العميد .. أول محمية مصرية عالمية
محمية العميد في محافظة مطروح أول محمية مصرية عالمية تعلنها منظمة اليونسكو عند الكيلو ٨٣ طريق مطروح وعلى مساحة ٧٠٠ كيلومتر أي ( ١٦٦٦٠٠ فدان) من الجمال البرى تتناغم فيها الكثبان الرملية والسفوح الصخرية مع الوديان ذات الأراض الخصبة.
في ديسمبر عام ١٩٨٠ أعلنت منظمة اليونسكو العالمية منظمة العميد واحدة من شبكة محميات المحيط الحيوى التابعة للمنظمة وفي عام ٨٦ قرر مجلس الوزراء إنشاء محمية العميد وحظر القيام بأعمال أو أنشطة من شأنها تدمير أو إتلاف الحياة البيئية الطبيعي أو الإضرار بالحياة البرية أو البحرية أو النباتية.
والمحمية تمتاز بمناخ جاف دافىء ويبدأ موسم الأمطار بها في النصف الثاني من شهر أكتوبر حيث تسقط معظم كمية الأمطار السنوية في الفترة من نوفمبر حتى فبراير كما يعد شهرا ديسمبر ويناير أكثر الأشهر كثافة في كمية الأمطار لتحيا حوالي ٢٥٠ نوعاً من النباتات البرية ذات فوائد اقتصادية وطبية فهناك ٧٠ نوعاً منها يستخدم في أغراض علاجية كالحنظل والشيح و ٦٠ نوعاً يمكن استخدامها في أغراض مختلفة منها الوقود مثل العجرم والفوسج ومصدر للزيوت والصابون مثل حنة الفول ومن «الوبص» تصنع الحبال كما ترعى الحيوانات الأليفة على نبات الطفوة والدبيح وتوجد ٤٠ نوعاً من النباتات لها دور بيئي كحجز الرمال وترسيبها مثل القطف وتثبيت التربة كالحنظل ومقاومة ملوحة التربة مثل «المليح» وتعد المحمية ملجأ للأنواع النباتية الضعيفة مثل الطفوة.
وينعم بهذا الهدوء والأمان الغزلان والأرانب البرية وثعالب الصحراء والقطط البرية وغيرها الكثير كما توجد بها أنواع عديدة من الحشرات والزواحف والقواقع والكثير من الطيور المستوطنة والمهاجرة من بينها طيور أكلة للحوم سجل منها أربعة عشر نوعاً أشهرها «الأمون» ويتغذى بشكل أساسي على القوقع الصحراوى الشائع «ريمينا».
والحفاظ على الحياة البيئية بالمحمية صاحبه تغير كبير في مفاهيم السكان المحليين المقيمين في المنطقة وهم يتمثلون في ثلاث قرى وهى قرية العميد وساحل الشمامة وأولاد جبريل يعملون بالزراعة والرعى ولديهم حوالي ١٥٠ ألف شجرة تين في منطقة العميد يصل دخلها السنوى إلى ۲۰ مليون جنيه بالإضافة إلى تصدير آلاف من قطيع الأغنام إلى البلاد العربية خاصة المملكة العربية السعودية خلال موسم الحج وتقدر حصيلة الدخل السنوى بعدة ملايين من الجنيهات.
إن هذا الكنز يحميه خمسة آلاف فارس هم قاطنو هذه الجنة وكلهم حريصون على إبقاء هذا الجمال صامداً.