) وفي غير الأحوال المصرح بها قانوناً.
**قاد مركبة واقعاً تحت تأثير مخدر
الواقعة كيفما رأتها المحكمة
أوضحت المحكمة في حيثيات حكمها أن وقائع الدعوى حسبما استقرت في يقين المحكمة، واطمأن إليها وجدانها، وارتاح لها ضميرها، مستخلصة من سائر أوراقها، وما تم فيها من تحقيقات، وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة تتحصل في أنه بتاريخ ٢٠٢٤/٢/٢١ استخدمت المجني عليها حبيبة أيمن عدلي الشماع التطبيق الإلكتروني لنقل الأشخاص (أوبر) لتوصيلها من مسكنها الكائن بمدينتي إلى مدينة الرحاب، فحضر إليها المتهم محمود هاشم محمود عبد المعطي - بالسيارة ماركة نيسان صني تحمل لوحات معدنية رقم (ف ص / ٦٤١١) وركبت معه سيارته ، غير عالمة بما يخفيه لها القدر، وانطلق بها بسرعة كبيرة في طريق السويس اتجاه القاهرة، حال كونه متعاطياً لمادة الحشيش المخدر، ولم يلتفت إلى طلبها خفض ضجيج الأغاني التي كان يسمعها أثناء الرحلة، مما آثار إنزعاجها وارتيابها في أمره، ثم أغلق نوافذ السيارة، ففتحت بابها وألقت بنفسها في نهر الطريق غير عابئة بسرعة السيارات من حولها أو السرعة التي سار بها المتهم بمركبته، فأدركها أحد الأشخاص كان يستقل سيارة في ذات الطريق ، يدعى عمرو بلال إبراهيم ، وسألها عن أسباب قفزها من العربة التي كانت تركبها، فأخبرته بأن المتهم الذي استأجرته عن طريق تطبيق (أوبر) لتوصيلها حاول خطفها ثم غابت عن الوعي ، فتم نقلها إلى المستشفى حتى توفيت بتاريخ 14 مارس 2024 ، ودفعت حياتها ثمناً لما أقترفه المتهم الذي فر هارباً بفعلته من مسرح الحادث غير مبال بما جنت يداه بعد أن ألغى الرحلة، وتوجه إلى مسكنه وأخذ في تعاطي مخدر الحشيش.
شهود الواقعة
**استندت المحكمة في حيثيات حكمها لما جاء بإقرار المتهم بتحقيقات النيابة العامة، ومن شهادة عمرو بلال عبد المجيد (شاهد الحادث) ، ودينا إسماعيل (والدة المجني عليها) ، والنقيب عمرو أشرف ، والمقدم احمد عويس ، وعثمان إبراهيم عثمان موافي (الممثل القانوني لشركة أوبر تكنولوجيز ايجبت" في تحقيقات النيابة العامة وما قدمه من مستندات ، ومن تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي ، ومن تقارير المركز الطبي العالمي.
**فقد روى المتهم محمود هاشم محمود عبد المعطي - في تحقيقات النيابة العامة - أن المجني عليها تواصلت معه بواسطة تطبيق (أوبر) بتاريخ ٢١/ وسيلها من مدينتي إلى مدينة الرحاب ، فتوجه إليها بسيارته النبيتي اللون ، ماركة نيسان متي موديل رقم (ف) ص / ٦٤١١) ، وركبت فيالمقعد الخلفي الأيمن ، وانطلق بها في طريق السويس اتجاه القاهرة بسرعة ١٠٠ كم / ساعة ، وقت أن كان متعاطياً لمخدر الحشيش قبل ذلك بفترة وجيزة ، وأغلق نوافذ السيارة ، وكان صوت المذياع مرتفعاً بداخلها ، ففتحت بابها الأيمن ، وألقت بنفسها في منتصف الطريق ، فاستمر في السير ، وألغى الرحلة من تطبيق (أوبر) ، وتوجه إلى مسكنه وأخذ في تعاطي مخدر الحشيش ، وأقر بأنه من المتعاطين لمخدر الحشيش.
**وشهد عمرو بلال - في تحقيقات النيابة العامة - بأنه في حوالي الساعة 7 من مساء يوم ۲٠٢٤/٢/٢١ وأثناء ركوبه إحدى العربات في طريق السويس اتجاه القاهرة ، أدرك المجني عليها تدور على الأرض حتى استقرت في منتصف الطريق فنزل بسرعة إليها وسألها عما حدث فقالت له "أوبر كان بيخطفني وأنا نطيت على الأرض فحملها إلى يمين الطريق ، وطلب منها إزالة قفل هاتفها لإبلاغ أهليتها ، ثم غابت عن الوعي فنقلها إلى مستشفى الشروق العام ، ثم إلى المركز الطبي العالمي.
