الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم "الأقصى" 21 مرة ومنع رفع الأذان في "الإبراهيمي" 69 وقتًا خلال شهر سبتمبر
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تقريرها الشهري الذي يوثّق الانتهاكات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك والحرم الإبراهيمي الشريف ودور العبادة الأخرى خلال شهر سبتمبر 2024
وأبرز التقرير تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستعمرين بشكل ملحوظ، حيث سجّلت الوزارة 21 اقتحاماً للأقصى من قبل قوات الاحتلال والمستعمرين، بمشاركة أكثر من 4697 مستعمرا، إلى جانب عمليات الحفر والتهويد المستمرة في محيط المسجد.
اعتداءات ممنهجة على الأقصى:
تضمّن التقرير تحذيراً من استمرار عمليات الحفر في منطقة القصور الأموية جنوب المصلى القبلي، ما يهدد أسس المسجد ويضعه في خطر. كما بدأت قوات الاحتلال بإنشاء بنية تحتية لتسهيل حركة المستعمرين، بما في ذلك بناء درج كهربائي يربط بين حارة الشرف وحائط البراق، إلى جانب مشروع "التلفريك" الهوائي الذي يهدف إلى ربط المستوطنات بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى.
وأوضحت الوزارة أن الاعتداءات الأخيرة باتت تتبع نهجاً واضحاً يسعى إلى "تطبيع" الوجود اليهودي داخل المسجد الأقصى، في انتهاك صارخ لترتيبات الوضع القائم منذ احتلال المسجد في عام 1967. وتسعى إسرائيل من خلال هذه الاعتداءات إلى تحقيق هدف طويل الأمد ببناء معبد يهودي داخل المسجد، وفق ما أعلنه مسؤولون إسرائيليون مثل الوزير المتطرف "بن غفير".
كما أشار التقرير إلى تمويل حكومة الاحتلال لأول مرة اقتحامات المستعمرين من خلال "وزارة التراث"، التي خصصت 545 ألف دولار لدعم هذه الاقتحامات وجولات "إرشادية" تهويدية استعدادًا لفترة الأعياد اليهودية.
الطقوس اليهودية داخل الأقصى:
تزايدت الممارسات التلمودية داخل المسجد الأقصى، حيث شهدت ساحاته أداء طقوس كالسجود الملحمي والنفخ بالبوق، وارتداء المستعمرين لثياب الصلاة، إضافة إلى إقامة صلوات جماعية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. هذه الممارسات، وفقاً للأوقاف، تهدف إلى فرض تقسيم زماني ومكاني داخل المسجد.
وحذرت الوزارة من خطط جماعات "الهيكل" لإقامة احتفالات رأس السنة العبرية داخل الأقصى في الأيام القادمة، والتي تشمل توفير حافلات مجانية لنقل المستوطنين ونفخ البوق لإعادة السيطرة اليهودية على المسجد.
الحرم الإبراهيمي في مرمى الانتهاكات:
وفيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي، أوضح التقرير أن قوات الاحتلال منعت رفع الأذان 69 مرة خلال شهر أيلول، بما في ذلك منع أذان الفجر 19 مرة متتالية. وأفاد التقرير بتعرض مؤذن الحرم للاعتداء اللفظي، إلى جانب نصب الشمعدان والأعلام الإسرائيلية على سطح الحرم وتغيير الكاميرات المثبتة على بواباته.
وأبرز التقرير استهداف احتفالات المولد النبوي داخل الحرم، حيث منعت قوات الاحتلال الصحفيين من إدخال معداتهم، وعرقلت دخول المصلين عبر بواباته.
دعوات لحماية المقدسات:
أكدت وزارة الأوقاف في ختام تقريرها أن هذه الانتهاكات تمثل اعتداءً صارخاً على صلاحيات الأوقاف الإسلامية في القدس والخليل، وانتهاكاً لقدسية المسجدين الأقصى والإبراهيمي. ودعت إلى التحرك الفوري لحماية المقدسات الإسلامية ومنع المخططات الإسرائيلية