الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

لحظة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة في ظهر اليوم

الكعبة المشرفة
الكعبة المشرفة

لحظة تعامد الشمس…شهدت مدينة مكة المكرمة ظاهرة فلكية هي الثانية والأخيرة لعام 2024،وتسمى هذة الظاهرة " التسامت" وبدأ  هذا التعامد في الساعة 12:26:45 صباحاً بتوقيت القاهرة المحلى تعامد الشمس الثانى والأخير لعام 2024 على الكعبة المشرفة حيث تتساوى إحداثيات الشمس الظاهرية في السماء مع إحداثيات الكعبة المشرفة (خطى العرض والطول).

وقال الدكتور ياسر عبد الهادي، رئيس معمل أبحاث الشمس والفضاء بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم إن الشمس في لحظة تعامدها ستكون في أقصى إرتفاع لها (12) 58 (89) ، بمعنى لا يفصلها عن زاول التعامد المثلى (90) سوى دقيقة و 48 ثانية قوسية، وعندها سيختفي ظل الكعبة تماماً.

 

تحديد اتجاه القبلة أثناء تعامد الشمس على الكعبة 

 

 

وأضاف الدكتور ياسر عبد الهادي ،أنه في لحظة تعامد الشمس على الكعبة يمكن لأي راصد في أي بقعة ترى الشمس وقتها أن يحدد اتجاه القبلة أو يختبر دقته في مكانه باستخدام شاخص عمودي تماماً ، حيث سيشير الاتجاه المعاكس لظلها إلى اتجاه القبلة تماماً أو على الأقل بالنظر إلى اتجاه الشمس أفقياً في هذه اللحظة ليكون هو اتجاه القبلة في هذا المكان.

وتابع أنه يعد هذا النوع من التعامد هو تعامد رأسي للشمس ويختلف عن دراسات التعامد الأفقي سواء عند الشروق أو الغروب أو غيرها على الأبنية ومنها المعابد الأثرية التي كانت بمثابة علامات تحدد مواعيد الفصول أو مواسم أو مناسبات بعينها.


كما أضاف  الدكتور ياسر عبد الهادي : "يكمن الفارق الفلكي بين هذين النوعين من التعامد في كون التعامد الرأسي لا يمكن أن يحدث إلا على المنطقة المحصورة بين خطي عرض مداري السرطان والجدي ، لأن الشمس لا تخرج رأسياً خارج هذا الإطار وفقاً لميل محور الأرض على مستوى دورانها حول الشمس بحوالي 23.45، بينما يمكن للتعامد الأفقي أو المائل أن يحدث في أي نقطة على سطح الأرض".

وأشار إلى أنه من الممكن لهذه الظاهرة الفلكية أن تفيد الهواة الذين يحبون القيام بأنشطة فلكية مثل التحقق من طول محيط الأرض مثلما فعل العالم الإغريقي "إيراتوستين"، الذي قام بإجراء هذه التجربة في مصر وقت تعامد الشمس على مدينة أسوان وقت الانقلاب الصيفي ، حيث قام بحساب زاويتها على مدينة  الأسكندرية ومنها استنتج طول محيط الكرة الأرضية.

 

 

تعامد الشمس ظاهرة فلكية 

 

 

ومن ناحية أخرى، أشار المهندس، ماجد أبو زاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة  إلى هذا التعامد الثاني على الكعبة يحدث مع عودة الشمس "ظاهرياً" قادمة من مدار السرطان متجهه جنوباً إلى خط الإستواء وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على إرتفاع ( 90 درجة ) تقريباً بالتزامن مع أذان الظهر في المسجد الحرام حيث يصبح ظل الزوال صفرا ويختفي ظل الكعبة المشرفة.

كما قام بالكشف عن أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية وهو تحديد الإتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والإسلامية وجميع المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال استخدام قطعة من أي نوع مثبته بشكل عمودي و بمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الإتجاه المعاكس لإمتداد الظل فهذا يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقميةللهواتف الذكية.

وتابع ماجد أبو زاهرة ،أن ظاهرة التعامد تستخدم كذلك في حساب
محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية من خلال استخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة
وهي تدل أيضا على كروية كوكب الأرض.

وجدير بالذكر  أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنة 2024 أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من
10 الاستواء إلى مدار السرطان في شهر  مايو الماضي وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام القادم 2025.

تم نسخ الرابط