في اليوم العالمي للقهوة.. كيف بدأت رحلة فنجان السعادة
في اليوم العالمي للقهوة.. كيف بدأت رحلة فنجان السعادة.. تشكل القهوة جزءًا مهمًا من التراث الثقافي والتاريخي في العديد من الدول، ولها تأثير كبير على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، وتوضح الأساطير والدراسات، أن القهوة ليست مجرد مشروب، بل تحمل تاريخًا غنياً وثقافة متجذرة عبر العصور ولذلك يحتفل العالم في 1 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للقهوة.
اليوم العالمي للقهوة
وتم إنشاء اليوم العالمي للقهوة لتسليط الضوء على أهمية القهوة في ثقافات الشعوب المختلفة، ولتقدير المزارعين والمنتجين الذين يزرعون حبوب القهوة ويعملون في هذه الصناعة.
يتميز اليوم العالمي للقهوة بتنظيم فعاليات واحتفالات حول العالم، حيث يقوم الناس بتذوق أنواع مختلفة من القهوة، وحضور ورش عمل، والمشاركة في مناقشات حول كيفية تحسين ظروف إنتاج القهوة. كما يُعتبر فرصة لرفع الوعي حول القضايا المتعلقة بالتجارة العادلة والاستدامة في صناعة القهوة.
تتعدد الروايات الأسطورية حول أصل القهوة واكتشافها، ومن أبرزها قصة أسلاف الأورومو في إثيوبيا، الذين كانوا أول من لاحظ التأثير المنبه لشجرة البن، كانوا يستخدمون القهوة أثناء رحلات الصيد الطويلة، حيث ساعدتهم على تقليل الجوع وزيادة النشاط.
الدراسات الجينية للقهوة
أجريت دراسات جينية على أصناف البن العربي، وقد أظهرت أن لديها تنوعًا جينيًا منخفضًا، لكنها لا تزال تحتفظ ببعض التباين الوراثي. كما وُجدت علاقة وثيقة بين البن العربي والبن القصبي والبن الليبيري، تشير الأدلة إلى أن القهوة كانت تُستخدم كمنشط بين السكان الأصليين في إفريقيا منذ القرن السابع عشر، مع اعتقاد أن المصنع الأصلي للقهوة المدجنةكان في منطقة هرر، وقد استمده السكان من إثيوبيا.
قصة الراعي كالدي والقهوة
من الروايات الشهيرة قصة كالدي، راعي الماعز الإثيوبي في القرن التاسع، الذي لاحظ أن قطيعه يصبح أكثر نشاطًا بعد تناوله التوت الأحمر من شجيرات معينة، دفعه فضوله إلى جلب التوت إلى راهب في دير قريب، لكن الراهب رفضه وألقى به في النار، مما أطلق رائحة جذبت انتباه الرهبان الآخرين. بعد ذلك، تم طحن حبوب البن المحمصة وتحضيرها مع الماء الساخن، لينتج أول فنجان قهوة، رغم جمال هذه القصة، فإنها لم تُسجل كتابيًا إلا بعد 800 عام، مما يشير إلى احتمال كونها أسطورة.
الصوفي نور الدين الشاذلي واكتشاف القهوة
تتحدث أسطورة أخرى عن الصوفي اليمني نور الدين أبو الحسن علي بن عمر الشاذلي، الذي، عند سفره إلى إثيوبيا، لاحظ أن الطيور تبدو أكثر حيوية عند تناولها التوت، وتُعزى بعض الروايات في اكتشاف القهوة إلى تلميذه عمر، الذي كان يُعرف بقدرته على علاج المرضى بالصلاة، ووفقًا للوقائع القديمة، نُفي عمر من موكا إلى كهف صحراوي قرب أوساب، حيث جاع وبدأ في مضغ حبوب البن، بعد تجارب مختلفة، تمكن من تحميص الحبوب، ثم غليها، مما نتج عنه سائل بني ذو رائحة عطرة، وعندما شرب عمر هذا السائل، شعر بنشاط استمر لعدة أيام، مما جعل القهوة تُعرف بـ"المخدرات المعجزة".
الأدلة التاريخية لاكتشاف القهوة
ذكر الشيخ شهاب الدين أحمد بن موسى بن عبد الغفار المالكي في كتابه "رسالة عن القهوة" أن القهوة اكتشفت بفضل العلامة المفتي جمال الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد المعروف بالذبحاني المذحجي اليماني، حيث أشار إلى فوائدها في مكافحة النعاس والكسل، مما جعلها تحظى بشعبية بين الصوفية والعلماء.
انتشار القهوة عبر العصور
يعود تاريخ القهوة إلى القرن الخامس، وربما لاحقًا، وفقًا للعديد من التقارير والأساطير، يُعتقد أن الموطن الأصلي لشجرة البن كان في إثيوبيا، وأقدم الأدلة على شرب القهوة تعود إلى القرن الخامس عشر في البلاط العثماني، حيث قدمها الوالي سليمانباشا. بحلول القرن السادس عشر، انتشرت القهوة في أنحاء الشرق الأوسط، وجنوب الهند، وبلاد فارس، والقرن الأفريقي، ثم إلى شمال أفريقيا وأوروبا.
دخول القهوة إلى اللغات الأوروبية
وكلمة "coffee" دخلت إلى اللغة الإنجليزية في عام 1582 من التسمية الهولندية "koffie"، والمأخوذة من الكلمة التركية "kahve"، والتي تعود بدورها إلى الاسم العربي "قهوة".
في الأصل، كانت الكلمة تشير إلى نوع من النبيذ، ومشتقة من الفعل "قها"، الذي يعني "عدم الجوع"، في إشارة إلى تأثير القهوة في سد الشهية. كما يُعتقد أن الكلمة ترتبط أيضًا بكلمة "قوى" العربية، التي تعني القوة والطاقة، أو بكافا، مملكة القرون الوسطى في إثيوبيا.
المصطلحات المختلفة للقهوة
في اللغة العربية، يُستخدم مصطلح "بُن" للإشارة إلى حبوب القهوة، بينما في لغة الأورومو يُطلق عليها نفس الاسم. كما توجد جذور في اللغات السامية ترتبط باللون الداكن، مما يعكس اللون الغامق للمشروب، يُعتقد أن هذه التسميات تعكس تاريخ القهوة ودورها في الثقافة العربية والإسلامية