لم أجد يوماً سراً للنجاح سوى الاجتهاد والمثابرة.. تربيت على أن "لكل مجتهد نصيب"، وعلى مقولة الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حين قال" كن ابن من شئت واكتسب أدباً، يُغْنِيكَ محمودة عَنِ النَّسَبِ، إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي".
فالعمل والسعي هما الوسيلة الأولى والأخيرة للوصول وتحقيق الأهداف.
أذكر ذات يوم، نصيحة أحد أساتذتي والتي لا أنساها أبداً وقتما كنت، وأينما كنت، لأنه نصحني قائلاً: "إذا كنت تظنين في يوم من الأيام أنك على حق، ومتأكدة مما أنت عليه، امض قدماً دون الاكتراث بآراء الآخرين، فالعبرة دائماً بالخواتيم. وبعض التجارب لا ندرك مدى صحتها، إلا بعد المرور فعلياً بها."
المثابرة والرؤية الواضحة
فالمثابرة على شيء بذاته، لا تتأتى إلا بالرؤية الواضحة والعميقة لأهداف الحياه. لأنها ببساطة ستكون الحافز والدافع لك في الأوقات المظلمة وحين فقدك للشغف في العمل أو في حياتك الخاصة، فهي ببساطة سبب عملك أو سبب ما ترنو إليه. وأما الاجتهاد هو الوسيلة لتحقيق أهدافك.
كن حالماً، لتكن عالماً…يجب أن يكون لك حلم كبير تنفذه بالأهداف المتوسطة والقصيرة التي تترجم في أفعال شبه يومية تقوم بها.
نتيجة الثانوية العامة
أقول هذه المقولات، عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة لعام ٢٠٢٤، وكذا على مشارف العام الجامعي الجديد، لكي أحفز كل مجتهد، وكل حالم، يبدأ في تكوين حياته العملية.
وذلك حثاً منا الطلاب الجدد والشباب على بناء مستقبلهم بأيديهم، وأن تكون معاركهم معارك شريفة. كن ذاتك، ولا تكن غيرها.
وفي النهاية نختم بهذه الأبيات الشعرية الراقية، حيث أدعو الجميع إلى تأملها وحسن قراءتها
لا تَــيْأَسَـــنَّ وإِنْ طـــالَـــتْ مُـــطـــالَـــبَةٌ * * * إذا اسْـتَـعَـنْـتُ بـصَـبْــرٍ أَنْ تَـــرَى فَـــرَجـــا
إِنَّ الأُمُورَ إذا اسْتَدَّتْ مَسالِكُها * * * فالصَّبْرُ يَفْرُجُ مِنْها كُلَّ ما ارْتَتَجـا
ولا يَغُرَّنْكَ صَفْوٌ أَنتَ شارِبُهُ * * * فرُبَّـمـا كـانَ بـالـتَّـكْـدِيرِ مُـــمْـــتَـــزِجـــا
أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بحاجَتِهِ * * * ومُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوابِ أَنْ يَلِجا
-----------------------------------------------------
د. يسرا شعبان مدرس القانون بكلية الحقوق-جامعة عين شمس
للتواصل [email protected]