خالد الجندي: جنة سيدنا آدم كانت بستانًا على الأرض وليست جنة الآخرة
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، في تصريحات له أن الجنة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم فيما يتعلق بسيدنا آدم لم تكن جنة الآخرة كما يظن البعض، بل كانت جنة على الأرض، أي حديقة أو بستان، مشيرًا إلى أن سيدنا آدم لم يُخلق في السماء أو في جنة الآخرة، بل في الأرض.
الفرق بين جنة الآخرة وجنة آدم عليه السلام
وأضاف الجندي خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُعرض على قناة دي إم سي، أن العديد من الناس قد يخلطون بين جنة الآخرة والجنة التي وردت في قصة سيدنا آدم، وهو ما دفعه لتوضيح هذا المفهوم.
وأوضح الجندي أن جنة الآخرة، التي هي دار النعيم الأبدي التي وعد الله بها المؤمنين في الآخرة، تختلف تمامًا عن جنة الأرض التي عاش فيها سيدنا آدم.
وأشار إلى أن أول من سيدخل جنة الآخرة هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها من النعيم ما لا يمكن للعقل البشري أن يتصورها، حيث قال: "في جنة الآخرة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر"، مؤكداً أن هذه الجنة لا تحتوي على أي عيوب أو نواقص، ولا يتغير نعيمها أو ينقض، بل يبقى دائمًا ومجردًا من كل التكالیف الدنيوية مثل الصيام أو الصلاة، التي تقتصر على حياة الدنيا فقط.
واستشهد الشيخ خالد الجندي في تفسيره لآيات القرآن الكريم التي تشير إلى أن كلمة "الجنة" قد تعني الحديقة أو البستان في بعض المواضع، وليس بالضرورة أن تكون جنة الآخرة.
وقال إن القرآن استخدم كلمة "الجنة" في عدة مواضع للإشارة إلى بساتين أو حدائق على الأرض. كمثال، ذكر قوله تعالى: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ)، وكذلك قوله تعالى: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ)، وهما آيتان تستخدما لفظ "الجنة" بمعنى بستان أو حديقة في سياق الحياة الدنيا، وليس الجنة التي هي دار الآخرة.
وتابع الجندي أن الجنة التي عاش فيها سيدنا آدم كانت بمثابة حديقة أو بستان مرتفع على الأرض، وعاش فيها هو وزوجته حواء في حالة من النعيم الذي زال بعد أن عصيا أمر الله سبحانه وتعالى.
وأكد الجندي أنه عندما يُقال إن سيدنا آدم "كان في الجنة"، فإن المقصود بها هنا جنة الأرض التي كانت في مكان محدد على الأرض، وليس جنة الآخرة التي هي مكان الخلود الذي وعد الله به عباده المؤمنين.
في الختام، أكد الشيخ خالد الجندي أن المفاهيم المتعلقة بالجنة يجب أن تُفهم في سياقها الصحيح وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية، وأن خلط هذه المفاهيم قد يؤدي إلى لبس في فهم دقيق للنصوص الدينية، مما يضر بالتفسير الصحيح.