الإثنين 16 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أقلهم شهرة وأكثرهم تمسكاً بمبادئ ثورة يوليو 1952

يوسف صديقي الأزهري
يوسف صديقي الأزهري

أطلق عليه زملائه اسم "نصر" كأسماً حركياً، انضم لتنظيم الضباط الاحرار وكان له دور فعال فى ثورة يوليو 1952 م، يعتبر من أكثر الضباط الأحرار تمسكا بمبأدى الثورة الأولى، حيث دعى لأقامة حياة نيابية وإقامة ديمقراطية حقيقية ربما يكون بذلك من أخلص الضباط الأحرار على الرغم من أنه أقلهم شهرة وهنا سنتعرف عليه أكثر.

ولد في قرية زاوية المصلوب التابعة لمركز الواسطي محافظة بني سويف بمصر في 3 يناير 1910، والده وجده عملا ضابطين بالجيش المصري، والده اليوزباشي منصور صديق شارك بحرب استرداد السودان وقضى جلٌ خدمته بالسودان توفي سنة1911 م.

جده يوسف صديق الأزهري كان حاكم كردفان إبان الثورة المهدية قُتل خلالها وكل أسرته ولم ينجُ سوى ولداه منصور وأحمد، أتم يوسف صديق دراسته الأولية بمدرسة الواسطي الابتدائية ثم مدرسة بني سويف الثانوية، وهو يوسف منصور يوسف صديق الأزهري. 

مشواره العسكري

التحق بالكلية الحربية، وتخرج منها عام 1933، تخصص بعد ذلك في التاريخ العسكري وحصل على شهادة أركان الحرب عام 1945م.

وبمجرد أن تخرج يوسف في منتصف الثلاثينيات، التحق بإحدى الكتائب بالسلوم وأخذ يمارس نشاطه السياسي في بعض الأحزاب، خاصةً اليسار المصري.

قرأ كثيراً في الاقتصاد والتاريخ، وعندما نشبت الحرب العالمية الثانية في أواخر الثلاثينيات شارك في القتال الدائر بالصحراء الغربية، كما شارك في حرب فلسطين 1948، وقاد كتيبته بجرأة نادرة واستطاع أن يحتل نقطة مراقبة على خط الدفاع بين المجدل وأسدود، وكان الضباط يطلقون على المنطقة التي دخلها شريط يوسف صديق.

تنظيم الضباط الأحرار

بدأت علاقة يوسف صديق بتنظيم الضباط الأحرار عندما تعرف على النقيب وحيد جودة رمضان إبان حرب فلسطين 1948.

وبعدها بثلاث سنوات عرض عليه وحيد رمضان الانضمام لتنظيم الضباط الأحرار فلم يتردد لحظة واحدة في الموافقة، وقبل الثورة بأيام زاره جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر في منزله للتنسيق من أجل الثورة وهكذا قام يوسف صديق بدوره في قيام الثورة.

هذا الدور أكده جمال عبد الناصر في العيد العاشر للثورة حينما تحدث في خطابه بهذه المناسبة عن دور يوسف صديق في الثورة وقصة اعتقاله بواسطة قوات الثورة وسعادته لرؤية يوسف صديق الذي فك أسره على الفور وكذلك أكد دوره الريادي في تنفيذ الثورة كل من اللواء محمد نجيب وعبد اللطيف البغدادي وجمال حماد وحمدي لطفي في مذكراتهم التي جاءت مطابقة لمذكرات يوسف صديق.

ثورة يوليو

بدأت قصة يوسف مع الثورة قبل ليلة 23 يوليو في أحد أيام أكتوبر سنة 1951 حينما زاره الضابط وحيد رمضان الذي عرض عليه الانضمام للضباط الأحرار وأطلعه على برامجهم والتي كانت تدعو للتخلص من الفساد وإرساء حياة ديمقراطية سليمة فوافق وأُسندت إليه من قبل تنظيم الثورة قيادة الكتيبة الأولى مدافع ماكينة، وقبل الموعد المحدد بقليل تحرك البكباشي يوسف صديق مع مقدمة كتيبته مدافع الماكينة من العريش إلى مقر الكتيبة الجديد في معسكر هايكستب قرب مدينة العبور ومعه معاونه عبد المجيد شديد.

دعوته لعودة الحياة النيابية

عقب نجاح حركة الضباط الأحرار دعا يوسف صديق عودة الحياة النيابية، وخاض مناقشات عنيفة من أجل الديموقراطية داخل مجلس قيادة الثورة.
ويقول يوسف عن تلك الخلافات في مذكراته: "كان طبيعياً أن أكون عضواً في مجلس قيادة الثورة، وبقيت كذلك حتى أعلنت الثورة أنها ستجري الانتخابات في فبراير 1953، غير أن مجلس الثورة بدأ بعد ذلك يتجاهل هذه الأهداف، فحاولت أكثر من مرة أن أترك المجلس وأعود للجيش فلم يُسمح لي بذلك، حتى ثار فريق من الضباط الأحرار على مجلس قيادة الثورة يتزعمه اليوزباشي محسن عبد الخالق وقام المجلس باعتقال هؤلاء الثائرين ومحاكمتهم، فاتصلت بالبكباشي جمال عبد الناصر وأخبرته أنني لا يمكن أن أبقى عضواً في مجلس الثورة وطلبت منه أن يعتبرني مستقيلاً، فاستدعاني للقاهرة، ونصحني بالسفر للعلاج في سويسرا في مارس 1953".

وعندما وقعت أزمة فبراير ومارس عام 1954، طالب يوسف صديق في مقالاته ورسائله لمحمد نجيب بضرورة دعوة البرلمان المنحل ليمارس حقوقه الشرعية، وتأليف وزارة ائتلافية من قبل التيارات السياسية المختلفة من الوفد والإخوان المسلمون والاشتراكيين والشيوعيين، وعلى أثر ذلك اعتقل هو وأسرته، وأودع في السجن الحربي في أبريل 1954، ثم أُفرج عنه في مايو 1955 وحددت إقامته بقريته بقية عمره إلى أن توفي في 31 مارس 1975.

تم نسخ الرابط