الأحد 29 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

العلاقات بين الناس بعضهم البعض خلقت للراحة وليس للارهاق النفسي؛ فأغلب الناس تشتكي دوماً من غدر الصحاب والناس بصفة عامة ولا يعلموا أن دخول البعض حياتنا باختيارنا وليس إجبار!.. فلا أحد مجبر على بقاء أحد بحياته ؛ فلقب صديق من الصدق ؛ فلا نتسرع في الحكم على البعض أنهم اصدقاء الا بعد مرور العديد من المواقف ؛ كذلك الأمر عند اختيار شريك الحياة فهناك فترة للتعارف وايضا فترة الخطبة يتم خلالها التمعن في اختيار من يشاركك حياتك فسمي الزوج / الزوجة شريك حياة بسبب مشاركته لحياتك اي يتقاسم معك الحزن والفرح ويشاركك في تفاصيل حياتك ؛ فليس مجرد زوج / زوجة للانجاب فقط بل ليشاركك كافة تفاصيل وجوانب حياتك وإذا لم يحدث ذلك فلا داعي للإستمرار ! 

عندما تقدم سيدنا عمر  لاخت ستنا عائشة رفضت وقالت اريد رجلا يصب عليا الحب صبا فهي أرادت صفة في زوجها أن يحبها كثيرا ويتفرغ لها  فطلبها غير متوافق مع سيدنا عمر ؛ فهي لم تفكر بشكل سطحي أنه عمر بن الخطاب امير المؤمنين بل نظرت إليه كحياة كشخص ستكمل معه حياتها ونظرت لما تحتاجه ؛ ولو تمعن كل شخص عند اختيار شريك الحياة وما يحتاجه وهل متوافر في شريك حياته هل سيكتفي به ؟! لقلت حالات الطلاق ووجد كل شخص السعادة في حياته الزوجية ؛ فليعلم كل إنسان أن الأصل في الزواج المودة والرحمة بالمعنى العام والشامل اي الامان والاحتواء والثقة والحب المتبادل بين الزوجين .

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام قال خاطبوا الناس على قدر عقولهم ؛ فمن الذكاء ان تعامل كل شخص بحسب طبيعته وعقله وتعرف عيوبه ومميزاته ؛ وعندما لا يناسبك طبع أحدهم انسحب  بهدوء ولا داعي لتحمله تحت أي بند ؛ الناس معادن وأرواح وقلوب وشخصيات وبيئة وتربية وفكر وثقافة مختلفة ؛ فمن الطبيعي أن هناك أناس تناسبك وآخرين لا تتناسب حياتهم مع حياتك ؛ وهناك طباع تتناسب مع طباعك وطباع مختلفة عنك ؛ فأنت ليس مجبر على تحمل طباع البعض الغير متطابقة لطباعك ؛ ولست مجبر على تحمل صفات للبعض لا تناسبك .

فالعلاقات خلقت للراحة والعلاقات اساسها الاحترام والتقدير بمفهومهم العام والشامل ومشكلة البعض أنه غير قادر على استيعاب ذلك ؛ فكل منا لديه كتالوج لشخصيته وطباعه وحياته ؛ فعند التعامل مع الأشخاص لابد من قراءة كتالوجه جيداً لمعرفة كيفية التعامل معه وهل طباعه وحياته تناسبك ام لا حتى لا تصبح العلاقة مرهقة نتيجة اختلاف الطباع ؛ وتذكر دوماً أن العلاقات خلقت من أجل الراحة ؛ فوصف الله سبحانه وتعالى العلاقات الزوجية بالمودة والرحمة ؛ وأيضاً العلاقة بين الاخوات وصفها الله سبحانه وتعالى بالدعم المعنوي والسند سنشد عضدك باخيك؛ هارون اخي أشدد به ازري ؛ والعلاقة بين الأصدقاء أيضاً تحدث عنها الله سبحانه وتعالى إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن؛ فالاصدقاء الحقيقيين دورهم الأساسي في حياة البعض السند والدعم وليس مجرد التقاء صور ووضعها على مواقع التواصل الاجتماعي مع كلمات حب ؛ وتذكر صدق العلاقات بصفة عامة لن تكتشفها أثناء الأجواء الجميلة بل يتم اكتشاف حقيقة العلاقات بصفة عامة وحقيقة الأشخاص حواليك عند الخلافات واختلاف المصالح وعند لحظات الغضب ؛ في تلك اللحظات تظهر معادن الناس وما تخفيه القلوب وتسقط الأقنعة 

تم نسخ الرابط