الدكتور أحمد زارع
المتحدث الرسمى لجامعة الأزهر: لوحة العشاء الأخير تعد سافر والبيان الإعلامى للأزهر كان حكيما
أقامت فرنسا حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس يوم الجمعة الماضي، وخلال هذا الحفل تم استعراض فيديو لمجموعة من الأشخاص المتحولين جنسياً يجسدون لوحة العشاء الأخير للفنان الإيطالي ليوناردو دافنشي، والتي تصور اللحظة التي أعلن فيها يسوع أن أحد تلاميذه سيخونه، ويظهر من خلال العرض المُشين رجل يتجسد شخصية المسيح عليه السلام و هو يرقص ويتمايل ويقوم بأفعال لا علاقة لها بالدين.
من جانبه قال الدكتور أحمد زارع، المتحدث الرسمي لجامعة الأزهر ،وأستاذ الصحافة والنشر:نحن كمسلمين نؤمن بكل أديان السماء، وكل رسل الله سبحانه وتعالى، هم رسل لنا نحترمهم ونقدرهم ونحترم كل أتباع الأديان المختلفة من سيدنا آدم عليه السلام حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هكذا علمنا ديننا الحنيف فحينما يأتي تطاول على أحد الأنبياء أو قيمة دينية لأحد الأديان نعتبره كمسلمين تطاول علينا وعلى ديننا الإسلامي وهذا ما نرفضه رفضاً باتاً كما أننا نرفض من يتطاول على ديننا، نرفض أيضاً من يتطاول على الأديان الأخرى ومقداساتهم هكذا مبادئ الإسلام يحترم الآخرين وأديانهم ، مؤكدا أن المؤسسة الدينية الإسلامية فى مصر (الأزهر) كان لها موقف مثله الأمام الأكبر، وبيان الأزهر أننا نرفض رفضاً تاماً الأساءة إلى نبينا عيسى عليه السلام، و إلى العشاء الأخير، وأي مقدس من مقدسات الأديان السابقة .
وأوضح "زارع" أن الإعلام العربي أبرز أهتمامه بهذا الموضوع ولذلك نجد أن فرنسا الدولة المنظمة للحدث، أبدت اعتذارها من أجل تدارك الموقف ، وبصفة عامة فإن وقوف المنظمات الإسلامية والأزهر الشريف، وإنكار المسلمين بصفة خاصة لهذا الحدث يؤكد الرفض التام من كافة الأديان والمجتمعات لماحدث.
وأضاف قائلاً: أتمنى أن تتم التغطية الأعلامية الكافية، وتوعية الجماهير وإبراز أن الأساءة لأي دين من الأديان السماوية هي أساءة لكل الأديان ،وأن هذا مرفوض تماماً، كما أن استخدام الدين في مثل هذه المهرجانات أمر لا بد أن يستبعد تماماً، حيث أن احترام الأديان ومقدساتها وأتباعها أمر أساسي، من أجل وحدة الأمم وتضامن الشعوب وتماسكها ونبذ العنف داخل المجتمعات المختلفة.
وقال زارع: بالنسبة لمواجهة الإعلام الغربي والدعاية المضادة لنا يجب أن يكون على محورين أساسيين ،الأول هو توجيه رسالة قوية إلى الغرب وذلك عن طريق علماء متخصصين، وإعلاميين على مستوى عالٍ من الدراية والتدريب الكافي ومن المعرفة الكافية بمقتضيات ومفاهيم الدين ورؤيته لقضايا المجتمع، بحيث تصل هذه الرسائل لكل رجل فى الشارع الغربي بصفة عامة وباللغة التي يفهمها ،
داعيا إلى إقامة مؤسسة كاملة تتبناها إحدى المنظمات الإسلامية الكبرى مثل منظمة العالم الإسلامي، ومنظمة اتحاد الجامعات الإسلامية، أو الجامعة العربية وغيرها ،في إقامة صرحاً إعلامياً يوجه رسائل إعلامية بلغات متعددة لردع الشارع الدولي، أو يكون هناك قائمين بالإتصال على مستوى عالٍ من التدريب والدراية بوسائل العصر العلمية، ومعرفة هامة بالجمهور المتلقي، وأيضاً أن يكون لديهم معرفة ودراية كاملة بالدين الإسلامي وقضاياه وقضايا المجتمع.
وتابع قائلاً: أنه فيما يتعلق بالمحور الثاني هو أن تطلع هذه المؤسسات بالرد على الدعايات المضادة التي تأتي من الغرب، موجهة إلى شعوب العالم الإسلامي العربي، والتي تحاول أن تقلل من قيم الدين الإسلامي وتحارب أحكامه فلابد من مواجهة هذه الدعايات بالتفنيد والدحض المناسب لكل قضية من هذه القضايا.
وفي الختام، طالب بأن يكون هناك تغطية إعلامية واعية وواسعة في مثل هذه القضايا، وتصحيح المفاهيم وتقويم الأفكار الشاذة وأن يكون الإعلام العربي له رسالة هادفة و دور كبير في حماية المجتمعات من التطرف الفكري والثقافي الغربي، وتوعية الجمهور وأن يتم استخدام أفضل الوسائل والكوادر المدربة عالية المستوى في ذلك الأمر.