دخل إلى السجن معارضًا وخرج منه جثه هامدة.. من هو الناشط مازن الحمادة
دخل السجن معارضًا وخرج منه جثة هامدة معذبة بأبشع أساليب التعذيب، إنه الناشط المعارض، مازن الحمادة، الذي تصدر اسمه محركات بحث جوجل خلال الفترة الماضية، وذلك بعد نشر ناشطون وفصائل معارضة في سوريا، صور ومقاطع فيديو تظهر جثثًا لأشخاص وعليها علامات التعذيب في مستشفى حرستا قرب العاصمة دمشق، وذلك عقب إسقاط نظام بشار الأسد، إذ قالوا أنها تعود لسجناء من سجن صيدنايا.
وكان أحد هذه الجثث التي تم التعرف عليها تعود للناشط المعارض مازن الحمادة، الذي لم يكن يعلم أحد مكان اعتقاله، وشيع جثمانه اليوم وشارك في تشييعه الآلاف من السوريين، هاتفين "لن ننسى دمك يا حمادة"
من هو مازن الحمادة؟
كان مازن الحمادة ناشطًا حقوقيًا سوريًا من مدينة دير الزور؛ إذ ولد عام 1997 وتوفى في ديسمبر 2024 عن عمر يناهز 47 عامًا، كان يعمل فنيا في مجال النفط في الـ 33 من عمره في محافظته دير الزور؛ من ثم ظهرت فكرة إسقاط الرئيس من تونس ومصر وبدأ الشعب في الإحتجاجات والمظاهرات ضد الأسد في أنحاء البلاد، لقد برز اسم مازن في أعقاب مشاركته في الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد خلال أحداث الربيع العربي في عام 2011، الذي اشتهر بمعارضته للأسد وحكومته.
وفي مقابلات تليفزيونية أجريت معه، وصف مازن أيامه الأولى في الإحتجاجات أنه كان يطير قلبه فرحًا، ولكن انتبهت الحكومة السورية إلى نشاطات الحمادة في المحطات الأجنبية الإخبارية كونه صحفيا متظاهرًا؛ من ثم قاموا باعتقاله وغيره من المتظاهرين.
سفر الحمادة ونضاله في الخارج
كانت مدة اعتقاله في البداية فترات قصيرة في دير الزور، بعدها انتقل إلى مقر المخابرات الجوية في حي المزة، بعد خروجه غادر مازن البلاد واتجه إلى هولندا كي يتابع نشاطه في كشف أساليب التعذيب داخل السجون السورية.
ظهر الحمادة وهو بحالة سيئة جدا بوجه يعتريه الحزن وعيون لا يفارقها الدمع وجسد نحيف للغاية، في مقابلات تليفزيونية يحكي عن المشاهد المروعة التي رآها داخل السجون السورية وما بها من تعذيب والتي فقد فيها إنسانيته وكرامته.
تعذيب مازن الحمادة
وكانت معاناته داخل السجن مؤلمة؛ إذ كان يقفز الحراس فوقه إلى أن تكسرت أضلاعه، أحرقوا جلده بأعقاب السجائر، الصعقات الكهربائية التي لقاها منهم إلى أن قاموا بإغتصابه.
في فيلم وثائقي له، "أجاب مازن عن سؤال " ما شعورك تجاه الذين عذبوك؟"، فقال والدمع يسيل من عيونه "لن أرتاح حتى أراهم بالمحكمة، حتى لو دفعت حياتي ثمنًا لذلك، سألاحقهم وأحاكمهم" واختتم كلامه بـ "صلوا من أجلي".
الميت المتكلم
أطلق عليه الناشطون السوريون لقب "الميت المتكلم"، ذلك لأنه نجا من الموت الذي يهدد أي معتقل في سجون الاسد، بالإضافة إلى قوته وجرأته ولتعابير وجهه الحزينة وحالته النفسية الناتجة عن تعذيبه داخل السجون السورية.
ولقد تم تشييع جثمانه صباح اليوم الموافق 12 ديسمبر، مع 35 آخرين وجد جثمانهم في براد مستشفى حرستا في دمشق، كان يهتف المشيعون لي الجنازة "لن ننس دمك يا مازن"، كان من ضمنهم أهله الذين أجهشوا بالبكاء على فراق هذا البطل العظيم.