وشهدت دينا إسماعيل- في تحقيقات النيابة العامة أن ابنتها المجني عليها اتصلت بها هاتفياً في حوالي الساعة ٦,٥٠ من مساء يوم ۲۰۲٤/٢/٢١ عند بداية رحلتها من مسكنها متوجهة إلى أحد الأماكن بعد أن استخدمت التطبيق الإلكتروني (أوبر) في استئجار إحدى السيارات لتوصيلها ، وأبدت لها ارتيابها في قائدها وفي سلوكه ، واستيائها من صوت المذياع المرتفع بعد أن طلبت منه خفض صوت الأغاني الصادرة منه حتى تتمكن من الحديث ، وفوجئت برد منه أدهشها ، فطلبت منها ترك السيارة وركوب أخرى إلا أن المجني عليها هونت عليها ، وبعد ذلك أخبرتها إحدى صديقات ابنتها المجني عليها بالحادث ، وتم نقلها إلى مستشفى الشروق ثم إلى المركز الطبي العالمي ، ثم فتحت تطبيق (أوبر) من هاتف ابنتها وتبين منه أن السيارة التي ركبت فيها تحمل أرقام (ف) ص / ٦٤١١) ، وأن مدة الرحلة من الساعة ٦,٥٠ حتى الساعة ٧ مساءً ، وأن مكان انتهاء الرحلة على طريق السويس - بجوار مدينة الشروق وباسم السائق محمود ، وقدمت صورة مقتطفة من تلك البيانات ومعها صورة السائق المتهم على التطبيق المذكور .
تحريات المباحث
**وشهد النقيب عمرو أشرف - معاون مباحث قسم الشروق - في تحقيقات النيابة العامة - بأن تحرياته أكدت أن المجني عليها بتاريخ ٢٠٢٤/٢/٢١ استقلت السيارة رقم (ف ص / ٦٤١١) ماركة (نيسان صني بواسطة التطبيق الإلكتروني (أوبر) قيادة المتهم بطريق السويس اتجاه القاهرة.
**وشهد المقدم احمد عويس - رئيس مباحث قسم شرطة الشروق - في تحقيقات النيابة العامة - أن تحرياته توصلت إلى أن المجني عليها استقلت السيارة رقم (ف) ص / ٦٤١١) قيادة المتهم بتاريخ ٢٠٢٤/٢/٢١ من خلال تطبيق (أوبر) ، لتوصيلها من مسكنها بمدينتي إلى مدينة الرحاب ، وأثناء الرحلة طلبت المجني عليها من المتهم تخفيض صوت المذياع أثناء إجرائها لمكالمة هاتفية إلا أنه تحدث معها بطريقة أثارت استيائها وارتيابها ، ثم أغلق زجاج السيارة ، ثم قفزت منها أثناء سيرها بطريق السويس دون توقف من المتهم الذي أخذ طريقه دون مساعدتها ، ثم تصادف مرور الشاهد الأول عمرو بلال فحضر لمساعدتها ونقلها إلى المستشفى لمساعدتها ، وأكدت التحريات أن المتهم دائم على تعاطي المخدرات.
**وشهد عثمان موافي - وكيل شركة أوبر تكنولوجيز إيجيبت - في تحقيقات النيابة العامة - بأن شركة (أوبر) هي شركة ذات مسئولية محدودة ، تمتلك تطبيقاً إلكترونياً على شبكة الانترنت تمكن من خلاله سائقي المركبات المسجلين لديها من التواصل مع الراغبين في استقلال سياراتهم لتوصيلهم إلى الوجهات التي يحددونها مقابل حصول الشركة على نسبة من قيمة الرحلة من السائق ، ويجب من ضمن مسوغات قبول السائق أن لا تكون لديه سوابق ، وأن تكون نتائج التحاليل التي يجريها لكشف عن وجود مخدرات خالية منها وإلا لا يتم قبوله أو إيقافه ، وتبين من خلال بحث الشركة برقم هاتف المتهم - بعد علمها بالحادث ، أنه سبق وأن سجل نفسه لدى الشركة واستخدم تطبيقها لفترة وتم إيقافه ، نتيجة كثرة الشكاوي ضده من الركاب من سوء سلوكه وحدة أسلوبه معهم ، في ۲۰۲۱/۱۱/۱۹ ، فقام بتسجيل نفسه مرة أخرى بالتحايل في ۲۰۲۱/۱۱/٢٦ وفي ۲۰۲۲/۳/۲٦ قدمت إحدى الراكبات شكوى أن المتهم تحرش بها لفظياً عند طلبها منه منديلاً ، ولامس فخذها أثناء حصوله على مقابل الرحلة ، وعدد آخر كبير من الشكاوي ، أرفق صورها .
تقرير المعمل الكيماوي
** وثبت من تقرير المعمل الكيماوي بمصلحة الطب الشرعي أن عينتي بول ودم المتهم تحتوي على أحد نواتج أيض الحشيش المدرج بالجدول الأول من قانون المخدرات. وأورت التقارير الطبية الصادرة من المركز الطبي العالمي أن المجني عليها دخلت المستشفى الساعة ۱۱,۲۷ من مساء يوم ۲۰۲٤/٢/٢١ نتيجة حادث ، وأصيبت بإصابات شديدة بالرأس ، وكانت وقت دخولها في حالة غيبوبة تامة ، وفقدان لردود الأفعال الإنعاكسية لجذع المخ ، واتساع كامل لحدقتي العينين ، وعدم الاستجابة للضوء ، واعتمدت كلية على جهاز التنفس الصناعي ، وأظهرت الأشعة المقطعية وجود نزيف تحت آلام الجافية ، وارتشاح بأنسجة المخ ، وكدمات متفرقة صغيرة بالمخ ، وتجمع دموي تحت فروة الرأس ، وظلت في غيبوبة حتى وفاتها في ٢٠٢٤/٣/١٤.