**الحق يقال.. قناة ماسبيرو زمان ناجحة تماماً فى اختيار الوجبة المتنوعة من مسلسلات وبرامج وأغنيات ولقطات وتسجيلات نادرة من ندوات وحوارات مع قادة التنوير الراحلين.. والذين حرصوا على أن يقولوا كلمتهم قبل الرحيل.. عسى أن تحقق الفائدة والتأثير بالفعل تظهر خريطة البرامج أمام المشاهدين حرصاً على التمسك بالأصالة والإبداع والفن الجميل.. وتنافس برصيدها فى برامج «التوك شو» ما تقدمه القنوات الأخرى وهى كثيرة وفى كل الأحوال اعتقد أنها تحقق التوازن المأمول بين الجديد والقديم.. وتزيد من مكانة الأجداد لدى الأحفاد.
**وخلال فترة المساء المتنوعة أسعد بتحويل المشاهدة إلى ماسبيرو زمان.. ربما كاستراحة للذهن والعقل والقلب من تداعيات ما تقدمه القنوات الإخبارية من تغطيات على الهواء.. لأحداث وأزمات ومعارك وصراعات.. تؤثر بالتأكيد على استطاعة الإنسان الخلود إلى النوم بعد عناء يوم طويل..
**خلال تلك الفترة.. لفت نظرى المسلسل الاجتماعى الكوميدى الانتقادى «ساكن قصادى» الذى كتب حلقات جزءيه اسطى تراث «ساعة لقلبك» المرحوم يوسف عوف.. والذى أتاح من خلال هذا المجتمع الكوميدى العبقرى من عبدالمنعم مدبولى مروراً بفؤاد المهندس وليس انتهاء بأبولمعة محمد أحمد المصرى والخواجه بيجو فؤاد راتب فرصة ذهبية للتألق والشهرة والانتشار فى المسرح والسينما والإذاعة والتليفزيون وكل نشاطات الدراما.. وحملوا الرسالة بأمانة واقتدار ومازالوا بأعمالهم ملء السمع والبصر حتى الآن.
**الاسطى عوف جعل فكرة «ساكن قصادى» أرضية ووعاء لمناقشة قضايا مجتمعية.. مازال بعضها مثاراً حتى الآن.. وقدم 15 حلقة لماسبيرو (دفعة أولى) تم مضاعفتها بعد النجاح الباهر واختار مع المخرج إبراهيم الشقنقيرى مجموعة محدودة من الأبطال.. هم: سناء جميل (سلوى) وزوجها عمر الحريرى (كمال) وابنتهما ليلى (ميرنا المهندس) وبالمقابل جيران الفيلا المعلم محمد رضا (سيد) وزوجته أنيسة القديرة خيرية أحمد وابنهما محمد الشقنقيرى (حسن).
**تأمل يوسف عوف ما يعانى منه الناس والجيران خصوصاً من مشكلات اجتماعية وسلوكية ورصد نقاط ضعف وقوة داخل النفوس اختار منها ما يعتبر قاسماً مشتركاً بين الأغلبية من مختلف فئات المجتمع وكما تفعل شركات الدواء غطى السلبيات المرة بغلاف من الشيكولاته يثير الضحكات.. الحلقة نصف ساعة تقريباً.. وخلف إنتاجها جهود مشكورة لفريق عمل بذل جهداً مضاعفاً لأنه مقتنع تماماً بالرسالة التى حملها المسلسل.. وسعد بتجاوب المشاهدين المتجدد كلما قامت إدارة القناة بوضعه على خريطة الإرسال.
**حقق المسلسل نجاحاً إضافياً.. يتمثل فى أن حرص المؤلف على الوصول إلى حل للمشكلة نهاية كل حلقة.. يبادر المشاهد تلقائياً بفتح حوار عائلى حول جدوى المتابعة.. ويتشارك كيف نتعامل معها على الطبيعة.. مما يضاعف التأثير الإيجابى للرسالة التى حملها المسلسل.. واختارها بعناية وحب المؤلف يوسف عوف.. وساعده فى توصيلها للعقول والقلوب فنانون مبدعون.. قالوا كلمتهم.. ثم رحلوا إلى دار البقاء.. ولكن رسالتهم قائمة.. ومتاحة فى مستقبل الأيام.. واعتقد أن «ساكن قصادى» تتكامل مع أعمال أخرى.. اعتمدت نفس المسار.. توقفت أغلبيتها ولكن جهدها المشكور.. أبداً لا ينتهى أو يزول.