الخميس 19 سبتمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

أصبحت السوشيال ميديا بجميع انواعها مقياس للظواهر السلبية التي أصابت مجتمعنا؛ فمن خلال متابعتي لوسائل التواصل الاجتماعي تبين لي انتشار عادات غريبة مثال لذلك ظاهرة مبالغة العروسين في الحب والمشاعر فتجد فيديوهات بكاء العريس عند مشاهدته لعروسته! ومبالغة العروسة في إظهار المشاعر والحب!.. ليت الأمر يتوقف عند هذا الحد نشاهد أيضا ظاهرة إظهار العريس حبه لأمه لدرجة جعلها محل العروسة فهذا الذي يقدم الشبكة لأمه بدلا من العروسة!. وهذا الذي يرقص مع أمه ويترك العروسة! فلا أعلم حتى الآن المغزى من إنتشار تلك الفيديوهات؟!. فهل تعبير الابن عن حبه لأمه لا يظهر الا في تلك الليلة!؟ وما المقصود إظهار ذلك امام الجميع!؟ وهل إظهار مشاعر الزوجين امام الكاميرات فقط للوصول إلى التريند!؟ ام نحن امام هووس التريند! فذلك العريس الذي ابتدع فيديو خطفه لتحقيق التريند والتي تسببت في زجه ليلة فرحه بالحبس بدلا من بيت الزوجية! أصبح البعض الان يتخذ الزواج والحب مادة للتريند فتجد من يطلقون على أنفسهم يوتيوبر وبلوجر يتزوجون بغرض التريند ويتم طلاقهم أيضا لتحقيق التريند والبعض الآخر يقوم بتصوير حياته الزوجية لحظة بلحظة أيضا لتحقيق التريند ولزيادة عدد المشاهدين! فأصبحت اغلب حياة البلوجو واليوتيوبر وهم وكدب ويصدرون حياة مثالية للجميع تجعل كل من يراهم يتمنى ان يكون مكانهم! فتجد قصص ارتباط وزواج سريعة وقصيرة الاجل فما بين عشية وضحاها ينقلب الحال فتلك التي كانت تمدح زوجها في الفرح وتبكي من شدة الفرح بعد شهور نراها في فيديو تبكي من قسوته ومن سوء معاملته! وذلك الذي كان يتغزل بزوجته يطلقها ويصفها بأبشع الصفات!.

فنحن أمام كارثة مجتمعية نجد أناس لا نعلم من هم وما تاريخهم وما محتواهم؟.. الإجابة لا نعلم!؟. 

فما نعلمه هو شخص يريد ان يحصل علي أعلى نسبة مشاهدة لجلب الأموال ولتحقيق التريند؛ ومن إنسانة مجهولة لانسانة لقبها يوتيوبر او بلوجر!؟ واصبحوا يتعاملوا كمشاهير تتصيدهم كاميرات مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية ويصبحوا من أشخاص مجهولين لا قيمة لهم لأشخاص لهم متابعين يتم شرائهم أيضا بالاموال!

العبث والترويج لأفكار وعادات وتقاليد خاطئة

إلى متى يتوقف هذا العبث!؟ إلى متى يتم الترويج لافكار وعادات وتقاليد خاطئة!؟ اليوم اصبح البعض يعيش في حالة حزن ويصدر للجميع انه سعيد!؟ يعيشون غير مستقرين ويوهموا الجميع انهم مستقرين!؟ أصبح البعض لا يهم اذا كان حقا سعيد ام لا بل الاهم يظهر للناس السعادة الوهمية! فنجد الان بيوت ظاهريا مستقرة وسعيدة فالكل يحكم بالصور؛ ولكن في الحقيقة يعيش الاغلب في جو الطلاق الصامت؛ فامام الناس أزواج سعداء وفي الحقيقة منفصلين او شبه مطلقين؛ فلا تنخدع بالمظاهر فكم من بيوت شاهدنا صور تدل علي الحب والسعادة بين الزوجين وكم من كلمات غزل بين الزوج والزوجة علي وسائل التواصل الاجتماعي وفي الحقيقة بيوت مفككة ولا يربطهم غير عقد الزواج علي الورق فقط وهم في حقيقة الأمر مطلقين منفصلين معنويا ونفسيا.

تم نسخ الرابط