ads
الأربعاء 18 ديسمبر 2024
-
رئيس التحرير
محمد الطوخي

الشخصية المصرية تواجه تحديات عالمية للحفاظ على هويتها وقيمها الأصيلة

مؤتمر الشخصية المصرية
مؤتمر "الشخصية المصرية في عالم متغير

عقد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية مؤتمره السنوي الرابع والعشرين بعنوان "الشخصية المصرية في عالم متغير"، والذي يمتد خلال الفترة من 16 – 18 ديسمبر بقاعة ابن خلدون بمقر المركز، تحت رعاية د. مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، ورئيسة مجلس إدارة المركز، وبرئاسة أ. د. هالة رمضان، مديرة المركز.

في بداية كلمتها، رحبت أ. د. هالة رمضان بالدكتورة مايا مرسي، وأثنت على رعايتها للمؤتمر وتقديمها كامل الدعم للمركز منذ تولي سيادتها حقيبة وزارة التضامن الاجتماعي ورئاستها لمجلس إدارة المركز. كما رحبت بالأستاذة الدكتورة نجوى خليل، وزيرة التضامن ومديرة المركز الأسبق ورئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، وشمل الترحيب أيضًا الحضور الكريم من السادة رؤساء الهيئات والمؤسسات الوطنية الشريكة والخبراء والأكاديميين بمختلف الجهات العلمية والجامعات المصرية.

قدمت أ. د. هالة رمضان رؤية متكاملة عن المخاطر والتحديات الجسيمة التي تواجه الشخصية المصرية في الوقت الراهن، والتي تتمثل في محاولات مستمرة لتغييرها في الاتجاه المخالف للأعراف والقيم والتقاليد والهوية الوطنية، وسلبها أهم وأجمل ما يميزها من أصالة وقيم دينية ومجتمعية، وذلك في ظل ما نشهده في الآونة الأخيرة من أحداث عالمية، وتغيرات متسارعة، وأزمات عالمية، وحروب، وتقدم تكنولوجي تسلل إلى حياتنا بل واحتل المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي وأدى إلى انقسام الواقع إلى واقع حقيقي وواقع افتراضي يحوي بداخله مخاطر جسيمة.

ومن هذا المنطلق، حرص المركز على دراسة "الشخصية المصرية في عالم متغير" باعتبارها دراسة تتبعية لمؤتمر المركز عام 2010، والذي حمل نفس العنوان ونفس الهدف العام، وحاول من خلال المحاور المتعددة للمؤتمر أن يقدم نظرة تكاملية للموضوع ويغطي كافة الأبعاد.

أكدت سيادتها على أن التمسك بالهوية القومية وشخصيتنا المصرية المتفردة أصبح هو التحدي الأكبر وصمام الأمان الوحيد في مواجهة كافة التحديات في مختلف صورها المعلنة والمستترة.

وفي نهاية كلمتها، وجهت مديرة المركز الشكر لكل من السادة أعضاء اللجنة العلمية بالمركز، وأعضاء اللجنة المنسقة، وفريق لجنة العلاقات العامة، واللجنة الإعلامية، والفريق القائم على الموقع الرسمي وصفحات المركز على مواقع التواصل، والجهاز الإداري؛ لما بذلوه من جهد متواصل وعمل لا يتوقف حتى يخرج المؤتمر بأفضل صورة.

استهلت معالي وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها بتوجيه التحية للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية وإدارته والعاملين به، وعلى رأسهم أ. د. هالة رمضان، مديرة المركز، كما أثنت على اختيار موضوع المؤتمر، مؤكدة أنه ينطلق من مجموعة من المعطيات، تبدأ من تجسيد الشخصية المصرية وسماتها العريقة، والتي يتمثل أهمها في روح العزة والكرامة، والحفاظ على الهوية والقيم المجتمعية، والبراعة في الفنون والعلوم والآداب وغيرها من المجالات التي ساهمت في تقدم البشرية وازدهارها، إلى جانب الحرص الشديد على العادات والتقاليد، والمستجدات والتطورات المحلية والإقليمية والعالمية وانعكاساتها على الشخصية المصرية من كافة الأبعاد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتكنولوجية والثقافية.

وأكدت سيادتها على أن أهمية انعقاد هذا المؤتمر تتجلى في ضرورة الإحاطة بسمات الشخصية المصرية، والوصول إلى ملامحها، والتغيرات التي طرأت عليها وبصفة خاصة في ظل هذا العالم المتغير، وفي ظل التطورات التكنولوجية العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي، كما لا يمكن إغفال دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في التأثير على الشخصية المصرية، بالإضافة إلى مدى تأثير التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في تكوينها، وهل أثرت التطورات التكنولوجية على أنماط العنف والجريمة، وهل تطورت السياسة التشريعية المصرية في مجال حماية الشخصية المصرية، وهو الأمر الذي يحتاج إلى رؤى منهجية شاملة ومحكمة للوصول إلى آراء موضوعية تقدم الجوانب الإيجابية والسلبية وتبتعد قدر الإمكان عن التحيزات العاطفية.

وأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن أملها في أن يخرج هذا المؤتمر برؤى واستراتيجيات علمية وبحثية تقدم إلى كافة الجهات المعنية بتنمية الإنسان وحماية الشخصية المصرية، بما يتفق مع رؤية الدولة المصرية في بناء الإنسان على كافة المستويات.

أما أ. د. نجوى خليل، وزيرة التضامن ومديرة المركز الأسبق، فقد عبرت في البداية عن سعادتها بمشاركتها في هذا المؤتمر منذ وضع لبناته الأولى، وأكدت على أهمية تسليط الضوء على الشخصية المصرية في هذا العالم المتغير، وفي ضوء الظروف المحلية والعالمية وظهور عوالم تكنولوجية ورقمية جديدة أدت إلى حدوث تغيرات في الرؤى والأفكار والمفاهيم والقيم تختلف جذريًا عن المفاهيم والقيم الثابتة لدى المجتمع المصري.

أشارت سيادتها إلى ضرورة الانطلاق من مجموعة من الأطروحات تتمثل في أهمية إدراك أنفسنا مرة أخرى للحاق بركب التنمية المستدامة والتطور والحداثة مع العالم المتغير دومًا دوليًا وإقليميًا، وأهمية الاطلاع على الدراسات الاجتماعية التي تتعلق بمجتمع المخاطر، بما يحمله من أنواع جديدة من المخاطر التي تهدد حياتنا، ومن أهمها انحسار أثر العادات والتقاليد على هويتنا الشخصية، تآكل أنماط العائلة التقليدية، وشيوع التحرر في العلاقات الشخصية إلى حد كبير.

كما أكدت أ. د. نجوى خليل على ضرورة إعادة النظر في كثير من المسلمات، وأهمية طرح سيناريوهات تصورية للقرن الحالي، والتركيز على الدور الذي تلعبه الوسائط الرقمية في التغير الاجتماعي؛ بهدف التعرف على جوانب القوة والضعف لدى جيل الإنترنت واستثمار الطاقة الشبابية من أجل بناء الوطن.

هذا بالإضافة إلى أهمية مراجعة الدراسات الخاصة برؤى العالم والذات كمدخل مهم لمعرفة نظرة الإنسان إلى ذاته، وإلى العالم المحيط به في المجتمع، وإلى القيم التي تحكمه، مع التأكيد على أن هذه النظرة للذات لابد أن تتسم بالحكمة والعقلانية والموضوعية، وهو ما يسهم في النهاية في تصحيح المسارات الفردية والمجتمعية، ويؤدي إلى نشر قيم التسامح والعدل والحق والسلام في المجتمع.

تم نسخ الرابط